خبر ⁄سياسي

الخرطوم الساعات الماضية

الخرطوم الساعات الماضية

الخرطوم=^المندرة نيوز^

قناصة الدعم السريع لا زالوا متحصنين في أبراج سكن ضباط الشرطة، المكونة من خمسة أبراج ملحق بها طوابق سفلية، والمطلة على شوارع المعونة والبراحة وشمال شمبات.

وأضاف المصدر ذاته أن عملية التقدم جنوباً في الخرطوم بحري ستزداد صعوبة كلما توغل الجيش والقوات المساندة له، نظراً للكثافة المتزايدة للأبراج والمباني العالية في تلك المنطقة. وأردف قائلاً: “لكن الجيش لديه من الخطط والاستراتيجيات ما ستمكنه من تحقيق أهدافه”.

وتستميت قوات الدعم السريع في مقاومة تقدم الجيش نحو سلاح الإشارة جنوب الخرطوم بحري، وذلك للإبقاء على الحصار الذي تفرضه على مقر القيادة العامة للجيش في الخرطوم.

وفي هجوم مضاد، تسللت قوة من الدعم السريع، تحت جنح الظلام في الساعات الأولى من صباح السبت الماضي “4 يناير الحالي”، إلى مشارف أبراج الحجاز واشتبكت مع قوات الجيش المتحصنة هناك، في محاولة يائسة لاستعادة السيطرة على الموقع الاستراتيجي.

وبحسب المصدر، فقد تكبدت قوات الدعم السريع خلال الهجوم خسائر فادحة في الأرواح، حيث هاجمت تحصينات الجيش حول أبراج الحجاز على متن دراجات نارية وسيارات مدنية، بينما كانت آلياتها القتالية متمركزة على مسافة بعيدة من الموقع.

وأفاد مراسل “سودان تربيون” أن الجيش شن قصفاً جوياً ومدفعياً فجر السبت الماضي استهدف تحركات قوات الدعم السريع شمال ضاحية شمبات.

معارك طاحنة في الشقلة وتقدم للجيش في أم درمان

وعلى محور جنوب أم درمان، تقدم الجيش السوداني وحلفاؤه شمالاً باتجاه منطقة الشقلة، التي تُعد بوابة العبور إلى جامعة أم درمان الإسلامية ومنها إلى ضاحية الصالحة في أقصى جنوب المدينة. وتُشكل الصالحة، بموقعها المنفتح على غرب السودان، معقلاً رئيسياً لتمركز قوات الدعم السريع.

واتبعت قوات الجيش التكتيك ذاته المتمثل في التوغل عبر طرق جانبية، متفاديةً الطريق الرئيسي الممتد من صيدلية “محمد سعيد” وحتى الشقلة وجامعة أم درمان الإسلامية والصالحة، وذلك لتجنب تمركزات قوات الدعم السريع.

وفي هذا المحور، نجحت خطة الجيش بالسيطرة على “عمارة الدهابي”، وهي بناية شاهقة مكونة من خمسة طوابق تقع عند تقاطع ما يُعرف بالمحطة القديمة في الشقلة. ومن هذا التقاطع، يتفرع طريق باتجاه الغرب يؤدي إلى معسكر “فتاشة” للتدريب العسكري، الواقع في منطقة مفتوحة على ولاية شمال كردفان.

وكانت قوات الدعم السريع قد استغلت “عمارة الدهابي” – أعلى مبنى في المنطقة – كمركز متقدم للتسليح ونقطة تمركز لقناصتها.

وبدا جلياً أثر المعارك الطاحنة في محيط “عمارة الدهابي”، حيث ألحقت قذائف المدفعية أضراراً بالغة بجدران المباني. كما تناثرت في المكان جثثٌ لجنود من الدعم السريع لم يتسن دفنها بعد، نظراً لاستمرار العمليات العسكرية في المنطقة.

