في جلسة مجلس الامن الأمم المتحدة: ملايين الأرواح في السودان معرضة للخطر
أمستردام: 6 يناير 2025: راديو دبنقا
قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية “اوشا” ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة “فاو” إن السودان هو المكان الوحيد الذي تأكدت فيه المجاعة، وإن المجاعة الحالية تعد الرابعة من نوعها على مستوى العالم خلال ال 15 عاما الماضية.
وأوضحت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة “فاو” إنه على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية، تم تأكيد أربع مجاعات فقط: الصومال في عام 2011؛ وجنوب السودان في عامي 2017 و2020؛ والآن السودان في عام 2024.
وقالا بيث بيكدول نائبة المدير العام للفاو خلال تقديمها احاطة لمجلس الأمن يوم الاثنين: “إن ملايين الأرواح معرضة للخطر بشكل أكبر، وكذلك استقرار العديد من الدول في المنطقة”.
بدورها وصفت إيديم ووسورنو، مديرة قسم المناصرة والعمليات في مكتب تنسيق المساعدات التابع للأمم المتحدة “اوشا” ما يجري في السودان بأنه “أزمة إنسانية ذات أبعاد مذهلة”. وأوضحت أن هذه الكارثة “من صنع الإنسان”، وقالت إن الحرب المستعرة أدت إلى تفكيك أنظمة الغذاء والبنية الأساسية الحيوية، مما ترك الملايين في خطر وشيك.
نداء مشترك
وجه مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية “اوشا” ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة “فاو” نداءا إلى أعضاء مجلس الأمن على إعطاء الأولوية للتمويل، وضمان طرق الإغاثة الآمنة، والضغط على الأطراف المعنية لوقف الأعمال العدائية.
طالبت إيديم ووسورنو، مديرة قسم المناصرة والعمليات في مكتب تنسيق المساعدات التابع للأمم المتحدة اوشا خلال تقديمها احاطة لمجلس الأمن يوم الاثنين مجلس الأمن الضغط على الأطراف للوقف الفوري للأعمال العدائية وتوفير المساعدات والخدمات.
وطالبت بالضغط على أطراف الحرب للامتثال للقانون الإنساني توفير المساعدات والخدمات
وشددت على ضرورة ضمان فتح كل المسارات البرية وعبر الحدود والجوية أمام عمليات الإغاثة، وإيقاف العراقيل وإصدار تصاريح المرور والتأشيرات بسرعة، كما شددت على حماية العاملين الإنسانية.
وطالبت وسورنو بتمويل خطة الاحتياجات الأممية في السودان. وتدعو خطة الاستجابة للاحتياجات الإنسانية في السودان لعام 2025 إلى توفير 4.2 مليار دولار لدعم 21 مليون شخص، مع 1.8 مليار دولار إضافية مطلوبة للاجئين في البلدان المجاورة.
كما أعلنت مواصلة الضغط على السلطات السودانية لإنشاء مركز عمليات إنسانية في زالنجي بوسط دارفور.
وقالت بيث بيكدول الدول الأعضاء في مجلس الأمن لاستخدام نفوذها لإنهاء الأعمال العدائية وتقديم الإغاثة للشعب السوداني. وأضافت “إن السودانيين بحاجة ماسة إلى الغذاء والمياه والمأوى والأدوية والمساعدات الزراعية الطارئة المنقذة للحياة… اليوم… وليس غداً”.
كما دعت للوصول الإنساني الفوري بدون إعاقة، وإعادة فتح طرق الإمداد التجارية بأمان لمعالجة النقص الحالي في بؤر الجوع الرئيسية.
وقالت إن زيادة المساعدات الغذائية والمياه والنقدية أمر حيوي، فإن ذلك وحده لا يمكن أن يعالج النطاق الكامل لأزمة الجوع.
وأكدت ضرورة منح الدعم الزراعي الطارئ الأولوية.
قالت بيث بيكدول نائبة منظمة الأغذية والزراعية الفاو إن الإنتاج الزراعي في السودان انخفض خلال الموسم الماضي إلى 46 في المائة عن الموسم السابق. وأضافت: “سيبدأ الحصاد قريبًا لموسم 2024/2025. ومع ذلك، فإن الجوع وسوء التغذية يتصاعدان في حين كان من المفترض أن يكون توافر الغذاء في أعلى مستوياته”.
وأشارت إلى أن معظم السودانيين توقفوا عن الزراعة بسبب الوضع الأمني.
وشددت على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة المجاعة في السودان وإنهاء الحرب.
مجاعة مؤكدة
وقالت ووسورنو: “إن ظروف المجاعة موجودة الآن في خمس مناطق”، مسلطة الضوء على مخيمات زمزم والسلام وأبو شوك للنازحين، بالإضافة إلى غرب جبال النوبة. وقالت إن السودان هو المكان الوحيد الآن الذي تأكدت فيه المجاعة.
