العقوبات الأمريكية ضد حميدتي لن تسهم في رفع المعاناة عن الشعب السوداني
امستردام: 8 يناير 2025: راديو دبنقا
قال الكاتب والمحلل السياسي، محمد موسي حريكة، أن العقوبات الأمريكية ضد قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) لن تسهم في تغيير حقيقي وترفع المعاناة عن كاهل الشعب السوداني، مبيناً أن العقوبات من أجل الضغط لتغيير سلوك المستهدفين الي سلوك إيجابي.
وتساءل في مقابلة مع ” راديو دبنقا ” عما إذا كانت العقوبات التي طالت قادة الدعم السريع والجيش أسهمت أو ستسهم في تغيير حقيقي في مجري الحرب الجارية في السودان، مؤكداً أن الإجابة بالتأكيد لا لأن الحرب الجارية الآن في السودان تحتاج الي عمل سياسي وإنساني واضح يحد من معاناة الشعب السوداني.
أشار الي أن عقلية انتظار العقوبات وعصا تضرب هذا وذاك لن تسهم في إنهاء الحرب السودانية الدائرة الآن، مشيراً الي أن هذه الحرب تحتاج الي مجهود ضخم سياسي محلي مدني ضخم مقرونا بمجهودات العالم الخارجي في حل النزاع.
ولفت الي أن أثر عقوبات الخزانة الامريكية تتمثل في عدم تصدير الأسلحة إلى جهات مختلفة في العالم ومراقبة صادرات التكنولوجيا وتقييد المساعدات الاقتصادية والتعامل المباشر مع البنك الدولي، ورفع الحصانة عن الشخص وتمنع المواطن الامريكي والحكومة من الدخول في صفقات مالية مع الأشخاص والشركات المستهدفة من العقوبات.
العقوبات في الساعة 25
من جانبه قال مهدي داود الخليفة الخبير بالشؤون الأمريكية لراديو دبنقا أن العقوبات جاءت في الساعة الخامسة والعشرين ما يجعل تأثيرها محدودًا، مبيناً أنه كان من الممكن أن تكون أكثر فعالية لو تم فرضها في بداية الحرب.
واوضح أن هذه العقوبات والتي شملت تجميد الأصول وًحظر التعامل مع الأفراد والشركات كانت يمكن ان تكون فعالة إذا طبقت في بداية الحرب مما يجعلها تضيق الخناق على تمويل قوات الدعم السريع خاصة عبر تهريب الذهب الذي يعد مصدر دخلها الرئيسي.
ورأي أن إدارة بايدن كانت مترددة في فرض عقوبات على شركات إماراتية في السابق، نظرًا للعلاقات الاقتصادية الوثيقة بين البلدين، حيث وُقعت اتفاقيات بمليارات الدولارات وتم تصنيف الإمارات كشريك اقتصادي رئيسي للولايات المتحدة.
وأضاف للأسف ادارة بايدن اولت اهتماما أكبر لازمات دولية مثل اوكرانيا وًغزة مما ادي لتأخر التدخل في الملف السوداني وحتى عندما تم اختيار مبعوث خاص تم اختيار شخصية قليلة الخبرة بالسودان مما ادي لتعطيل جهود الوساطة حيث قضي المبعوث شهورا في مقابلات غير مؤثرة دون احداث إبداعية على الارض.
وتابع يبدو أن إدارة بايدن تسعى من خلال هذه العقوبات لقطع الطريق أمام الإدارة الجمهورية المقبلة التي قد تتبنى سياسة خارجية أكثر تقاربًا مع الإمارات.
وأكد أنه في العرف السياسي الأمريكي، يُعتبر اتخاذ قرارات كبيرة خلال فترة انتقال السلطة خطوة غير مستحبة، إذ تكون هذه الفترة فترة تسليم وتسلم ولا تسعي الادارة المنصرفة لإصدار قرارات قد تكبل الادارة القادمة.
dabangasudan.org