ولا تزال طائرات الدعم السريع المُسيرة، ذات القدرة التدميرية العالية، تستهدف أي آليات متحركة في الشقلة، وذلك لمنع تقدم الجيش والقوات المساندة له نحو مباني جامعة أم درمان الإسلامية. ويُدرك الدعم السريع أن سيطرة الجيش على الجامعة ستمكنه من استعادة السيطرة على ضاحية الصالحة، ومن ثم الوصول إلى خزان جبل الأولياء عبر الطريق الغربي المحاذي للنيل الأبيض.

وفي منطقة الشقلة، قامت وحدات من الجيش بإجلاء عشرات المدنيين الذين ظلوا محاصرين في المنطقة منذ اندلاع الحرب في منتصف أبريل الماضي.

وتم إجلاء عشرات العائلات إلى مدارس في حي الفتيحاب وسط ظروف إنسانية بالغة الصعوبة. وروى السكان قصصاً مأساوية عن معاناتهم في ظل شح الغذاء وانقطاع خدمات المياه والكهرباء، فضلاً عن تعرض الشباب للتجنيد القسري في صفوف الدعم السريع.

وفي غضون ذلك، اشتدت حدة المعارك في ضاحية أم بدة غربي أم درمان، واقترب الجيش من سوق ليبيا، أحد أكبر الأسواق في ولاية الخرطوم.

غير أن مقاتلاً من ضمن القوات الرديفة التي تقاتل إلى جانب الجيش أكد أن تقدم القوات في هذه المنطقة يواجه تحدياً كبيراً يتمثل في الحفاظ على سلامة المدنيين الذين لا زالوا متواجدين بكثافة في المنطقة.

هدوء حذر في جبهات الخرطوم وترقب لتطورات بحري

وفي الخرطوم، تسود حالة من الهدوء الحذر على جبهات القتال في منطقة المقرن، غربي وسط المدينة، وفي محيط سلاح المدرعات، جنوب غرب العاصمة.

وكانت وحدات من قوات المشاة التابعة للجيش قد نجحت، في أواخر سبتمبر الماضي، في عبور جسري النيل الأبيض من أم درمان باتجاه منطقة المقرن بالخرطوم، وتمكنت من تحييد عدد من قناصة الدعم السريع الذين كانوا يتمركزون أعلى الأبراج في المنطقة السياحية.

وبالتزامن مع تقدم الجيش في منطقة المقرن، أحرزت قواته تقدماً آخر من ناحية سلاح المدرعات، حيث سيطرت على حي اللاماب، واقتربت بذلك من أبراج الرواد السكنية التي تتخذها قوات الدعم السريع نقاط تمركز لقناصتها.

وتشير معلومات عسكرية إلى أن مزيداً من التقدم في محوري المقرن والمدرعات يبقى رهناً بقدرة الجيش على تحقيق اختراق في شمال الخرطوم بحري، والالتحام بقواته المحاصرة في سلاح الإشارة جنوب المدينة، ومن ثم التقدم نحو مقر القيادة العامة للجيش وسط الخرطوم.

وفور فك الحصار عن مقر القيادة العامة للجيش، سيصبح بالإمكان إبدال القوات المتواجدة هناك، وفتح خطوط إمداد جديدة بالسلاح والذخيرة، مما سيحول مقر القيادة إلى محور قتالي فعال، إلى جانب محوري المقرن والمدرعات، وبالتالي تفعيل استراتيجية الحصار المحكم.

غير أن هذه الخطط، ووفقاً للمصدر العسكري، تواجه تحديات كبيرة، في ظل تواجد أعداد كبيرة من المدنيين داخل خطوط القتال. ويزداد الوضع تعقيداً مع تصاعد قسوة قوات الدعم السريع تجاه المدنيين في تلك الأحياء، واتهامهم بالتخابر مع الجيش كلما حقق الأخير تقدماً على الأرض.

ينشر هذا التقرير بالتزامن في منصات المؤسسات والمنظمات الإعلامية والصحفية الأعضاء بمنتدى الإعلام السوداني.

almndranews.com