وتوقعت لجنة التصنيف المرحلي المتكامل أن تنتشر المجاعة إلى خمس مناطق إضافية، بما في ذلك أم كدادة والفاشر، بحلول منتصف عام 2025، مع وجود 17 منطقة أخرى معرضة لخطر كبير في حالة عدم التدخل العاجل.
وأعلنت الحكومة السودانية مؤخراً انسحابها من التصنيف العالمي المتكامل للأمن الغذائي ووجهت انتقادات حادة لتقرير الذي صدر مؤخرا بشأن المجاعة وشككت في صحة الأرقام.
ويظهر أحدث تحليل للتصنيف المرحلي المتكامل أن نصف السكان الذين تم تحليلهم – أو 24.6 مليون شخص – يواجهون مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي. هذا يعني 3.5 مليون شخص إضافي منذ يونيو 2024.
تشير التقييمات الأخيرة إلى أن أكثر من 16 في المائة من الأسر في المناطق المتضررة تعاني حاليًا من انعدام الأمن الغذائي الكارثي.
خلصت لجنة مراجعة المجاعة المستقلة في أواخر ديسمبر إلى أنه بين أكتوبر ونوفمبر 2024، استمرت ظروف المجاعة في مخيم زمزم للنازحين وامتدت إلى مواقع أخرى في شمال دارفور، وكذلك إلى جبال النوبة الغربية في ولاية جنوب كردفان.
منذ الشهر الماضي حتى مايو 2025، من المتوقع أن تواجه خمس مناطق إضافية ظروف المجاعة، مع وجود خطر مؤكد للمجاعة في 17 منطقة أخرى.
الآن، يوجد 15.9 مليون شخص في التصنيف المرحلي المتكامل 3 – الأزمة؛ و8.1 مليون شخص في التصنيف المرحلي المتكامل 4 – الطوارئ؛ وأكثر من 637000 شخص في التصنيف المرحلي المتكامل 5 – الكارثة.
وتوقعت المسؤولة الأممية تفشي المجاعة في السودان مع احتدام القتال وصعوبة الوصول إلى بؤر الجوع المجاعة تنتشر في السودان والنزاع المسلح مستمر ويؤثر على المدنيين بشدة
وأعلنت في الوقت ذاته تحقيق تقدم مهم بوصول أكبر قافلة مساعدات من 28 شاحنة تحمل الغذاء إلى الخرطوم من بورتسودان.
وأضافت أن “المناطق الرئيسية في جنوب كردفان معزولة فعليا عن المساعدات الخارجية”، في حين “لا يتم منح التأشيرات للعاملين في المجال الإنساني بالسرعة الكافية”.
كما أدت بروتوكولات التفتيش الجديدة عند معبر أدري، والتي تعد حاسمة للعمليات في دارفور، إلى تأخير توصيل المساعدات.
إن ما يقرب من 90 في المائة من الأسر النازحة غير قادرة حاليا على تحمل تكاليف الغذاء.
محركان رئيسان للمجاعة
بدورها أفادت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) أن الصراع والنزوح هما المحركان الرئيسيان لانعدام الأمن الغذائي، “الذي تفاقم بسبب تقييد الوصول الإنساني”، وفقًا لنائبة المدير العام بيث بيكدول.
وأضاف بيكدول قائلة: “إن ملايين الأرواح معرضة للخطر بشكل أكبر، وكذلك استقرار العديد من الدول في المنطقة”.
ذكّرت بيث بيكدول المجلس بالعواقب الوخيمة لمثل هذه الأزمات: “كما تعلمنا من هذه الأزمات الشديدة، فقد حدثت عشرات الآلاف من الوفيات بالفعل قبل تصنيف أي مجاعة”.
تحديات
وقالت بيكدول إن المخاطر الأمنية المتزايدة لمقدمي خدمات النقل تعيق الوصول إلى المجتمعات الضعيفة؛ كما تظل فجوات التمويل غير متوافقة مع التقويم الزراعي، مما يحد من قدرتنا على العمل في الأوقات الأكثر أهمية.
وأضافت: “في العام المقبل، نهدف إلى توسيع نطاق استجابتنا للوصول إلى 14.2 مليون شخص – مزارعين ورعاة ماشية وصيادين – بالبذور وأعلاف الماشية ولوازم الصيد التي يحتاجون إليها لإنتاج طعامهم المغذي.
وحذرت قائلة: “إذا فشلنا في التصرف الآن، بشكل جماعي وعلى نطاق واسع، فإن ملايين الأرواح معرضة للخطر بشكل أكبر، استقرار العديد من الدول في المنطقة معرض للخطر أيضًا”.
dabangasudan.org