إدارة ترمب والسودان.. تفاؤل حول دور محتمل لوقف الحرب
أمستردام: 22 يناير 2025: راديو دبنقا
أثارت قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وخطابه في حفل التنصيب يوم الاثنين قلقا واحباطاً وسط الراغبين في الوصول إلى الولايات المتحدة من جميع أرجاء العالم بما فيه السودان. فيما أعرب سودانيون عن تفاؤلهم بشأن دور محتمل للإدارة الأمريكية من أجل وقف الحرب. وأعلن ترامب عن سعيه لإنهاء الحروب في العالم.
قالت اليز ستيفانيك المندوبة الجديدة لأميركا في الأمم المتحدة إنها ستضع السودان على قائمة الأولويات لدى إدارة ترامب. وشددت في جلسة في لجنة العلاقات الخارجية على أهمية منصب المبعوث خاص للسودان والضغط على حلفاء أميركا لوقف الصراع.
سياسة صارمة
يرى مهدي داوود الخليفة الخبير بالشئون الأمريكية في مقابلة مع راديو دبنقا إن قرارات ترامب بشأن الهجرة والمهاجرين ستؤثر على سلبا آلاف السودانيين في الولايات المتحدة.
أعلن ترامب سياسات صارمة متعلقة بالهجرة من بينها إعلان حالة الطوارئ الوطنية على الحدود الجنوبيـة، وإعادة عدد كبير من الأجانب الذين يقيمون في الولايات المتحدة بصورة غير شرعية إلى بلدانهم. ومنع الهجرة غير الشرعية. كما تضمنت القرارات انهاء سياسية الافراج عن طالبي اللجوء من السجون وترحيلهم بشكل فوري.
وتوقع مهدي الخليفة أن يلجأ ترأمب لعدم الاستمرار في تمديد الإقامة وفق قانون الحماية المؤقتة للمهاجرين.
وكانت إدارة بايدن قد أعلنت تمديد الحماية القانونية لما يقرب من مليون مهاجر من دول السلفادور والسودان وأوكرانيا وفنزويلا، قبل 10 أيام من تنصيب ترامب. وبموجب هذا القرار سيتمكن هؤلاء من البقاء في الولايات المتحدة لمدة 18 شهراً إضافياً.
وقالت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية إنه سيتم تمديد وضع الحماية المؤقتة لنحو 232 ألف سلفادوري، و1900 سوداني، و600 ألف فنزويلي، و103700 أوكراني.
ويتم منح هذا الوضع الخاص للأفراد الذين لا يمكن ضمان سلامتهم في حال عادوا إلى أوطانهم، بسبب الظروف الاستثنائية مثل الحروب والكوارث الطبيعية أو غيرها من الأسباب التي تهدد حياتهم.
خلال فترة ولايته الأولى، حاول ترامب إلغاء هذا البرنامج، لكنه لم ينجح في ذلك.
وأوضحت وزارة الأمن الداخلي أنه سيكون بإمكان أن يتمتعوا بهذا الوضع بسبب الحرب المدمرة التي تعيشها بلادهم منذ أكثر من عشرين شهراً.
دور محتمل لإنهاء الحرب
وحول دور إدارة ترامب لايقاف الحرب في السودان، قال مهدي الخليفة إن ترامب أشار إلى أنه سيحاول خلق مناطق للسلام في العالم.
وأعرب مهدي عن أمله في أن تكون إدارة ترامب أكثر جدية بشأن قضية السودان من إدارة بايدن. وتوقع أن يلعب ترامب دوراً عن طريق حلفائه خاصة مصر والسعودية والامارات بجانب الاتحاد الافريقي لإيقاف الحرب.
وعاب على المبعوث الأمريكي المنتهية ولايته توم بريللو عدم الإلمام بالأوضاع في السودان وضعف علاقته بالساحة السياسية السودانية. وقال إنه لم يتمكن من إحداث أي اختراق فيما يتعلق بإنهاء الحرب.
وتوقع أن يسعى ترامب عن طريق حلفائه مصر والسعودية والامارات والاتحاد الافريقي للعب لإيقاف الحرب. ولم يستبعد أن يقوم ترامب بإجراء مماثل لما قام به في وقف القتال في غزة عبر تعيين مبعوث .
بدوره يقول البروفيسور صديق تاور في مقابلة مع راديو دبنقا إن خطاب ترامب يعبر عن تحول في السياسة الأمريكية والانتقال من الآليات السابقة
ولم يستبعد تاور أن تكون هنالك فرصة لمراجعة السياسة الأمريكية تجاه السودان مبيناً إن الإدارة الأمريكية السابقة لم تتمكن من التأثير على طرفي رغم نفوذها المعروف على الأطراف التي تدعم جانبي الحرب.
