وقف إطلاق النار يدخل حيز التنفيذ في غزة بعد 15 شهرا من الحرب
دخل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحركة «حماس» حيز التنفيذ، اليوم (الأحد) الساعة 08,30 بالتوقيت المحلي (06,30 بتوقيت غرينتش)، مثيراً الأمل بإنهاء الحرب المدمرة والمستمرة منذ 15 شهراً، والتي خلفت عشرات آلاف القتلى في القطاع الفلسطيني.
وذكرت وسائل إعلام تابعة لحركة «حماس» في وقت مبكر اليوم، أن القوات الإسرائيلية بدأت الانسحاب من مناطق في مدينة رفح في جنوب قطاع غزة إلى محور فيلادلفيا على طول الحدود بين مصر وغزة.
نتنياهو واستئناف الحرب
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، السبت، إن بلاده تحتفظ بحق استئناف القتال في غزة بدعم أميركي، متعهداً إعادة جميع الرهائن المحتجزين في القطاع الفلسطيني إلى ديارهم.
وجاء في خطاب متلفز لرئيس الوزراء «نحتفظ بحق استئناف الحرب إذا لزم الأمر، بدعم أميركي»، وذلك عشية بدء سريان وقف إطلاق النار.
وشدد نتانياهو على أن المرحلة الأولى من الاتفاق ومدتها 42 يوماً هي «وقف إطلاق نار موقت». وأضاف «إذا أجبرنا على استئناف الحرب فسنفعل ذلك بقوة».
مراحل الاتفاق
ينص الاتفاق في مرحلة أولى تمتد ستة أسابيع، على الإفراج عن 33 رهينة محتجزين في غزة.
في المقابل ستُفرج إسرائيل عن 737 معتقلاً فلسطينياً، على ما أعلنت وزارة العدل الإسرائيلية السبت.
من جهتها، أعلنت مصر التي تؤدي دور وساطة في التهدئة بين إسرائيل وحماس، السبت، أن إسرائيل ستطلق أكثر من 1890 فلسطينياً معتقلين لديها مقابل الإفراج عن 33 رهينة إسرائيلياً في المرحلة الأولى من الهدنة.
وبحسب الرئيس الأميركي جو بايدن فإن المرحلة الأولى تتضمن أيضاً انسحاباً إسرائيليا من المناطق المكتظة بالسكان في غزة وزيادة المساعدات الإنسانية للقطاع الذي تقول الأمم المتحدة إنه مهدد بمجاعة.
وأعلن وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي السبت أنه «تم الاتفاق على نفاذ 600 شاحنة يومياً» إلى داخل غزة، بينها «50 شاحنة للوقود».
وخلال المرحلة الأولى سيجري التفاوض على ترتيبات المرحلة الثانية لوضع «حد نهائي للحرب»، بحسب ما أكده رئيس الوزراء القطري محمّد بن عبد الرحمن آل ثاني.
ويفترض أن تتيح المرحلة الثانية الإفراج عن بقية الرهائن، على ما أوضح بايدن. أما المرحلة الثالثة والأخيرة، فستُكرس لإعادة بناء غزة وإعادة رفات الرهائن الذين قضوا خلال احتجازهم.
انتظار العودة
في قطاع غزة الذي مزقته الحرب، قال العديد من النازحين الفلسطينيين، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية، إنهم في عجلة من أمرهم للعودة إلى ديارهم.
وقال أحمد حمودة، وهو فلسطيني نازح، في دير البلح (وسط) «نحن ننتظر هذه اللحظة بفارغ الصبر».
اندلعت الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، إثر هجوم غير مسبوق لـ«حماس» داخل إسرائيل، وحوّلت القطاع كتلاً هائلة من الركام جرّاء حجم التدمير الذي قالت الأمم المتحدة إنه «لم يسبق له مثيل بالتاريخ الحديث»
وتسبّب الهجوم بمقتل 1210 أشخاص، معظمهم مدنيون، حسب بيانات إسرائيلية رسمية. وخُطف خلاله 251 شخصاً ما زال 94 منهم محتجزين في قطاع غزة، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل أو وفاة 34 من عناصره.
وقُتل أكثر من 46899 فلسطينياً، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحرب الإسرائيلية على غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها «حماس» وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقاً بها.
و«حماس التي تولت السلطة في غزة عام 2007، ضَعُفت بشكل كبير، لكنّ هدف نتانياهو القضاء عليها لا يزال تحقيقه بعيداً وفقاً لخبراء.
غير أنه بعد أكثر من عام من المفاوضات المضنية، تم الإعلان أخيراً عن اتفاق وقف إطلاق النار الأربعاء. وقد أقرته الحكومة الإسرائيلية، السبت، بعد ضوء أخضر من «حماس» التي تعتبرها إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية.
وقد أعلنت الحكومة الإسرائيلية أنه سيتم تحرير رهائن الأحد، دون أن تحدد عددهم أو موعد إطلاقهم.
وأفاد مصدران قريبان من «حماس» بأنه سيجري في البداية الإفراج عن ثلاث إسرائيليات.
وقال مسؤول عسكري إسرائيلي إن نقاطاً أقيمت عند معابر كرم أبو سالم وإيريز ورعيم حيث سيُعاين أطباء واختصاصيون نفسيون الرهائن المفرج عنهن قبل «نقلهن بمروحية أو بسيارة» إلى مستشفيات في إسرائيل.
واشترط نتانياهو مساء السبت تلقيه لائحة بأسماء الرهائن المزمع الإفراج عنهم الأحد قبل أي عملية تبادل.
وجاء في بيان لنتانياهو «لن نمضي قدماً في تنفيذ الاتفاق ما لم نتلقَّ، كما هو متّفق عليه، لائحة بأسماء الرهائن الذين سيُفرج عنهم».
وحددت السلطات الإسرائيلية الجمعة أسماء 95 معتقلاً فلسطينيا سيُفرج عنهم الأحد غالبيتهم نساء وقاصرون، ومعظمهم اعتقلوا بعد 7 أكتوبر، وأشارت إلى أنها اتخذت إجراءات «لمنع أي مظاهر للاحتفال علناً» عند إطلاق سراحهم.
ومن بين المعتقلين الفلسطينيين الذين سيُفرج عنهم زكريا الزبيدي، القيادي السابق بكتائب شهداء الأقصى الجناح المسلح لحركة «فتح».
والرهينتان الفرنسيان عوفر كالديرون (54 عاماً) وأوهاد ياهالومي (50 عاماً) هما ضمن 33 رهينة سيجري الإفراج عنهم في المرحلة الأولى بحسب باريس.
aawsat.com