الاغتصاب والاستعباد الجسدي.. النساء أداة حرب السودان
منتدى الإعلام السوداني: غرفة التحرير المشتركة
إعداد وتحرير: مركز الألق للخدمات الصحفية
الخرطوم 11 يناير 2025 – استيقظ بعض سكان أحد أحياء جنوب الحزام بالخرطوم فجرا على أصوات رصاص تبعها صرخات إحدى الفتيات.. خرجوا إلى الشارع.. وجدوا الفتاة ملقاة على الأرض وهي غارقة في الدماء.. أخبرت بعض من وجودها عن مكان أسرتها. وأبلغت أنها اقتيدت في عربة على يد جنود من الدعم السريع. وقالت إن الجنود اعتدوا عليها.
وأفاد شهود عيان إنهم سمعوا صرخات الفتاة وطلقات النار باكرا، ولكنهم لم يستطيعوا أن يخرجوا من بيوتهم خوفا من أن يُقْتَلُون ، وبعد أن ابتعدت العربة خرجوا ورأوا أن ثمة عدداً من الطلقات استقرت في جسد الفتاة.
انتهاكات متنوعة
مع اقتراب هذه الحرب من عامها الثاني دون وجود أفق لوقفها ثمة الكثير من الانتهاكات الجسيمة بحق النساء خاصة الاغتصاب الذي استخدم كسلاح في حرب دارفور 2003، وأصبح الآن أداة حرب إجرامية لإذلال المجتمعات المحلية المحافظة في القرى والأرياف، بالإضافة إلى الاسترقاق والزواج القسري والاستعباد بحسب المنظمات الوطنية والدولية العاملة في مجالات حقوق الإنسان والدفاع عن المرأة والنوع الاجتماعي.
679 حالة اغتصاب
وتؤكد التقارير الموثقة أن عدد تلك الانتهاكات الممنهجة ضد النساء في ارتفاع مستمر حيث وصلت إلى 679 حالة اغتصاب نُقِلْن إلى جميع المرافق الطبية نسبة للمضاعفات الصحية والأضرار البالغة.
وتشير التقارير الصادرة عن منظمات محلية ودولية إلى وجود حالات كثيرة أخرى لم ترصد ولم توثق ولم تصل إلى المستشفيات بسبب تعفف الأسر وخوفا من الوصمة الاجتماعية.
ووفقا لتلك المصادر توجد حالات كثيرة في دارفور ومناطق أخرى في السودان أغلبها لم يوثق ولم يسجل في المستشفيات نتيجة للدمار الشامل الذي أصاب القطاع الصحي حيث تشير التقارير إلى خروج 90% من المستشفيات من الخدمة الأمر الذي فاقم من معاناة النساء خاصة الناجيات.
مشاهد مؤلمة
ومع تزايد حالات الاغتصاب عقب المداهمات التي شنتها وتشنها قوات الدعم السريع على القرى والأرياف في المناطق التي اجتاحتها مؤخرا تزايدت حالات الاغتصاب وكثير منها لم يُوَثَّق بسبب الحصار الذي تضربه تلك القوات حول تلك القرى الريفية البعيدة.
وتقول خبيرة متخصصة في العلاج النفسي للنساء المعنفات فضلت عدم الكشف عن اسمها أن عدم قدرة السكان على المغادرة منع إمكانية الوصول للراغبات في الحصول على العلاج هذا إلى جانب تكتم البعض خوفا من الوصمة والعار الذي قد يلحق بالأسرة .
وأوضحت أن غياب الداعمين الاجتماعيين خاصة الناشطات في المجتمع المدني وعدم قدرتهن على الوصول خوفا على سلامتهن الشخصية قلل من دورهن في تقديم الدعم النفسي للضحايا والناجيات. وقالت إن هذا الغياب ربما يقود إلى الانتحار وسط المغتصبات اللاتي يحتجن إلى فحوصات وأدوية ومتابعة دورية ونفسية.
وأكدت أن تطورات الحرب الجارية وما نتج عنها من انعدام الأدوية خاصة المنقذة للحياة والأدوية الأخرى التي تستخدم في البرتوكول وعدم وجود الممرات الآمنة والعدد الكافي من الكوادر الطبية أدت إلى تعقيدات في الوضع الصحي للناجيات خاصة صغيرات السن.
التحضير لما بعد الحرب
وطالبت خبيرة أخرى متخصصة في العلاج النفسي للنساء المعنفات للتحضير منذ الآن لمرحلة ما بعد الحرب. وقالت ( إن التركيز على نمط الجرائم وكيفية الوصول إلى مرحلة التعافي تتطلب هذا التحضير لأن هنالك حقائق كثيرة ستظهر للناس.) وأضافت: (الحالات التي اُعْتُدِي عليها العام الماضي وظهرت معها أمراض ، يجب أن تكون هناك متابعة وفحص مبكرا وتقديم العلاج اللازم.). وطالبت أيضا بضرورة الخروج بمكتسبات من هذه الحرب في مقدمتها أمن النساء وسلامتهن وحمايتهن.
ونادت بضرورة أن تفي الرعاية الصحية الأولية باحتياجات النساء وخدمتهن باعتبارها المنظومة الصحية الأكثر انتشارا. وأضافت (هذه المنظومة تستطيع أن تصل القرى والأرياف التي تعرض أهلها خاصة النساء لأشكال وأنماط مختلفة من العنف الجنسي ولم يتمكن أهلها من الوصول إلى الخدمات الصحية البعيدة،) وأكدت أن هذه المنظومة تستطيع أن تصنع التشافي النفسي المطلوب. وتوقعت الخبيرة المتخصصة في العلاج النفسي للنساء المعنفات لفترة ما بعد الحرب أن تكون الأسوأ في تاريخ السودان، وأضافت (ستكون هنالك زيادة في الانتهاكات، وستظهر في مناطق ريفية بعيدة مشاكل كثيرة وسط النساء اللائي تعرضن للعنف الجنسي والأمراض المنقولة جنسيا أبرزها مرض والزهري والسيلان وأكثرها خطورة مرض الإيدز والكبد الوبائي والناسور البولي الناجم عن الاغتصاب الجماعي) . وأكدت أن كل هذه الأمراض لها خطورتها الصحية والنفسية على ضحايا العنف الجنسي. وطالبت بضرورة الاهتمام بها وإيجاد والتمويل الكافي لمجابتها في الوقت المناسب.
#SilenceKills #الصمت_يقتل #NoTimeToWasteForSudan #الوضع_في_السودان_لا_يحتمل_التأجيل #StandWithSudan #ساندوا_السودان #SudanMediaForum
3ayin.com