الطيران الحربي يمنع الحياة في نيالا
عاين- 20 يناير 2025
لم تستطع صفاء حسن إحدى سيدات مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور غربي السودان، النوم ليلاً على مدار أسبوعين ماضين، بسبب الغارات الجوية المكثفة من طيران الجيش على المدينة التي تخضع إلى سيطرة قوات الدعم السريع منذ أكثر من عام، بينما اضطرت أسرتها للفرار إلى إفريقيا الوسطى كحال آلاف من سكان المدينة.
ظلت صفاء في منزلها في نيالا وهي مليئة بالخوف والرعب، من الطيران الحربي الذي يحصد السكان من حولها بشكل يومي، وأصبح خيار المغادرة نفسه صعباً، ولم يكن سوى طريق واحد يؤدي إلى منطقة أم دافوق، ومنها إلى دول إفريقيا الوسطى، لأن المسارات إلى دولتي ليبيا وتشاد ينطوي عليها مخاطر أمنية كبيرة.
ورغم توقف المعارك العسكرية على الأرض، لم تهدأ الأوضاع الأمنية في نيالا، وهي ثان أكبر مدن السودان، حيث ظلت هدفاً دائماً لطيران الجيش، وما يصاحب ذلك من خسائر في أرواح المدنيين ومساكنهم، مما جعل الحياة فيها مستحيلة، وانكسر صمود معظم سكانها الذين بدأوا في مغادرها بصورة كبيرة هذه الأيام.
قتلى كُثر
بحسب محمد دلدوم وهو متطوع في غرفة طوارئ نيالا، فإن المدينة تعرضت إلى 15 غارة جوية خلال أسبوعين ماضيين، وكل غارة تسقط من 8 – 12 صاروخاً ومقذوف متفجر، وتسبب ذلك في مقتل 31 مواطناً وجرح 61 آخرين.
وقال لـ(عاين) إن الغارات الجوية استهدفت أحياء، الوادي والسكة حديد والجمهورية وطيبة وشم النسيم والنهضة والرحمن وموسيه، بالإضافة إلى منطقة المطار الواقعة شرق مدينة نيالا، الشيء الذي زاد حالة الرعب لدى المواطنين، ودفع الكثير منهم إلى الفرار من عاصمة ولاية جنوب دارفور والتوجه إلى دولة أفريقيا الوسطى.
من جهتها، تقول صفاء حسن في مقابلة مع (عاين) إن أسرتها المكونة من 7 أشخاص تمكنت من المغادرة إلى إفريقيا الوسطى من منطقة أم دافوق، إذ استغلوا سيارات تذهب لجلب نبات القنا، واستقروا في مخيم براو للاجئين السودانيين، والذي كان الخيار الأسهل والأقرب والأسهل لهم.
وشددت أن معظم سكان نيالا غادروا إلى هناك بسبب القصف الجوي من طيران الجيش، وهي نفسها تسعى للفرار نسبة لصعوبة العيش في نيالا، فقد ظلت لمدة أسبوعين لا تنام في الليل لذاك السبب.
وتقول منظمة الهجرة الدولية إن عدد اللاجئين السودانيين في إفريقيا الوسطى ارتفع منذ أبريل من العام 2023م بنسبة 82 بالمئة عن العام السابق له.
أفضل المسارات
وتمكن المواطن محمد كرشوم من الفرار من حي الوادي في مدينة نيالا إلى دولة أفريقيا الوسطى مؤخراً بعدما حاصره القصف الجوي من طيران الجيش السوداني.
ويشير في حديثه لـ(عاين) إلى أن الطريق إلى أفريقيا الوسطى أصبح من أفضل الممرات الآمنة حالياً مقارنة بالطرق إلى دولتي تشاد وليبيا، والذي يشهد معارض عسكرية بين القوة المشتركة وقوات الدعم السريع.
ويكشف علي عبد الله وهو لاجئ سوداني وصل إلى مدينة الكفرة الليبية مؤخراً أن الطريق من المثلث الحدودي إلى ليبيا مليء بالمخاطر الأمنية حيث تسيطر الحركات المسلحة الموالية للجيش على جزء من المنطقة، وتستهدف الشباب القادمين من الولايات والمناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع.
ويقول لـ(عاين) “تعرضت في الطريق إلى الاحتجاز لأسابيع ومعي 12 شاباً آخرين في منطقة المثلث الحدودي من قبل حركة جيش تحرير السودان قيادة مني أركو مناوي، واخضعتنا للتعذيب بعد أن اتهمني بالانتماء إلى قوات الدعم السريع؛ لأننا كنا قادمين من ولايات شرق وجنوب دارفور التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، فهذا الطريق أصبح خطراً على المواطنين الفارين من نيران الحرب”.
3ayin.com