مقتل 9 أشخاص في هجوم جديد على كنابي الجزيرة واستمرار الإدانات الواسعة للانتهاكات
ودمدني: 15 يناير 2025: راديو دبنقا
كشفت مركزية مؤتمر الكنابي عن مقتل 9 أشخاص في هجوم جديد على كنابي أبو قوتة بولاية الجزيرة صباح اليوم الأربعاء.
وقال جعفر محمدين الأمين العام لمركزية مؤتمر الكنابي في مقابلة مع راديو دبنقا إن الهجوم الذي جرى اليوم شمل كنابي العجب، الرقل الحيران، وكمبو عشرة، والقفيلة. وحمّل قيادة الجيش وقيادة الدعم السريع مسئولية الهجمات على الكنابي.
وكان 18 من سكان الكنابي قتلوا يوم الثلاثاء في كمبو دار السلام بالحديبة وكمبو 16 في شرق أم القرى، بجانب إحراق كمبو الشكابة بجنوب الجزيرة.
عنف جنسي
واتهم جعفر محمدين الأمين العام لمركزية مؤتمر الكنابي قوات درع السودان بارتكاب اعمال اغتصاب وعنف جنسي في عدد من الكنابي من بينها كمبو طيبة، وكمبو دار السلام الحديبة كمبو 16، مشيرا إلى استمرار عمليات حصر وتوثيق الجرائم.
وأدان الدكتور جعفر محمدين، الأمين العام لمنسقية الكنابي، بشدة الانتهاكات الجنسية والعنف الجسدي التي تعرض لها سكان الكنابي، مشيرًا إلى أن هذه الجرائم ليست جديدة أو مرتبطة فقط بالحرب الحالية، بل تأتي ضمن سلسلة طويلة من الانتهاكات بحقهم.
وأشار إلى وجود معتقلين من أبناء الكنابي في سهول البطانة كما اتهم افراد الدعم السريع بارتكاب أعمال عنف واغتصاب في مناطق سيطرتهم في الحصاحيصا.
وأوضح محمدين أن هذه الانتهاكات شملت أعمالًا مروعة، مثل اغتصاب النساء، وقتل الرجال، وحرق الأطفال، مما يمثل اعتداءً صارخًا على الإنسانية. وطالب محمدين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع بالعمل على حماية أمن وسلامة وكرامة المواطنين وصون ممتلكاتهم، داعيًا في الوقت ذاته الأمم المتحدة والمنظمات الدولية إلى التدخل السريع لحماية سكان الكنابي ووقف الجرائم التي ترتكب بحقهم.
وأكد محمدين على ضرورة التحرك العاجل لإنهاء هذه الجرائم وضمان حماية سكان الكنابي من المزيد من الانتهاكات.
ولم يتسن الحصول على إفادات فورية من الناطق باسم الجيش أو قوات درع السودان التي نفت في بيان ارتكابها لأي جرائم في الكنابي ووصفت الاتهامات بأنها عارية عن الصحة.
زيارة من القوة المشتركة
من جهة أخرى، زار عدد من أعضاء هيئة القيادة والسيطرة للقوة المشتركة للحركات المسلحة لعدد من الكنابي التي تعرضت لهجمات. وزار اللواء جمعة الوكيل عضو هيئة القيادة والسيطرة بالقوة المشتركة قرية دردق وحنتوب حيث فقدت أسرته إثنين من أبنائهم خلال المجزرة التي وقعت لسكان الكنابي.
في ذات السياق، زار الجنرال احمد قاردية خميس عضو هيئة القيادة والسيطرة بالقوة المشتركة المحور الشرقي (منطقة الكنابي) وتفقد الأوضاع في الكنابي التي تعرضت لانتهاكات ووعد بحمايتهم .
إدانات واسعة
شهدت الأحداث الأخيرة بولاية الجزيرة وسط السودان موجة واسعة من الإدانات من جهات متعددة، حيث عبّرت عن قلقها البالغ إزاء الانتهاكات الجسيمة التي طالت سكان المنطقة، لا سيما استهداف مواطني “الكنابي” وما صاحب ذلك من جرائم قتل وتعذيب واعتقالات تعسفية وانتهاك لحقوق الإنسان.
و قال الناطق باسم منسقية النازحين واللاجئين آدم رجال في بيان اطلع عليه راديو دبنقا إن كنابي الجزيرة شهدت عمليات إعدام ميدانية للأطفال وكبار السن بشكل انتقامي ممنهج بسبب ألوانهم وأعراقهم، متهما الجيش السوداني وحلفائه من مليشيات “كتائب البراء” و”درع السودان” .
وأدانت المنسقية بشدة ما وصفته بالمجازر البشعة والهمجية التي ارتكبها الجيش السوداني وحلفاؤه. وطالبت بتقديم مرتكبيها إلى العدالة ومعاقبتهم بما يتناسب مع فظاعة ما ارتكبوه.
دعوة لعدم تداول مقاطع الفيديو
نقابة الصحفيين السودانيين أدانت بشدة عمليات القتل خارج نطاق القانون والمعاملة المهينة بحق المدنيين، مؤكدة أن هذه الجرائم تتجاوز كل القيم الإنسانية والقانونية، وتدفع البلاد نحو مزيد من الفوضى. وحذرت من أن غياب المحاسبة سيؤدي إلى تعميق الصراعات، مطالبة بتقديم الجناة للعدالة وفق محاكمات عادلة وشفافة. كما دعت النقابة إلى التوقف عن تداول مقاطع الفيديو التي توثق هذه الجرائم، لما تحمله من خطر تأجيج خطاب الكراهية وتعزيز الانقسامات الاجتماعية.
