خبر ⁄سياسي

صور ومواقف وتحركات قد تؤثر في حسم معركة الكرامة بقلم : عميد م. إبراهيم عقيل مادبو

صور ومواقف وتحركات قد تؤثر في حسم معركة الكرامة بقلم : عميد م. إبراهيم عقيل مادبو

بعض الأشياء والأحداث والتفاصيل الصغيرة تحدث من حولنا وقد لا ننتبه إليها، ولكن ينتج عنها كوارث كبيرة تُعد من الخطورة بمكان وتؤثر في الموقف الراهن وسير المرحلة وتعرقل من أداء الدولة وتبطئ وتيرة معركة الكرامة وعزم الجيش على حسم التمرد، وهناك صور ومناظر ومواقف مرت علينا في الفترة الماضية لابد من الوقوف أمامها والنظر إليها بعين التدبر والتحليل لأخذ العبر والدروس والاستفادة منها، ومن هذه الصور منظر عبور الطلاب لنهر النيل بالمراكب إلى الدويم من اجل الجلوس للإمتحان، ومنظر الطالبة شمس الحافظ عبدالله التي قطعت أكثر من 2,000 كيلومتر لتقدم لنا رسالة بليغة أن هذا الشعب لن ينكسر ولتعكس لنا عزيمة الشباب وهو الجيل الذي نعول عليه في التحرير واستكمال بناء السودان، وبالمقابل وعلى النقيض من ذلك علينا النظر إلى الصور المشوهة التي قدمتها المليشيا الأرهابية وهي تقف حجرة عثرة أمام طموح الطلاب وتظهر وجهها الكالح برفضها لمبدأ التعليم وتمنع الطلاب من اداء الامتحانات وقد شاهد الناس كيف رفضت المليشيا لطلاب دارفور وبعض مناطق كردفان من الذهاب إلى مراكز الإمتحان بالأبيض والنهود وود عشانا والدبة والخرطوم ومناطق اخرى، فهذه الصور تعطينا رؤية واضحة عن ما كان سيحدث في حال نجاح المليشيا وحليفها السياسي تقدم ومن خلفهم الإمارات في انقلابهم على الدولة السودانية، ومن المناظر البائسة أيضاً محاولات قحت في استغلال بعض المشاكل وتحويلها إلى أزمات داخلية بقصد تأليب الشعب كما حدث حول اجراءات تبديل العملة ومشكلة عمال الشحن والتفريغ بسواكن، ويعملون على تجميع صفوفهم ضمن حملة تستهدف الولايات الآمنه تحت عنوان البرلمان الشعبي على الفتنة والوقيعة بين مناوي وجبريل والتجاني السيسي والجيش وجر الدارفوريين إلى معركة جهوية مناطقية، وقد ذهبوا إلى ابعد من ذلك وهم يساندون المليشيا لتكوين حكومة بدارفور، وإغراق الميديا الميديا السودانية بالأخبار المضللة وإثارة البسطاء بالشائعات السوداء، فكل هذه الصور لابد أن نقف أمامها وأن نتفكر فيها فهي تُعتبر إحدى معارك حرب الكرامة، فالحرب هي مجموعة من المعارك لبلوغ الهدف الكلي من الحرب وكسبها، وإذا اردنا أن نكسب هذه الحرب فلابد من التشدد مع الطابور الخامس والمتعاونين مع المليشيا والموالين لقحت، والعملاء المندسين في المدن والأحياء والأسواق.

