مقطع فيديو صادم لأفراد من الجيش يهينون سيدة سودانية
انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو صادم يوثّق انتهاكات أفراد يرتدون زيّ الجيش السوداني، وهم يضربون ويهينون سيدة بألفاظ بذيئة، بحجة تعاونها مع قوات الدعم السريع.
ود مدني: التغيير
وقعت الحادثة بقرية “نعيم الله” ضمن وحدة منطقة الحوش الإدارية، إحدى محليات ولاية الجزيرة بوسط السودان.
وأظهر المقطع أحد أفراد الجيش وهو يقوم بتعذيب وتعنيف امرأة مسنّة بحجة أنها قدمت الماء لعناصر من قوات الدعم السريع أثناء سيطرتهم على القرية قبل استردادها مؤخراً بواسطة الجيش.
اقتحم عدد من أفراد الجيش منزل السيدة “مريم” وقاموا بتفتيشه وبعثرة محتوياته بحثاً عن سلاح يُزعم أنه يتبع لعناصر من قوات الدعم السريع.
وبحسب روايات منشورة على وسائل التواصل الاجتماعي، فإن إحدى نقاط ارتكاز قوات الدعم السريع كانت تقع بالقرب من منزل “مريم”، التي لم تغادره إلى منطقة أخرى أكثر أماناً بسبب حالتها الاقتصادية الصعبة.
ووصف ناشطون ومعلقون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع الفيديو بأنه بشع وحزين، ويحتوي على سباب عنصري بذيء بحق سيدة مسنّة يُفترض احترامها.
واعتبر بعضهم أن الجيش تعمّد نشر صور الانتهاكات لإثارة الذعر بين المواطنين القادمين من غرب السودان، في إطار سياسة تهجير ممنهجة تعتمد على نشر الخوف.
السيدة “مريم”، البالغة من العمر 58 عاماً، هي أم لأربعة أبناء، أكبرهم يبلغ 24 عاماً وأصغرهم 12 عاماً.
اعتقالات وانتهاكات
وتشير متابعات (التغيير) إلى أن قوة من الجيش السوداني اعتقلت عدداً من أبناء القرية، منهم إبراهيم حمدان (45 عاماً) والأمين ناقشا (25 عاماً)، بدون أي تهم موجّهة إليهم.
كما كشفت معلومات منشورة على مواقع التواصل الاجتماعي عن هوية الجندي الذي ظهر في مقطع الفيديو، ويدعى يسري عمر عبد الكريم، وهو من قرية “نعيم الله” بجنوب الجزيرة.
يُذكر أن يسري كان جندياً في الجيش وتم فصله سابقاً لسوء السلوك، لكنه عاد إلى الخدمة بعد اندلاع الحرب في أبريل.
في رواية أخرى، لم يكتفِ الجندي بتعذيب وإهانة “مريم”، بل اعتقل أبناءها الأربعة واقتادهم إلى مدينة المناقل، حيث مقر عمله.
إدانات واسعة
أثار مقطع الفيديو إدانات واسعة واستهجاناً كبيراً على وسائل التواصل الاجتماعي. وكتب إسماعيل هجانة، الخبير في الشؤون الإنسانية، على فيسبوك: “السيدة مريومة مثال حي على صبر وقوة المرأة السودانية، التي تحملت أصعب الظروف وأقسى الانتهاكات دون أن تفقد كرامتها أو عزتها.
وأضاف: “ما حدث لها ليس فقط إهانة لشخصها، بل هو إهانة لكل القيم الإنسانية التي نعتز بها كمجتمع سوداني. إهانة النساء وذلّهن ليست من شيم الرجال الأحرار. من يضرب امرأة أو أي إنسان أعزل ويعتقلها مع أو بدون أطفالها، لا يمتلك ذرة من الكرامة أو الرجولة. القوة الحقيقية تظهر في الاحترام والحماية، وليس في القمع والإذلال”.
واختتم هجانة حديثه قائلاً: “نقف جميعًا مع مريومة ومع كل امرأة سودانية تعرضت للظلم والانتهاكات، ونؤكد أن كرامة النساء هي خط أحمر لا يمكن تجاوزه. ما حدث لن يمر دون أن يُكتب في تاريخ النضال السوداني كنقطة عار على جبين من ارتكبه”.
altaghyeer.info