تطهير عرقي
الجبهة الثورية السودانية عبرت من خلال اجتماعها الأخير برئاسة الدكتور الهادي إدريس عن استنكارها الشديد للجرائم البربرية التي وصفتها بأنها تطهير عرقي وجرائم إبادة جماعية. دعت الجبهة إلى تحقيق دولي من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، مشددة على ضرورة محاسبة المتورطين. كما ناقشت الجبهة قضايا إعادة تشكيل حكومة الثورة لتحقيق السلام وعودة النازحين واللاجئين، وأكدت على أهمية التحالف المدني الثوري لمواجهة التحديات الراهنة واستكمال أهداف الثورة السودانية.
المؤتمر الشعبي بدوره أصدر بيانًا يعبّر عن أسفه الشديد لما يحدث في ود مدني، ووصف الأحداث بأنها جرائم تطهير عرقي وإبادة جماعية تنذر بمخاطر جسيمة على النسيج الاجتماعي. حمل البيان الحكومة المركزية وحكومة ولاية الجزيرة المسؤولية عن هذه الانتهاكات، مطالبًا بتقديم المتورطين للعدالة وضمان سلامة المواطنين. ودعا المؤتمر إلى نبذ خطاب الكراهية والتحريض والعمل على تحقيق الأمن والاستقرار.
دعوة حكومية
من جانبه، دعا وزير الإعلام السوداني خالد الإعيسر جميع الأطراف المقاتلة إلى الالتزام بالقيم الإنسانية واحترام القانون في التعامل مع الأسرى والمشتبه بهم، مؤكدًا ضرورة تقديمهم لمحاكمات عادلة بعيدًا عن أي تصرفات انتقامية. شدد الوزير على التزام الحكومة السودانية بقيم العدالة ورفضها لأي انتهاكات، مؤكدًا أن بناء دولة القانون سيظل هدفًا رئيسيًا رغم التحديات التي تواجه البلاد.
وفي الوقت نفسه، هاجم الوزير من وصفهم بـ”أصحاب ازدواجية المعايير” الذين يتاجرون بحالات فردية معزولة لتصعيد الفتنة.
من جانبها أعربت الشبكة الشبابية السودانية لإنهاء الحرب والتأسيس للتحول المدني الديمقراطي عن إدانتها الشديدة للانتهاكات الجسيمة وجرائم الحرب التي تُرتكب بحق المدنيين في ولاية الجزيرة (مدني)، تحت مرأى ومسمع القوات المسلحة السودانية وعدد من المليشيات المسلحة، بما في ذلك مليشيات كتائب البراء ودرع البطانة وقوات العمل الخاص التابعة لجهاز المخابرات العامة.
ووصفت الشبكة في بيانها هذه الجرائم، التي تشمل القتل والنهب والاعتقالات التعسفية والتشريد القسري، بأنها انتهاكات صارخة للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان، مشددة على ضرورة مساءلة مرتكبيها قانونياً أمام العدالة الدولية.
وطالبت الشبكة القوات المسلحة السودانية لتحمل مسؤولياتها الوطنية والقانونية لحماية المدنيين ووقف الانتهاكات. ودعت المنظمات لإجراء تحقيق عاجل وتقديم الجناة إلى العدالة.
وطالبت المجتمع الإقليمي والدولي: لممارسة الضغوط لوقف الجرائم، وتوفير الحماية الدولية للمدنيين، والعمل على حفظ الأمن والسلم في السودان.
وأكدت الشبكة أن الشعب السوداني سيواصل نضاله حتى تتحقق العدالة والمساواة والكرامة الإنسانية للجميع.
تحذير من خطاب الكراهية
فيما حذرت منظمة مشاد من تنامي خطاب الكراهية في السودان، مشيرة إلى دور بعض وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي في تأجيج الصراعات وزرع بذور الفتنة بين المجتمعات المحلية.
وأوضحت المنظمة في بيانها أن بعض الجهات تستخدم التضليل والتحريض لنشر الخوف والهلع، مما يهدد النسيج الاجتماعي ويؤجج النزاعات. وطالبت بضرورة فرض رقابة صارمة على الإعلام ومحاسبة الجهات التي تروج لخطاب الكراهية.
كما دعت المنظمة الأجهزة الإعلامية للتحلي بالموضوعية والمصداقية، والعمل على نشر الحقائق لتعزيز السلام والاستقرار. وناشدت المجتمع الدولي والإقليمي لمواجهة الجهات التي تزعزع الأمن المجتمعي ودعم السودان لتحقيق السلام وإنهاء الحرب والانتهاكات.
تعكس هذه البيانات الإجماع على خطورة الوضع في ولاية الجزيرة وضرورة التدخل العاجل لضمان حماية المدنيين وتقديم المتورطين للعدالة، مع التأكيد على أهمية التكاتف لإيقاف دوامة العنف والحفاظ على وحدة السودان وسلامة المواطنين.
dabangasudan.org