رسوم جامعية باهظة تثير استياء طلاب جامعة سودانية
عاين- 10 يناير 2025
تفجرت موجة غضب وسط طلاب جامعة أمدرمان الإسلامية في السودان، وأسرهم، بسبب زيادة الرسوم الدراسية، وفرض رسوم طائلة خاصة بالجلوس للامتحانات التي تقرر عقدها يوم 18 يناير الجاري، وتهدد هذه الرسوم آلاف الطلاب بوقف مسيرتهم التعليمية.
وفرضت جامعة أمدرمان الإسلامية مبلغ 100 الف جنيه كرسوم مراكز امتحانات على الطلاب والطالبات داخل السودان، و200 دولار على الطلاب الممتحنين في خارج البلاد، باستثناء الطلاب الذين هم في مصر، عليهم دفع مبلغ 100 دولار مقابل السماح لهم بالجلوس للامتحانات التي أسمتها إدارة الجامعة بـ”الامتحانات التسهيلية”.
وإلى جانب ذلك، ألزمت الجامعة الطلاب بدفع مبلغ 50 الف جنيه عبارة عن رسوم تسجيل، بالإضافة إلى الرسوم الدراسية التي تتفاوت بين الطلاب النظامين، والذين هم يدرسون على النفقة الخاصة، وهي مبالغ يرى الطلاب أنها تفوق مقدرتهم نتيجة تأثرهم بالحرب المستمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع لأكثر من 20 شهراً.
مطالبة بالإلغاء
ودفع الطلاب بمذكرة إلى إدارة الجامعة الإسلامية يطالبون خلالها بإلغاء رسوم مراكز الامتحانات للطلاب في داخل السودان، وتخفيضها بنسبة 70 بالمئة للطلاب الممتحنين خارج البلاد، لأن هذه الرسوم ستكون عائقاً أمام العديد من الطلاب الذين يعيشون ظروفاً اقتصادية صعبة جراء الحرب.
وشددت المذكرة التي اطلعت عليها (عاين) أن “التعليم حق أساسي، وينبغي أن تكون سياسات المؤسسات التعليمية داعمة ومراعية لظروف الطلاب، وليس إضافة أعباء عليهم، وأن موفقة إدارة الجامعة على هذه المطالب لن يعكس فقط اهتمامها بمصالح طلابها، بل سيعزز من قيم العدالة والإنصاف التي يجب أن تكون في صميم عملها”.
لكن الجامعة تمضي في عملة تسجيل الطلاب إلكترونيا وفق الرسوم المحددة دون تخفيض، وهي مصممة على عقد الامتحانات في الثامن عشر من شهر يناير الجاري، حتى تكمل ما وصفته بالعام الدراسي الاستثنائي 2023 – 2024م بسبب الحرب، وذلك بحسب ما أعلنه أمين الشؤون العلمية ومقرر اللجنة العليا للامتحانات في جامعة أمدرمان الإسلامية، د. كمال يوسف محمد علي، في تصريح صحفي.
وقال كمال “ستُعْقَد الامتحانات للفرق الدنيا دون الفرق النهائية في موعدها، في 16 مركزاً داخل وخارج السودان، وهي في أتم الاستعداد لاستقبال نحو 22 ألف طالب وطالبة متوقع جلوسهم للامتحانات”.
استياء شديد
وتعرب كوثر وهي طالبة في جامعة أمدرمان الإسلامية، عن استيائها الشديد نتيجة فرض رسوم وصفتها بالطائلة عليهم، لأن معظم الطلاب لن يتمكنوا من دفعها فبالتالي يضطرون للتوقف عن الدراسة، لأن الحرب لم تترك للمواطنين شيئاً.
وتقول كوثر التي ما تزال تقيم في مدينة أمدرمان لـ(عاين): “ربما تتمكن عائلتي من دفع الرسوم الدراسية المفروضة بمساعدة من أشقائي يعملون خارج السودان، ولكني لن نكون سعيدة مطلقاً، ولا نستطيع الذهاب والجلوس إلى الامتحانات، لأن الكثير من زملائي سيحرمون من الامتحانات بسبب عجزهم عن دفع الرسوم الدراسية”.
وناشدت هذه الطالبة إدارة جامعة أمدرمان الإسلامية بالتراجع عن الرسوم المفروضة مراعاة لظروف الطلاب وأسرهم الذين انقطعت أعمالهم ومصادر كسبهم المالي بسبب الحرب، فالوضع أصبح صعباً للغاية، ولا يحتمل مزيداً من الأعباء، حسب وصفها.
من جانبه، يتوقع الطالب في جامعة أمدرمان الإسلامية آدم سليمان أن يتخلف أكثر من 5 آلاف طالب وطالبة عن الامتحانات التي قررتها جامعته عقدها في 18 يناير الجاري، بناء على معطيات أولية حصلوا عليها، وذلك بسبب الرسوم المفروضة على التسجيل ومراكز الامتحان، فهم لا يملكون كل هذه المبالغ، في ظل وضع الحرب.
ويقول لـ(عاين) “دفعنا عبر ممثلين لنا بمذكرة إلى إدارة جامعة أمدرمان الإسلامية، ونحن في انتظار ردها الذي نأمل أن يكون إيجابياً، حتى نتمكن جميعاً من الجلوس للامتحان”.
3ayin.com