علينا أن نعلم أن العمليات الأمنية دخل المدن يجب ان تدور إجراءاتها ضد العملاء بالتزامن مع معارك الجيش في كل المناطق فالجيش يعمل في الجزيرة والنيل الازرق وكردفان ودارفور ولن يكتمل هذا العمل العسكري بالسرعة المطلوبة مالم يكن هناك عمل أمني اخر متزامن ومترافق معه داخل المدن التي نقول عنها آمنة وهي ليست آمنة، مالم يتم تنظيفها من أعوان المليشيا وجناحها السياسي تقدم.
ففي الوقت الذي يتوقع الناس فيه اتخاذ اقسى وأقصى الإجراءات والعقوبات تجاه الطابور الخامس والمتعاونين مع المليشيا نجد أن هناك تساهل وإستهوان بممارساتهم وتحركاتهم في عمق الجبهة الداخلية، وهذا من أفدح الأخطاء أن تُترك لهم الساحة لتنفيذ مخططاتهم وأيضاً من الأخطاء الكبرى التي نرتكبها وتساعد الأعداء في تأخير النصر هي المجاملة والشللية والنظرة العاطفية لحقائق العمل والأمور، وجيوش الجشع والطمع والأنانية وحب النفس، وكل هذه الممارسات تؤدي إلى عدم الأمانة والإنتهازية وانتشار داء السمسرة في أمن واستقرار الوطن، في ظل عدم تطبيق القوانين الرادعة وإنعدام المساءلة والمحاسبة الفورية، ولذلك يجب التمحيص جيداً وأن نضع الشخص المناسب في المكان المناسب حتى تعمل مؤسساتنا بروح الفريق، وإذا لم يتم حسم أمر الطابور الخامس وعملاء مليشيا آل دقلو ومسانديها، فسيؤثر ذلك على مسار العمليات الحربية ويخلق فجوات في التلاحم الشعبي مع الجيش، ويكفي أن يدخل اي شخص للنت ويتابع صفحات الميديا السودانية وسيجد أن هناك من يسوق الناس بإتجاه نقطة محددة ظللنا نحذر منها طيلة فترة الحرب، فقصة هروب المدعو متوكل إن صحت وعبوره لكل الارتكازات المنصوبة في الطرق تؤكد على وجود ما ذكرناه من التساهل والجشع والطمع والأنانية وعدم الأمانة والإنتهازية وانتشار داء السمسرة في أمن واستقرار الوطن، فالمرتشي لا يؤتمن على ارتكاز، ولابد من وضع خطة عاجلة لحل مشكلة الإرتكازات داخل المدن وخارجها وعلى كل الطرق، وأن يتم إنشاء إدارة خاصة بالإرتكازات داخل كل ولاية وأن تكون لها رئاسة اتحادية مع إحكام التنسيق مع كافة الأجهزة الامنية والتنفيذية وخاصة الخلايا الأمنية المشتركة بالولايات، وأن يُحدد لكل ارتكاز تاريخ زمني محدد بتم بعده غيارهم بقوة أخرى مع وضع عناصر تتصف بالأمانة والنزاهة لمراقبة الأداء داخل كل ارتكاز.

إن عدم وجود تشريع أو قانون واضح لحسم الطابور الخامس والعملاء ومساندي المليشيا والمخذلين ومطلقي الشائعات في وسائط التواصل الإجتماعي والإنتهازيين وضعاف النفوس والحد من ممارساتهم، فسيؤثر ذلك على عملية إنهاء التمرد ويقود إلى إضعاف المقاومة الشعبية وإنعكاس ذلك على المجهود الحربي، ولذلك يجب تفويت الفرصة على المتربصين بأمن البلاد ولن يكون ذلك إلا كما ذكرنا بسن قانون طوارئ وإجراءات واضحة والتشدد لقطع دابر الطابور الخامس والعملاء الذين يمرحون في الأحياء والأسواق وسط المواطنين، وأولئك المندسين في عصب ومفاصل الدولة، وأصحاب الأجندات المريبة والمطامع الحزبية والشخصية والجماعات الإنتهازية، حتى يتم تحقيق الاستقرار الأمني الداخلي الذي من أوّل مقوماته الوحدة الوطنية، وكلنا يعي التحديات التي تواجهنا بصورة داهمة، وضرورة التصدي لها بلا هوادة، بوحدتنا وتكاتفنا للمحافظة على روافد قوّتنا، ولسدّ الثغرات التي قد تنفذ منها سموم الفتنة والغدر والفوضى، فبلوغ الاستقرار الأمني لا يتم الا بتنسيق كامل بين المؤسسات الأمنية والقضاء، فالأمن والقضاء مرتبطان بمهمات متكاملة، ومن واجب القيادة تحريرهما من التكبيل وإبعاد المعرقلين للخطوات، كما على القيادة ضبط التجاوزات ليطمئن المواطن الى الإداء، وتستعيد الدولة وقارها وهيبتها بتفعيل هيئة التفتيش الحكومي وتنظيم زيارات ميدانية غير معلنة إلى مختلف الجهات والمؤسسات والهيئات الحكومية وغير الحكومية، وفق رصد محدد بغرض التفتيش والوقوف على أي تجاوزات أو فساد وانتهاكات لللوائح والقوانين والبت السريع فيها.

