فولكر تورك يحذر من ازدياد مخاطر الصراع على المدنيين
أمستردام: 17 يناير 2025: راديو دبنقا
وصف المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة، فولكر تورك، الصراع في السودان بأهن يأخذ منعطفًا أكثر خطورة على المدنيين بعد ورود تقارير عن مقتل العشرات بوحشية في هجمات استهدفت جماعات عرقية في ولاية الجزيرة بجنوب شرق البلاد، ومع تقارير عن معركة وشيكة للسيطرة على الخرطوم.
وأضاف فولكر تورك أنه بينما تتصارع القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع على السيطرة بأي ثمن في هذه الحرب العبثية التي استمرت لما يقارب السنتين، أصبحت الهجمات المباشرة والموجهة عرقيًا ضد المدنيين أكثر شيوعًا، وصار الوضع بالنسبة للمدنيين في السودان بالفعل يائس، وهناك أدلة على ارتكاب جرائم حرب وجرائم فظيعة أخرى. أخشى أن الوضع الآن يأخذ منعطفًا أكثر خطورة.
وخلال الأسبوع الماضي، وثقت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان لمقتل ما لا يقل عن 21 شخصًا في هجمتين بولاية الجزيرة، على الرغم من أن العدد الفعلي للهجمات وعدد المدنيين الذين قتلوا قد يكون أعلى من ذلك بكثير. استهدفت الهجمات مجموعة الكنابي، وهي مجموعة مهمشة تاريخيًا تتألف أساسًا من النوبة وقبائل أفريقية أخرى. وتشير التقارير إلى أن الهجمات نفذتها قوات درع السودان بقيادة أبو عاقلة كيكل، القائد السابق في قوات الدعم السريع الذي انشق عنهم في أكتوبر الماضي لينضم إلى القوات المسلحة السودانية.
وأشار فولكر تورك إلى تأكيدات السلطات السودانية بأنها ستقوم بالتحقيق في هذه الهجمات بشكل كامل وسيُحاسب المسؤولون عنها، وأن لجنة تحقيق قد تم تشكيلها لهذا الغرض. ونوه إلى أن الهجمات الانتقامية – ذات القسوة الصادمة – على مجتمعات بأكملها بناءً على الهوية العرقية الحقيقية أو المتصورة في ازدياد، وكذلك خطاب الكراهية والتحريض على العنف. يجب أن يتوقف ذلك بشكل عاجل.
ولا تزال هناك مخاوف جدية بشأن المدنيين في شمال دارفور، حيث تستمر الهجمات العرقية التي تنفذها قوات الدعم السريع وميليشياتها العربية المتحالفة ضد المجموعات العرقية الأفريقية، في فرض حصيلة مرعبة. وعلى صعيد منفصل، في مدينة أم درمان، أفادت التقارير بمقتل حوالي 120 مدنيًا وإصابة أكثر من 150 آخرين في هجمات بطائرات مسيرة يوم 13 يناير، نُسبت إلى القوات المسلحة السودانية، واستهدفت سوقًا في ساحة أمبدة دار السلام، وهي منطقة تسيطر عليها قوات الدعم السريع.
وجدد المفوض الأممي لحقوق الإنسان دعوته مرة أخرى لرئيس مجلس السيادة الانتقالي وقائد قوات الدعم السريع إلى إنهاء القتال والالتزام بالواجبات المترتبة عليهما بموجب القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان. ويجب ألا تُوجه الهجمات أبدًا ضد المدنيين. كما حذر من أن انتشار تجنيد الميليشيات وحشد المقاتلين، إلى حد كبير على أسس عرقية، يهدد بإشعال حرب أهلية أوسع وعنف بين المجتمعات.
وحمل فولكر نورك القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع المسؤولية عن أفعال الجماعات والأفراد الذين يقاتلون نيابة عنهما، وأن عليهما اتخاذ تدابير فورية لضمان حماية جميع المدنيين، بما في ذلك اتخاذ جميع التدابير الممكنة لتجنب أو على الأقل تقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين في سياق العمليات العسكرية.
dabangasudan.org