قائمة الأولويات
قالت اليز ستيفانيك المندوبة الجديدة لأميركا في الأمم المتحدة إنها ستضع السودان على قائمة الأولويات لدى إدارة ترامب وشددت في جلسة في لجنة العلاقات الخارجية يوم الثلاثاء على أهمية منصب المبعوث خاص للسودان والضغط على حلفاء أميركا لوقف الصراع.
من جانبه أعرب السيناتور الديمقراطي كوري بوكر خلال الجلسة عن قلقه الشديد من التقارير التي تفيد ان القوات المسلحة استعملت أسلحة كيميائية مشددا” على أهمية حماية المدنيين.
بناء على ما سبق
من جانبها دعت الخبيرة لينا بدري، زميلة مركز مو إبراهيم للشئون الأمنية في مقال نشره مركز شاتام هاوس، إدارة ترامب للبناء على التدخل الكبير الذي قام به ترامب مشيرة إلى ضعف الشرعية السياسية للطرفين بسبب العقوبات.
بدوره يقول الخبير القانوني ورئيس هيئة محامي دارفور صالح محمود في مقابلة مع راديو دبنقا إن العقوبات الأمريكية في مواجهة البرهان وحميدتي تأخرت كثيرا. وتوقع أن يحترم ترامب القرارات ولكنه شكك في مدى حماسه لتنفيذها،
وشددت الخبيرة لينا بدري على ضرورة تعطيل الشبكات المالية التي تغذي الصراع ودعم توحيد مسارات التفاوض.
وتساءلت هل ستصبح الولايات المتحدة أكثر حزماً مع حلفائها في الشرق الأوسط الذين يحافظون على علاقات وثيقة مع الفصائل المتنافسة في السودان؟ وأضافت “حتى الآن، لم يقدم ترامب أي إشارة واضحة إلى استراتيجيته في أفريقيا، أو سياسته تجاه السودان”.
وأشارت إلى أن هناك دعم داخل الحزب الجمهوري، لاتخاذ إجراءات أكثر تماسكا مشيرة إلى دعوة السيناتور الجمهوري جيم ريش منذ فترة طويلة إلى تحديد الإبادة الجماعية وإنهاء الحرب. كمتحدث السيناتور ماركو روبيو، الذي من المقرر أن يصبح وزير الخارجية المقبل، عن الحاجة إلى إنهاء الحرب في جلسة استماع عقدها مجلس الشيوخ الأمريكي في ينايرمشيرًا إلى تورط جهات خارجية، وخاصة الإمارات العربية المتحدة.
وأكدت لينا بدري إنه مع ضعف الشرعية السياسية لكلا الطرفين المتحاربين بسبب العقوبات، فإن هناك فرصة حقيقية للبناء على التدخل الكبير الذي قام به بايدن من خلال تكثيف الضغوط الدولية المنسقة.
تعطيل الشبكات المالية
دعت لينا بدري ترامب للتحرك لتعطيل الشبكات المالية التي تغذي الصراع وذلك من أجل فرض وقف إطلاق النار، وأضافت “قد يشمل ذلك تحديد معايير واضحة للامتثال لحلفاء الشرق الأوسط، وربط مبيعات الأسلحة الأميركية والحوافز الاستثمارية الأوسع نطاقا بإجراءات يمكن التحقق منها لوقف تدفق الأسلحة والدعم المالي للفصائل السودانية”.
ودعت لتعزيز هذه المعايير من خلال قنوات ثنائية مخصصة مع الشركاء، مما يجعل التعاون المستقبلي مشروطا بالالتزام بها.
توحيد المبادرات وتمكين المدنيين
كما أشارت إلى ضرورة دعم الجهود الرامية إلى تمكين التحالفات المدنية وإشراكها في المستقبل السياسي للسودان.
ونوهت إلى ضرورة دعم الولايات المتحدة لتوحيد مسارات التفاوض في إطار واحد شامل تقوده تحالفات مدنية مناهضة للحرب في السودان وجماعات شعبية. وينبغي أيضاً دعم أجندة أوسع وأكثر تفصيلاً تتناول إصلاح الأمن، حتى يتسنى للمشاركين المدنيين أن يبنوا نفوذاً أكبر في المستقبل السياسي للسودان.
واختتمت لينا بدري مقالها بالقول “بغض النظر عن مكانة السودان في أولويات السياسة الخارجية لترامب، فإنه يظل سؤالا حاسما بالنسبة للعديد من شركاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وبالتالي سوف يكون من الضروري التعامل معه – إما بشكل مباشر أو غير مباشر. في خطاب تنصيبه، أعاد ترامب التأكيد على التزامه بإنهاء جميع الحروب. إن وقف الصراع المدمر حقا في السودان سيكون ضروريا لتحقيق هذا الطموح بشكل كامل”.
dabangasudan.org