نصرالدين الفاضلابي يكتب: السباق مع الزمن
في خضم الأحداث المريخية الساخنة والدائرة حول ملف التدريب، مابين إقالة سوليناس ومتبقي مرتباته، وبديله ومقدم عقده وسنين تعاقده، يهرب منا الزمن و يذهب بنا وبسرعة الصاروخ نحو الموسم الإفريقي الجديد.
تبقت شهور معدودة للبطولة الإفريقية في الموسم المقبل، وإذا سارت الأمور على ما نعايشه الآن، سنفقد حتى فرصة اللعب في التمهيدي المكرر، وسنخرج من الدور التمهيدي الأول.
هذا ليس تشاؤما، ولكن واقع كرة القدم الحديثة يقول ذلك، وإذا قسمنا مراحل العمل على عدد الشهور المتبقية سنجد أنفسنا في ورطة الزمن المتاح لتحقيق الطموحات وتعديل الصورة المقلوبة في البطولات القارية وإعادة الفريق لمساره الصحيح في البطولة الإفريقية.
أشهر معدودة جدا وتنطلق البطولة الإفريقية، ووضعنا الفني يؤكد بأننا في حاجة لخمسة أشهر على أقل تقدير لتقديم الفريق في المنافسة بصورة أفضل من ظهوره في النسخ الأخيرة.
نحتاج لإضافات نوعية وإجراءات إدارية متسارعة لإنجاز عملية الإحلال والإبدال ووصول بطاقات النقل الدولية، ووضع وتنفيذ خطة الإعداد (وتلك خطوة لا تتم إلا في وجود المدير الفني الجديد).
سوليناس وبقناعة كل المريخاب من رئيس النادي ومرورا بالأقطاب والرموز إلى أصغر مشجع عمرا، أجمعوا على ضرورة ذهاب الإيطالي المتعجرف المستعمر والتعاقد مع بديل في قامة المريخ وعلى قدر طموحاته.
وطالما أن هناك إجماع على إزالة سوليناس من خارطة العمل الفني بالمريخ، يجب أن تتم تلك الإزالة فورا لنفتح صفحة جديدة، بعيدا عن لعبة (القط والفار) التي تحدث حاليا بينه ومجلس الإدارة.
سوليناس مدرب (عكليته) وهو من عينة المدربين الذين يستثمروا الثغرات القانونية في التعاقد مع الأندية حتى يخرج بأكبر فائدة مادية، وقد فعلها في كثير من الأندية التي دربها ولهف منها المليارات.
وهذه النوعية من البشر يتطلب التعامل معها بالحسم الفوري وإتاحة الفرصة للبديل حتى ننطلق للأمام.
بتسوية أو دفع متبقي المرتبات كاملا أو بأي طريقة علينا أن نتخلص من هذه المصيبة حتى نغلق هذا الملف و نذهب خطوة إلى الأمام.
الذي يحدث في ملف الخواجة شبيه بالظروف التي عايشناها من قبيل إنطلاقة الموسم الحالي وأدت إلى خروجنا من التمهيدي المكرر إفريقيا.
كل المريخ، مجلس إدارة وإعلام وجماهير ووسائل تواصل إجتماعي جميعها وبلا إستثناء تتحدث عن كيفية وألية التخلص من هذه الورطة، وطالما هناك إجماع وأزمة تؤرق الجميع علينا أن نشارك وبجهد ومشاركة كل المنظومة المريخية في حلها لنفتح أبواب أمل بناء فريق يستطيع أن يرفع رأسنا في المنافسات القارية.
إغلاق ملف الإيطالي قبل التفكير في البديل
كثير من الأخبار تملأ الميديا ووسائل التواصل الإجتماعي تتحدث عن بديل المدرب الإيطالي جيوفاني سوليناس.
ولا أعتقد بأن المريخ يمكن أن يدخل في أي مفاوضات مع مدرب بديل قبل إغلاق ملف المدير الفني الحالي.
مشكلة المدرب الحالي تحتاج لإجتهاد كبير وجهود إدارية ومالية وقانونية مضنية وبإيقاع سريع، والواجب يفرض علينا إغلاق هذا الملف ومن ثم التفكير في البديل.
وواحدة من الأمور التي يمكن أن تقود مفاوضات التسوية مع الإيطالي إلى نهايات غير سعيدة، إحساسه بفتح نادي المريخ لخطوط تواصل مع مدير فني جديد.
أي خطوة لإختبار بديل لمدرب لا زال عقده ساريا ستحسب على النادي وتؤدي إلى نتائج غير جيدة.
إغلاق ملف الإيطالي في الوقت الراهن ومنح إبراهومة صلاحيات الإشراف على الفريق لحين مغادرة هذا المتعجرف المستعمر المغرور منصة القيادة الفنية رسميا، هو الموقف السليم.
المريخ الآن في ورطة الإيطالي، إذا تخلص منها يمكن أن يفتح ملف التعاقد مع مدير فني جديد يقود دفة القيادة الفنية في قادم المواعيد.
التأني في إختيار المدرسة التدريبية
إذا نجح المريخ في التخلص من الإيطالي بسلام، الوضع يفرض على مجلس الإدارة التأني في إختيار البديل وتحديد المدرسة التدريبية الأنسب لأوضاعنا الحالية.
المريخ يمر بفترة إستثنائية ويحتاج إلى عمليات جراحية عميقة، وهذه المهمة تحتاج لمدرب بمواصفات خاصة يمكن تحديدها من خلال المختصيين بعد دراسة وتمحيص جيدين.
هناك مدربين على مستوى عال من القدرات والخبرات، ولكن مثل هذه الأوضاع قد لا تشجعهم على العمل، ويمكن أن يكون هناك مدرب أخر وبنفس القدرات والمؤهلات ولكن يستطيع أن يعمل في هذه البيئة ويحقق الكثير من الإنجازات وينتشل الفريق من مستنقع الإخفاقات.
لابد من التدقيق والتأني في إختيار المدرسة التدريبية قبل توقيع العقودات، ويا حبذا لو أدار مجلس الإدارة مع الخيارات المطروحة من مدارس التدريب حوارات مكشوفة وشفافة لتبادل الأراء وطرح قضية إعادة بناء الفرقة الحمراء عبر خطة يتفق عليها الطرفان.
علينا أن (ننجض) العمل بتحديد الهدف من التعاقد مع المدرب المعين وفق رؤية واضحة يتم التوافق عليها وبناء على ذلك يتم تحديد بنود الإتفاق وتحويله إلى تعاقد قانوني يحفظ حقوق الطرفين.
إذا أخفق المدرب عبر الخطة الزمنية المنصوص عليها في العقد ينعكس ذلك مباشرة على حقوقه المالية وموقف النادي القانوني ويمنحه حق إنهاء العقد أو تقليص المخصصات دون أن يدفع شروط جزائية.
هناك الكثير الذي يمكن إنجازه عبر تعاقد (عادل) يحفظ للنادي حقوقه.
إضافة أخيرة :
نصر عزام المستشار القانوني للنادي صاحب خبرات كبيرة ويمكن إنجاز ملفات التعاقد بصورة إحترافية عالية، ونتمنى أن يترك له مجلس الإدارة هذه المهمة دون تدخل كما حدث في التمديد للإيطالي سوليناس بجوبا وإضافة عامين لعقده مع المريخ شكلت أزمة حقيقية ومعضلة إدارية وقانونية مستفحلة لأنها كانت خطوة غير مدروسة ولم تتم وفق مشورة قانونية.
Bajnews.net