حوارمدرب الهلال السوداني: لا زلنا غير مرشحين للتأهل
الخرطوم: باج نيوز
يواجه المدرب، فلوران إيبينغي، تحديات كبيرة على رأس نادي الهلال السوداني، حيث يتميز المدرب الكونغولي بقدرته على تجاوز العقبات وتحفيز لاعبيه، حتى في الأوقات الصعبة. يُمثل، إيبينغي، القوة الذهنية وروح الفريق المطلوبة لقيادة ناديه نحو النصر، رغم الظروف المُعقدة. ومع ذلك، يُفضل أن يُعرف بأنه رجل شغوف، مدفوع بالمغامرات الإنسانية.
ويتحدث التقني الكونغولي في هذا الحوار الحصري لموقع”كاف”، عن مشوار ناديه الهلال السوداني المُبهر، متصدر المجموعة الأولى برصيد 9 نقاط، في رابطة أبطال إفريقيا، توتال إنيرجيز، كما يتطرق إلى يومياته كمدرب لفريق يواجه صعوبات الحرب في السودان.
*فاز الهلال السوداني بمبارياته الأولى في دور المجموعات لرابطة أبطال إفريقيا، توتال إنيرجيز. ما هي مفاتيح هذا النجاح في ظل هذا السياق الصعب؟
-قررنا هذا العام أنه يجب أن نقدم أداءً أفضل من العام الماضي، رغم الظروف. منذ البداية، حددنا هدفنا، وهو التأهل إلى ربع النهائي. عملنا على تحقيق ذلك. الأمر يتجاوز قليلاً ما كنا نتخيله.
فزنا بالمباريات الثلاث، لكن مع الإبقاء على الفكرة ذاتها بأن المهمة لم تُنجز بعد. حتى الآن، الهدف هو التأهل لمواصلة المنافسة.
تمر السودان بفترة حرب، كيف أثر هذا السياق على تحضيراتكم وتنقلاتكم للمباريات؟
-أثر كثيراً، خصوصاً العام الماضي. هذا العام أقل تعقيداً بكثير، لأننا في موريتانيا. نشكر رئيس الاتحاد الموريتاني لكرة القدم، أحمد يحيى، على دعوته للمشاركة في بطولتهم. نحن نقيم في فندق، وهذا ليس الوضع الطبيعي. الطبيعي هو أن تكون في بلدك. لكن على الأقل، يمكننا لعب بطولة ونكون أكثر تنافسية. أعتقد أن هذا يفسر أيضاً نتائجنا الجيدة في رابطة أبطال إفريقيا، توتال إنيرجيز.
ما هي الاستراتيجيات التي اعتمدتموها للحفاظ على تحفيز اللاعبين رغم الصعوبات الخارجية؟
-اتفقنا على ألا نخلط بين ما يحدث خارج الملعب وداخله. بمجرد أن تكون على أرض الملعب، يجب أن تقدم 200%. هذا ما نفعله، نعمل بجد، بجد شديد.بالإضافة إلى ذلك، نستمع للاعبين، ونلعب دور الأب والأم لهم. إنه فريق استثنائي، لأنهم، رغم ما يمرون به، يظلون مركزين ومتيقظين ويقدمون أفضل ما لديهم عندما يكونون على أرضية الميدان في الملعب.
*هل تعتقد أن السياق الصعب عزّز الروح المعنوية والتضامن بين لاعبي الفريق؟
-تماماً! استعنا بأخصائي نفسي أثناء التحضيرات، وكان مفيداً للغاية. لا نزال نطبق بعض التقنيات التي علمنا إياها، وهي تساعدنا كثيراً.
كيف كان تأثير تجربتك كمدرب في السودان على المستويين التدريبي والشخصي؟
-على المستوى الشخصي، أكرر دائماً، ما سأذكره عندما أعتزل هو العلاقات الإنسانية. ليست الكؤوس التي فزت بها هي الأهم، بل التجارب المشتركة والمغامرات التي عشناها معاً. وهنا، أعيش مغامرة مختلفة تماماً، حيث لا نقوم فقط بممارسة كرة القدم.
نتعلم كل يوم كيفية التعامل مع ظروف استثنائية. العمل أيضاً يحتاج إلى تعديلات، لأن الديناميكية اختلفت عن العام الماضي، عندما لم يكن لدينا بطولة. الهدف هو الحفاظ على تنافسية اللاعبين. لذلك، نعدل طرق التدريب قليلاً. إنها تجربة تعلم مفيدة للغاية.
ما هي الرسالة التي ترغب في توجيهها للشعب السوداني الذي يدعم النادي رغم المحن؟
-أود أن أقول لهم إننا نفكر فيهم باستمرار. لا يمر يوم من دون أن نخصص لهم جزءاً من تفكيرنا، لأن الوضع لا يزال صعباً للغاية.
أغلب عائلات لاعبي الفريق موجودة في السودان، ونتلقى أخباراً يومية عنهم. هذا يؤثر علينا بشدة. على سبيل المثال، مؤخراً علم أحد اللاعبين أن شقيقيه قد اعتُقلا. في تلك اللحظات، من الصعب الاستمرار. لكن ذلك يُعزز أيضاً التضامن داخل الفريق، حيث يدعم الجميع الشخص المُتأثر.
نادي الهلال في رابطة أبطال إفريقيا، توتال إنيرجيز، والكرة السودانية يسيران بشكل جيد أيضاً مع تأهل
المنتخب السوداني لكأس أمم إفريقيا، توتال إنيرجيز، وتصدره مجموعته في تصفيات كأس العالم 2026. كيف تفسر ذلك؟
تعتمد قوة الكرة السودانية بشكل أساسي على ركيزتين، الهلال والمريخ. كلاهما يتميزان بتنافسيتهما. على مستوى المنتخب الوطني، يظهر هذا التواصل من خلال الانسجام السريع، لأن قوام المنتخب مكوّن بشكل كبير من لاعبي هذين الناديين. وهكذا، يمتد العمل المنجز في هذين الفريقين بشكل طبيعي إلى ديناميكية المنتخب الوطني، مما يُعزز الاستمرارية الإيجابية.
بعد هذا الأداء المميز في دور المجموعات، ما هي أهدافكم لبقية المنافسة؟
الأولوية هي التأهل أولاً. بمجرد تحقيق هذا الهدف، نتقدم خطوة بخطوة. لم نكن من بين المرشحين في البداية، ولا نزال كذلك. لكننا نجحنا في أن نكون بين آخر 16 فريقاً. الآن، الطموح هو الانضمام إلى آخر 8 أندية في المنافسة. في هذه المرحلة، تُلعب المواجهات ذهاباً وإياباً، وكل مباراة تصبح حاسمة. علينا الفوز للتقدم. الهدف على المدى القصير واضح وهو الوصول إلى ربع النهائي.
Bajnews.net