الإسرائيليون يكافئون نتنياهو على الصفقة وبن غفير على رفضها
أظهر الجمهور الإسرائيلي تلبكاً واضحاً في التعاطي مع صفقة تبادل الأسرى. فمن جهة أيدت غالبية ساحقة من الذين شاركوا في استطلاع رأي جديد (73 في المائة) هذه الصفقة وكافأت رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، على إنجازها بزيادة رصيده بمقعدين، ومن جهة ثانية كافأت الوزير المتطرف، إيتمار بن غفير، على معارضته لها وقراره الاستقالة من الحكومة بسببها، فمنحوه مقعداً إضافياً، في حال إجراء الانتخابات البرلمانية اليوم.
فبحسب استطلاع الرأي الأسبوعي لصحيفة «معاريف»، الذي يجريه معهد «لزار» للبحوث برئاسة د. مناحم لزار، وشركة «بانيل فور أول»، وتنشره بشكل مثابر منذ أكثر من سنتين، عارض الصفقة 19 في المائة. وبلغت نسبة تأييدها 91 في المائة من ناخبي أحزاب المعارضة (أي الليبراليين واليساريين والعرب)، بينما بلغت نسبة المؤيدين من أحزاب الائتلاف الحاكم 52 في المائة.
وقال 45 في المائة من المواطنين إن الحكومة استوفت بشكل جزئي أهداف الحرب على غزة، بينما رأى 36 في المائة، بينهم 11 في المائة من ناخبي الائتلاف و45 في المائة من ناخبي المعارضة، أنها لم تستوفِ أهداف الحرب، وعدّ 8 في المائة أن الحكومة استوفت أهداف الحرب بكاملها، و11 في المائة لا رأي لديهم في هذا الموضوع.
وأما بشأن انعكاس الصفقة على موازين القوى في الحلبة السياسية، فقد بيّن الاستطلاع أن نتنياهو هو المستفيد الأول. فقد استرد مقعدين كان قد خسرهما في الأسبوع الماضي، عندما تعثرت المفاوضات. فارتفع من 21 إلى 23 مقعداً، وارتفع مجموع مقاعد ائتلافه من 48 مقعداً في الأسبوع الماضي إلى 51 مقعداً اليوم. ومع أن هذه النتيجة لا تكفي ليعود نتنياهو إلى الحكم، في حال إجراء انتخابات اليوم، إلا أنها تعطيه مؤشراً إيجابياً. وقد جاءت هذه الزيادة على حساب حزب «المعسكر الرسمي» بقيادة بيني غانتس، الذي يفقد مقعدين.
ولوحظ أنه بالإضافة إلى حزب بن غفير، تعززت قوة رئيس حزب الصهيونية الدينية، بتسلئيل سموتريتش، إذ حصل على 4 مقاعد، علماً بأنه هو أيضاً يعارض الصفقة. إلا أنه في حال نزول حزب جديد بقيادة رئيس الوزراء الأسبق، نفتالي بنيت، إلى المعركة، فإن إخفاق نتنياهو يكون أكبر ولا يحصل سوى على 21 مقعداً. ويصل ائتلافه الحاكم، الذي يوجد له اليوم 68 مقعداً، إلى 45 مقعداً. بينما تحصل المعارضة الحالية على 65 مقعداً، إضافة إلى 10 مقاعد للنواب العرب.
والمعروف أن الاستطلاع يطرح على الجمهور السؤال: «لو أجريت الانتخابات للكنيست اليوم وبقيت الخريطة الحزبية كما هي، لمن كنت ستصوت؟»، وكانت الأجوبة على النحو التالي: «الليكود» برئاسة نتنياهو 23 مقعداً (أي أنه يخسر ثلث قوته الحالية المؤلفة من 32 مقعداً)، حزب «المعسكر الرسمي» بقيادة بيني غانتس 17 (له اليوم 8 مقاعد، لكن الاستطلاعات منحته 41 مقعداً قبل سنة و19 مقعداً في الأسبوع الماضي)، وحزب اليهود الروس «يسرائيل بيتنا» بقيادة أفيغدور ليبرمان يحصل على نتيجة الأسبوع الماضي نفسها 15 مقعداً (له اليوم 6 مقاعد)، وحزب «يوجد مستقبل» بقيادة يائير لبيد يحافظ على قوته من الأسبوع الماضي، ويحصل على 14 مقعداً (له اليوم 24)، وحزب اليسار الصهيوني «الديمقراطيون» برئاسة الجنرال يائير جولان يحافظ على إنجازه من الأسبوع الماضي 13 (له اليوم 4 مقاعد)، وحزب «شاس» لليهود الشرقيين المتدينين بقيادة آرييه درعي يحصل على نسبته نفسها من الأسبوع الماضي (10 مقاعد)، وحزب «عظمة يهودية» بقيادة إيتمار بن غفير الذي انخفض بمقعدين في الأسبوع الماضي، يسترد أحدهما ويحصل على 7 مقاعد (له اليوم 6 مقاعد)، وحزب «يهودوت هتوراه» للمتدينين الأشكيناز 7 (له اليوم 7)، وتكتل الحزبين العربيين؛ الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة والحركة العربية للتغيير بقيادة النائبين أيمن عودة وأحمد الطيبي يحصل هذا الأسبوع أيضاً على 5 مقاعد (له اليوم 5 مقاعد)، والقائمة العربية الموحدة للحركة الإسلامية بقيادة النائب منصور عباس تحافظ على قوتها الحالية (5 مقاعد)، كما في الأسبوع الماضي. ويحافظ حزب الصهيونية الدينية بقيادة بتسلئيل سموتريتش على 4 مقاعد، كما في الأسبوع الماضي (له اليوم 8 مقاعد).
وهكذا، يكون مجموع المعارضة 59 مقعداً، ولا تستطيع تشكيل حكومة من دون الأحزاب العربية. بينما يكون مجموع الائتلاف 51 مقعداً ويخسر الحكم.
وأما في حالة تنافس حزب برئاسة نفتالي بنيت، فإن النتائج ستكون على النحو التالي: بنيت 26 (27 في الأسبوع الماضي)، الليكود 21 (21)، المعسكر الرسمي 11 (10)، الديمقراطيون 10 (9)، يوجد مستقبل 9 (10)، شاس 10 (9)، إسرائيل بيتنا 9 (9)، يهودوت هتوراه 7 (7)، عظمة يهودية 7 (6)، الجبهة - العربية 5 (5)، الموحدة 5 (5)، وفي هذه الحالة يسقط حزب سموتريتش ولا يعبر نسبة الحسم.
وفي هذه الحالة يكون مجموع كتل الائتلاف 45 مقعداً مقابل 75 مقعداً للمعارضة، بينها 10 مقاعد للأحزاب العربية.
aawsat.com