توقف العمل بالسفارة السعودية في بورتسودان: أين تكمن المشكلة
رغم إصدار السفارة السعودية في بورتسودان لأول تأشيرة بعد الحرب، توقفت العمليات بشكل مفاجئ ورغم ان الموعد المحدد لضربة البداية في استخراج التأشيرات كان بداية يناير الجاري، هذا التوقف أثار تساؤلات واسعة حول الأسباب الحقيقية وراء ذلك، خصوصاً مع استمرار تأشير الجوازات السودانية في السفارات السعودية حول العالم دون عقبات تُذكر. هل السبب تقني أم إداري؟ أم أن هناك عوامل خفية تلعب دوراً في تعطيل العمل؟
“تسهيل”و “تأشير” والسلاسة في الإجراءات خارج السودان
جوازات السفر السودانية، سواء التي صدرت قبل الحرب أو بعدها، تم تأشيرها عبر السفارات السعودية عالميًا من خلال الحجز عبر “تسهيل” و “تأشير” او مباشرة عبر السفارة . العملية واضحة: حجز موعد إلكتروني، الذهاب إلى مركز “تأشير” لإجراء البصمة والتصوير، ثم انتظار استلام الجواز في غضون يومين. هذه الخطوات تُعتبر معيارية وتُطبق دون تعقيدات في جميع الدول. فلماذا اختلف الوضع في بورتسودان؟
جهود إدارة الجوازات السودانية: إنجازات تستحق الإشادة
إدارة الجوازات السودانية بذلت جهودًا جبارة لاستعادة جميع بيانات الجوازات المفقودة، بما في ذلك بيانات البصمة، بعد الدمار الذي سببته الحرب. وكذلك إدارة السجل المدني، أُعيد إصدار الأرقام الوطنية، ما يُثبت قدرة المؤسسات السودانية على التكيف مع الظروف الاستثنائية.
جدلية البصمة والشريحة في جوازات السفر
هناك اعتقاد خاطئ بأن جواز السفر يجب أن يحتوي على بصمة أو شريحة إلكترونية ليكون صالحًا. مثال على ذلك جواز السفر المصري، الذي يُصنع من خامة خفيفة ولا يحتوي على بصمة أو شريحة، ومع ذلك يُعتبر مقبولاً دوليًا. هذه النقطة تُبرز أن التحديات المتعلقة بجواز السفر السوداني ليست تقنية بحتة.
أول تأشيرة بعد الحرب: نجاح رمزي أم بداية متعثرة؟
عندما أُصدرت أول تأشيرة في بورتسودان بعد الحرب، بحضور وزير الخارجية السوداني ونائب وزير الخارجية السعودي، كان ذلك بمثابة رسالة أمل. ومع ذلك، توقف العمل لاحقًا أثار مخاوف بشأن استمرارية هذا النجاح، وأعاد فتح النقاش حول العقبات المحتملة، سواء كانت سياسية أو إدارية.
الحظر الأمريكي: هل هو جزء من المشكلة؟
شائعات ربطت بين تأخير تأشيرات الجواز السوداني والحظر الأمريكي. لكن هذه المزاعم تفتقر إلى أدلة ملموسة. العلاقات بين السودان والمجتمع الدولي شهدت تطورات ملحوظة، والحظر لا يُفسر تعقيدات العمل بالسفارة في بورتسودان.
وكالات السفر السودانية: أرقام مبالغ فيها وشبهات استغلال
قدرت وكالات السفر السودانية أن لديها 25 ألف موظف. رقم يبدو مبالغًا فيه للغاية، خصوصاً أن التقديرات الواقعية تُشير إلى أن العدد الحقيقي لا يتجاوز 500 موظف داخل وخارج السودان. هذا التضخيم يثير تساؤلات حول دوافع هذه التصريحات ومدى ارتباطها بمصالح خفية.
اتهامات مكتب “تأشير”: الحقيقة خلف الكواليس
مكتب “تأشير” وُجهت إليه اتهامات بأنه يعمل ك “لوبي” وتم الزج بلجنة ازالة التمكين والحرب والمليشيا وغيرها من الاتهامات بغرض التخويف والترويع وبأنه يسعى للسيطرة على العملية. هذا الاتهام يفتح الباب للتساؤل عن طبيعة تأسيسة ومن هو الطرف الآخر الذي ينافسه. هل هي منافسة مشروعة أم صراع على المكاسب؟
تجاوز الوسطاء: الحل الذي يطبقه العالم
في معظم دول العالم، تُدار عمليات الحجز والبصمة عبر أنظمة إلكترونية مثل “تسهيل وتكتمل بتأشير”، دون الحاجة لوسيط أو سمسار. هذا النظام يضمن الشفافية والسرعة، فلماذا يُصر بعض وكلاء السفر السودانيين على التدخل؟
استغلال المواطنين: معاناة تتكرر
قصص التأخير والاستغلال من وكالات السفر باتت شائعة بين المواطنين. عبارات مثل “جوازك بدخل السفارة الأسبوع الجاي”، و”لو دفعت زيادة نخلص ليك الجواز في يومين”، تعكس استغلالًا واضحًا. هذه الممارسات تُظهر الحاجة إلى إصلاحات شاملة لضمان حقوق المواطنين.
خاتمة
توقف العمل بالسفارة السعودية في بورتسودان قضية معقدة تتطلب تعاونًا بين جميع الأطراف لحلها. بين التحديات الإدارية والشائعات السياسية، يبقى الهدف الأساسي هو تسهيل حياة المواطنين وضمان حصولهم على الخدمات دون عناء. الحل يبدأ من الشفافية وتعزيز التعاون بين الجهات المعنية.
كوش نيوز (بورتسودان )
kushnews.net