احتجاجات وانقسامات..ماذا يحدث في الدندر
رصد _ نبض السودان
تشهد مدينة الدندر بولاية سنار جنوب شرق السودان، انقسامًا حادًا وسط المكونات الاجتماعية جراء انتشار الجماعات المسلحة، قبل أن يتفاقم الوضع بالاحتجاج على عدم محاسبة قوة من الدعم السريع استسلمت للجيش.
وتشكلت ثلاث جماعات مسلحة على الأقل بعد أن بسط الجيش سيطرته على الدندر في 23 أكتوبر المنصرم، تحت ذريعة حماية المنطقة، فيما تلاحق ذات الجماعات اتهامات بالنهب، وسط مخاوف من فقدان السيطرة عليها.
وتشهد مجموعات وحسابات “أبناء الدندر” على مواقع التواصل الاجتماعي نقاشات حادة حول مستقبل الجماعات المسلحة، قبل أن تتحول الخلافات إلى جدل حول العفو وعدم محاسبة عناصر قوات الدعم السريع التي استسلمت.
وأبدى رئيس مجلس شورى قبيلة رفاعة، الطيب مضوي شيقوق، أسفه وغضبه “من استقبال جهات إدارية وسياسية وأمنية رسمية لميرغني حفيرة وقمر الدولة الأمين وآخرين، وهم متهمون بارتكاب جرائم السلب والنهب والقتل والاغتصاب في قرى ومدينة الدندر”.
وقال شيقوق، في بيان تلقته “سودان تربيون”، إن “الاحتفاء بعودة المجرمين وتقديم الدعم لهم يُعد مشاركة ضمنية في جرائمهم”.
والاثنين الماضي، وصلت الدندر مجموعة من الدعم السريع على رأسها ميرغني حفيرة وقمر الدولة الأمين، بعد استسلامهم للجيش في منطقة بوزي بإقليم النيل الأزرق، ضمن قوة تتكون من 150 فردًا على متن 8 سيارات قتالية.
وطالب شيقوق بضرورة توقيف حفيرة وقمر الدولة وجميع المتورطين في الجرائم التي ارتكبت في الدندر وتقديمهم إلى العدالة، مع تعزيز التدابير الأمنية لحماية المجتمع من تكرار الانتهاكات.
ودعا المسؤول الأهلي إلى تكوين لجنة للتحقيق مع الأشخاص الذين احتفوا بعودة المجرمين، قائلاً إن جريمتهم لا تقل فظاعة عن اولئك المتهمين المقبوض عليهم حاليًا بتهمة التعاون مع الدعم السريع قبل استعادة الجيش السيطرة على الدندر.
وقال علي سليمان، احد مواطني الدندر لـ”سودان تربيون”، إن “استقبال من شردنا من ديارنا وكأنهم أبطال مؤلم، لكننا لا نملك فعل شيء ضدهم”.
وأشار إلى أن بعض سكان الدندر شرعوا في تقييد دعاوى ضد عناصر الدعم السريع المستسلمة، تتعلق بالنهب والسرقة واحتلال المنازل.
وقيد الناشط عمر جلال دعوى ضد ميرغني حفيرة وآخرين، بتهم استغلال منزله في أعمال عسكرية، وفق ما أعلن على حسابه على فيسبوك.
وفي السياق، قال مصدر عسكري لـ”سودان تربيون”، إن المجموعة المستسلمة شملها العفو الصادر من قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، مشددًا على أن هذا العفو يقتصر على الحق العام ولا يسقط الحق الخاص.
وأفاد بأن الجيش دعا الأشخاص الذين “لديهم مظلمة ضد العناصر المستسلمة إلى تقييد دعاوى جنائية ضدهم”.
وكشف المصدر عن استسلام قوة أخرى من الدعم السريع، اليوم الثلاثاء، في منطقة بوزي، قوامها 150 عنصرًا تتبع لقائد الدعم السريع في ولاية سنار، حمودة البيشي.
فوضى السلاح
وتحدث شهود عيان، لـ”سودان تربيون”، عن انتشار واسع للسلاح في أيدي الجماعات المسلحة بقرى ومدينة الدندر، وسط تحذيرات من اتخاذه وسيلة لكسب العيش والنهب.
وتوجد أربع جماعات مسلحة منفصلة عن بعضها البعض، ثلاث منها تشكلت بعد استعادة الجيش لمدينة الدندر، إضافة إلى الجيش والشرطة وجهاز المخابرات العامة وجماعة البراء بن مالك.
وتنتشر جماعة تُعرف باسم الكرامة بقيادة ناظر قبيلة رفاعة، صلاح المنصور، في مدينة الدندر وقرية كامراب، التي تُعد معقلًا وحاضنة لقوات الدعم السريع في الدندر.
وقال الشهود إن أفراد جماعة مسلحة أخرى، غير قوات الكرامة، استولوا على ممتلكات ومواشي كانت في كامراب، نهبتها قوات الدعم السريع من قرى ومدينة الدندر والعاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة.
وتتواجد الجماعة المسلحة، التي تلاحقها اتهامات بالنهب، في قرية أبو هشيم قرب كامراب، حيث توسع نطاق انتشارها شرقًا إلى الرميلة ونور الجليل قرب العزازة، التي توجد فيها جماعة مسلحة ثالثة يمتد نفوذها إلى الرصيرص في النيل الأزرق.
nabdsudan.net