إن تماسك الجبهة الوطنية مع الاستقرار الأمني ومنع الخروقات من أهم مقومات النصر والانتصار إذا أردنا أن نحافظ على بلدنا التي أصبحت العين عليها من كل جانب، وباتت وسط قوس من النار.

إن ما يُشعرنا بالاطمئنان أن لدينا نموذج نفتخر به في الوحدة الوطنية وتماسك الجبهة الداخلية تجلى في التلاحم الشعبي مع القوات المسلحة وهذه نعمة يجب أن نعض عليها بالنواجز وأن لا نفرط فيها باعتبارها ملحمة سودانية حققت نصراً جمع بين معركة الميدان في شجاعة الجندى وعبقرية القيادة، ومعركة أخرى لا تقل أهمية، وهى وعى الشعب وتماسكه من خلال جبهة قوية صامدة، ونريد لهذه الملحمة أن تتفجر غضباً على المليشيا المتمردة وعلى دولة الإمارات التي تؤجج نار الحرب، والتي سنخوضها معاً الجنود على خطوط النار يقدمون أرواحهم فداءً للوطن، والشعب يد واحدة يخوض معركة الوعي والأخلاق، فلا مكان للشائعات ولا وجود للفتنة ولا تأثير لقوى الشر الخبيثة امثال تقدم قحت ومن والاها، ومن اجل النصر وسحق التمرد لابد من تحقيق التكامل بين الجبهتين العسكرية والشعبية، فوعي الشعب وسلاحه الأخلاقي والوطني هما الأساس الذي استند إليه الجيش في معاركه البطولية الجارية الان، ويجب أن لا نسمح للأصوات المشككة وأبواق الفتنة أن تنال من عزيمتنا، ولذلك، فإن تماسك الجبهة الداخلية والحفاظ على الوطن سيكون هو حائط الصد أمام مخططات الأعداء الرامية لتفكيك البلاد وتهجير سكانها في ظل تسارع الأحداث من حولنا في المنطقة يوماً تلو الآخر، فقريباً وبعد أيام ستكون في العالم قيادة جديدة ستحاول أن تفرض رؤاها على الجميع ويجب أن ندرك خطورة الموقف ودقته وأن نعمل على فرض رؤانا وحسم المعركة مبكراً ومن ثم مواجهة المستجدات، لذا، فإن اصطفاف الجميع خلف القيادة السياسية والعسكرية ومؤسسات الدولة واجب وطنى وحماية للأمن القومي السوداني، ومانع استراتيجي ضد أى مخططات للنيل من أمن واستقرار وطننا الغالى.
ونجدد قولنا ونتوجه إلى قيادتنا السياسية والعسكرية أن لا تفاوض مع المليشيا إلا على الإستسلام وأن لا يكون هنالك أي دور سياسي لكل من شارك مليشيا آل دقلو وحظر الأحزاب التي ساندتهم، وأن تكون المحاكمات علنية، وأن لا تفاوض مع الإمارات إلا بتنفيذ شروط خطاب مؤتمر دار الخريجين بأمدرمان في الإحتفال بعيد الإستقلال، ففي تلك الدار قبل ايام اجتمعت القلوب والهمم وتواثقت على أن لا تفاهم مع الإمارات إلا بعد موافقتها بتعويض كل ما دمرته ونهبته المليشيا واعترافها بجرائمها ضد الشعب والوطن.

azzapress.com