الخارجية السودانية: الإعلان عن مجاعة يهدف للتدخل الأجنبي
أمستردام: 8 يناير 2025: راديو دبنقا
جددت وزارة الخارجية السودانية استنكارها لمحاولات استخدام ما وصفته ب “ادعاءات غير دقيقة” تتعلق بالأوضاع الإنسانية في السودان كأداة للتدخل في شؤون البلاد الداخلية.
وأكدت في بيان اطلع عليه راديو دبنقا أن تلك “المزاعم” تهدف إلى النيل من سيادة السودان وزعزعة استقراره وتهيئة بيئة ملائمة للتدخلات الأجنبية وتحويل الشعب السوداني إلى شعب من اللاجئين والنازحين الذين يعتمدون كليًا على المساعدات الإنسانية.
ونوهت إلى الملاحظات الجوهرية التي قدمها وفد السودان حول تقرير منظومة التقييم المتكامل لمراحل الأمن الغذائي (IPC) الأخير الذي تمت مناقشته في جلسة الإحاطة بمجلس الأمن التي عُقدت يوم الإثنين الموافق 6 يناير 2025.
وأعلن تصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي عن مجاعة في 5 مناطق بالسودان من بينها معسكرات زمزم وأبوشوك والسلام بالفاشر ومناطق أخرى.
وتوقع التقرير تمدد المجاعة إلى مناطق جديدة في شمال دارفور من بينها الفاشر وأم كدادة ومناطق في كردفان.
وأشارت وزارة الخارجية إلى أن التقرير لا يعكس توصيفًا موضوعيًا ودقيقًا لواقع الأمن الغذائي في السودان، وقالت إن التقرير استند إلى بيانات غير دقيقة لغياب المسوحات الميدانية منذ عام 2022، كما أن التقرير تجاهل المؤشرات العلمية الموثوقة ولم يلتزم بالتوافق الذي تم مع الخبراء الوطنيين، فضلاً عن تسريبه لوسائل الإعلام قبل عرضه رسمياً على حكومة السودان.
ويوم الاثنين الماضي، أشادت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا دول أخرى بالتقرير بينما وجهت الصين وروسيا انتقادات لتقرير التصنيف المرحلي وذلك خلال اجتماع مجلس الأمن بشأن الوضع الغذائي في السودان.
وذكرت وزارة الخارجية في بيانها أنه وفي سياق التقييم الموضوعي للوضع الغذائي، تشير التوقعات إلى أن إنتاج الذرة والدخن هذا الموسم قد يتراوح بين 7-8 ملايين طن، وهو ما يفوق الاحتياجات المحلية التي تقدر بحوالي 4.5-5 ملايين طن، وبالتالي فإن هذه المؤشرات تنفي تمامًا مزاعم حدوث مجاعة، بل تبرز قدرة السودان على المساهمة في تعزيز الأمن الغذائي الإقليمي.
وشددت وزارة الخارجية على أن التحدي الإنساني في بعض المناطق المحدودة ناتج عن سياسة التجويع المتعمدة التي يمارسها الدعم السريع، وهي جريمة دولية تستوجب الإدانة والمساءلة، كما أكدت الوزارة على أن الجهات ذاتها التي روجت في أغسطس الماضي لوقوع مجاعة بمعسكر زمزم للنازحين، واعتبرت فتح معبر “أدري” السبيل الوحيد لمعالجتها، لم تسهم في تحسين الأوضاع رغم مرور خمسة أشهر على فتح المعبر، حيث استمر تصعيد المليشيات لهجماتها وقصفها المتواصل على المعسكر باستخدام المدفعية الثقيلة والطائرات المسيرة.
وجددت وزارة الخارجية التزام حكومة السودان الراسخ بتخفيف معاناة الشعب السوداني وتعزيز الأمن الغذائي ومعالجة الأسباب الجذرية للأزمة الإنسانية، مؤكدة حرصها الدائم على حماية سيادة السودان واستقلاله.
وكانت الحكومة أعلنت انسحابها من التصنيف المرحلي المتكامل فيما أعربت كل من أمريكا وبريطانيا عن القلق إزاء هذا الأمر ودعت مجلس السيادة لإعادة التعاون مع التصنيف المرحلي.
dabangasudan.org