خبر ⁄سياسي

الجيش يتقدم بحذر بـبحري وسط تحديات إنسانية

الجيش يتقدم بحذر بـبحري وسط  تحديات إنسانية

بحري- عزة برس

يتقدم الجيش والقوات المساندة له بحذر في عدة محاور بولاية الخرطوم، خاصة في الخرطوم بحري، وسط اشتباكات عنيفة مع مليشيا الدعم السريع. ويتحمل الجيش، إلى جانب أعباء القتال، مسؤولية إجلاء المدنيين المحاصرين بين خطوط النار.

وعلى جبهة بحري، يحرز الجيش تقدما ملحوظا، حيث يخوض معارك ضارية في ضاحية شمبات، متجنبا الطرق الرئيسية مثل شارعي “المعونة” و”الإنقاذ”. ومن خلال القتال من شارع إلى شارع ومن منزل إلى منزل، وصل الجيش إلى شارع جنوب شمبات الفاصل بين حي الصافية والضاحية.

ومع كل تقدم يحققه الجيش جنوباً، يقوم بإجلاء عشرات المدنيين الذين ظلوا عالقين في منازلهم وسط احتدام القتال. وتُبرز هذه العمليات مدى صعوبة حرب المدن التي يخوضها الجيش للمرة الأولى في تاريخه.

وقد اتسمت عمليات إجلاء سكان أحياء شمبات إلى الأحياء الشمالية الآمنة نسبياً في بحري، مثل الدروشاب والكدرو، بالمخاطرة الشديدة، حيث اضطرت وحدات الجيش إلى إجلاء المدنيين تحت نيران قناصة الدعم السريع.

ويروي “أ.ر.”، أحد سكان شمبات الأراضي الذين تم إجلاؤهم إلى إحدى مدارس الدروشاب، اللحظات العصيبة التي عاشوها خلال عملية الإجلاء، مشيراً إلى أن المسافة الفاصلة بين القوات المتقاتلة في بعض مناطق التماس لم تتجاوز 200 متر.
وأضاف وفق سودان تربيون، أن مسلحين من الدعم السريع التقوا به قرب منزله قبل إجلائه بيومين، وهددوه بالتصفية الجسدية بتهمة التعاون مع استخبارات الجيش.

تتبع قوات الجيش في شمبات تكتيك التقدم التدريجي عبر الالتفاف من الطرق الفرعية الموازية لطريقي “المعونة” و”الإنقاذ” الرئيسيين، وذلك لتجنب مواقع قناصة مليشيا الدعم السريع المتمركزين في المباني العالية المطلة على هذين الشارعين. ويعتمد هذا التكتيك على نفس الاستراتيجية التي اتبعها الجيش سابقا لفك الحصار عن سلاح المهندسين في أم درمان.

ويهدف هذا التكتيك إلى عزل القناصة المتمركزين في أعالي المباني عن قوات الحماية التابعة لهم على الأرض، مما يرغمهم على الاستسلام أو الانسحاب. وقد أثبت هذا التكتيك فعاليته حيث مكن الجيش من السيطرة على أبراج الحجاز وجامعة المشرق شمالي شمبات.

وفي بداية الحرب، نجحت مليشيا الدعم السريع في إلحاق خسائر فادحة بالجيش، حيث تكبد الأخير أعداداً كبيرة من القتلى والأسرى، فضلاً عن تدمير وفقدان آليات قتالية، وذلك نتيجة لاعتماد الجيش على استراتيجية التقدم والتوغل السريع عبر قوات متحركة كانت تسير على الطرق الرئيسية.

لكن مصدراً عسكرياً ميدانياً كشف أن قناصة الدعم السريع لا زالوا متحصنين في أبراج سكن ضباط الشرطة، المكونة من خمسة أبراج ملحق بها طوابق سفلية، والمطلة على شوارع المعونة والبراحة وشمال شمبات.
وأضاف المصدر ذاته أن عملية التقدم جنوباً في الخرطوم بحري ستزداد صعوبة كلما توغل الجيش والقوات المساندة له، نظراً للكثافة المتزايدة للأبراج والمباني العالية في تلك المنطقة. وأردف قائلاً: “لكن الجيش لديه من الخطط والاستراتيجيات ما ستمكنه من تحقيق أهدافه”.

وفي هجوم مضاد، تسللت قوة من الدعم السريع، تحت جنح الظلام في الساعات الأولى من صباح السبت الماضي “4 يناير الحالي”، إلى مشارف أبراج الحجاز واشتبكت مع قوات الجيش المتحصنة هناك، في محاولة يائسة لاستعادة السيطرة على الموقع الاستراتيجي.

وبحسب المصدر، فقد تكبدت مليشيا الدعم السريع خلال الهجوم خسائر فادحة في الأرواح، حيث هاجمت تحصينات الجيش حول أبراج الحجاز على متن دراجات نارية وسيارات مدنية، بينما كانت آلياتها القتالية متمركزة على مسافة بعيدة من الموقع. وشن قصفاً جوياً ومدفعياً فجر السبت الماضي استهدف تحركات قوات الدعم السريع شمال ضاحية شمبات.

azzapress.com