فيضان النيل الأبيض يجتاح مناطق جديدة والأطراف المتحاربة تتبادل التهم بالمسؤولية
النيل الأبيض، 23 ديسمبر 2024 ــ اجتاح فيضان النيل الأبيض، الاثنين، مناطق جديدة وتفاقمت الأزمة في الجزيرة أبا، فيما حمّلت قوات الدعم السريع الكارثة إلى الجيش لاستهدافه العاملين في خزان جبل أولياء بالقصف.
وقال وزير البنى التحتية في ولاية النيل الأبيض جنوبي السودان، الطيب محمد الحسن، السبت، إن إغلاق قوات الدعم السريع لخزان جبل أولياء الواقع جنوب الخرطوم أدى إلى ارتفاع مناسيب النيل خلف بحيرة السد.
وأكد ناشطون لـ”سودان تربيون” إن “فيضان النيل الأبيض اجتاح كوستي والكوة والقطينة والشوال والدبيبات والمرابيع وود اللبيح وقرى الجبلين وقرى شيكان والملاحة وأولاد ناصر، فضلاً عن الجزيرة أبا التي تُعد أكثر المناطق تضررًا”.
وذكرت منظمة قباء لتنمية المجتمع أن إدارة مياه الشرب في الجزيرة أبا أوقفت عمل المحطة، حيث بدأ العاملون في تفكيك المضخات والموتورات بغرض تحويلها إلى مكان آمن.
ودعت المتطوعين إلى ضرورة وضع تروس وسدود واقية حول محطة مياه الشرب الواقعة قرب غار المهدي، والتي تحاصرها المياه من جميع الجوانب.
ويعتمد قرابة 70 ألف مواطن على مياه الشرب من محطة الجزيرة أبا.
من جهتها،حمّلت قوات الدعم السريع،الجيش مسؤولية التطورات الكارثية وتداعيات الفيضان واتهمته باستهداف العاملين في الخزان وإجبارهم على المغادرة.
واقرت في بيان الاثنين بأن الفيضان نجم عن أعطال في بوابات الخزان جراء الأضرار الكبيرة التي لحقت ببنية السد بعد قصفه وإسقاط البراميل المتفجرة عبر أكثر من 70 غارة جوية، تم تنفيذها منذ سيطرة القوات على المنطقة العسكرية بجبل أولياء.
وقالت إن استهداف الطاقم العامل في الخزان وكسر عدد من “الترع” في الجزيرة والنيل الأبيض لتنساب في النيل الأبيض ضاعف مناسيب النيل.
وكشفت الدعم السريع عن عمل مجموعات فنية لتدارك الموقف، مبدية استعدادها للتعاون مع أي جهات فنية متطوعة مستقلة للمساعدة في المعالجة.
وفي السياق، قال حزب المؤتمر السوداني إن عدم فتح بوابات خزان جبل أولياء فاقم الوضع سوءًا، ما جعل النيل الأبيض يتمدد أفقيًا مسببًا تلفًا لآلاف الأفدنة الزراعية وانهيار عدد كبير من المنازل، ما نجم عنه حركة نزوح واسعة وتهديد متزايد لآلاف الأسر.
ودعا الحزب قوات الدعم السريع إلى الإسراع في فتح بوابات الخزان الواقع تحت سيطرتها، مع ضرورة التنسيق مع الجيش والحكومة في بورتسودان حال تطلب الأمر توفير واستدعاء مختصين.
ويؤدي إغلاق بوابات جبل أولياء، الذي تخزن بحيرته حوالي 2.3 مليار متر مكعب من المياه، إلى تراكم المياه داخل الخزان مما يزيد من خطر الفيضانات في المناطق الواقعة على النيل الأبيض.
ونزحت آلاف الأسر من المناطق المتضررة من الفيضانات بعد انهيار المنازل، حيث فقدت جميع ممتلكاتها بما في ذلك المواشي والزراعة، مما يزيد أزمة الجوع المستشرية في السودان.
sudantribune.net