شبكة حقوقية: الدعم السريع ارتكب عنف جنسي ممنهج في دارفور
عاين- 22 يناير 2025
وثقت مجموعة مناصرة دارفور ما أسمته بالعنف الجنس الممنهج الذي ارتكبه مسلحو قوات الدعم السريع بحق عشرات الفتيات في ولايتي شمال ووسط دارفور غربي السودان، داعية إلى تحرك دولي سريع لحماية المدنيين في الإقليم.
وتسيطر قوات الدعم السريع على 4 ولايات من أصل 5 في إقليم دارفور، بينما تفرض حصار شامل على مدينة الفاشر منذ مايو من العام الماضي، في محاولة للسيطرة عليها، ويدافع الجيش والحركات المسلحة المتحالفة معه عن المدينة لتجنيبها السقوط.
واستعرضت الناشطة الحقوقية إخلاص أحمد تقريراً أعدته مجموعة مناصرة دارفور خلال مؤتمر صحفي افتراضي يوم الأربعاء، يوثق لـ22 حالة عنف جنسي ضد الفتيات بواسطة مسلحي قوات الدعم السريع في مدينتي الفاشر وزالنجي، خلال الفترة من أبريل 2023م – ديسمبر 2024، وذلك استناداً على مقابلات مباشرة مع الناجيات وأرنيك 8 الجنائي وتقارير الرعاية الطبية.
وتشير إخلاص إلى وقوع 80 حالة عنف جنسي مؤكدة في مدينة الفاشر، لكن لم تُوَثَّق نسبة للأوضاع الأمنية وصعوبة الوصول إلى المدينة المحاصرة، إلى جانب حدوث 9 حالات اختفاء قسري لنساء في شمال دارفور استطاعوا التوثيق لعدد اثنين ناجيات، اُحْتُجِزْن في مدينة الكومة، معهن 12 أخريات قتلت واحدة أكبرهن في السن برصاصة قناص أثناء محاولتها الهروب.
وقالت إخلاص: إن “قوات الدعم السريع قصفت المرافق الطبية في الفاشر بالمدفعية والطائرات المسيرة، بما في ذلك المستشفى السعودي المتخصص في أمراض الولادة، والذي تعرض للقصف 14 مرة، مما فاقم معاناة النساء والفتيات في تلقي الرعاية الطبية، كما منعت هذه القوات المدنيين من الوصول إلى مصادر المياه، والغذاء”.
اغتصاب جماعي
ونبهت إلى وقوع 17 حالة اغتصاب في الفاشر، وتوثيق حالات اغتصاب جماعي لـ4 فتيات في مناطق مختلفة في ولايتي شمال ووسط دارفور، بجانب تعرض النساء إلى مضايقات واسعة في نقاط التفتيش الخاصة بقوات الدعم السريع وعنف لفظي وعنصري، مع عمليات ترهيب واغتصاب تحت تهديد السلاح بحجة أنهن يوالين الجيش والحركات المسلحة.
وتكشف إخلاص أحمد عن عنف واسع واجهته النساء في مخيم الحصاحيصا في ولاية وسط دارفور بعد اجتياح قوات الدعم السريع للمنطقة، مما اضطر النازحون للهروب بشكل جماعي، مع فرض رسوم نظير المغادرة، وسُجِّلَت حالة اغتصاب لشقيقين داخل بنك السودان المركزي في زالنجي واختفاء قسري لامرأة في 38 من العمر.
وتقول: “كل العنف الجنسي، والذي شمل الاغتصاب الجماعي في الفاشر وزانجي ارتكبته قوات الدعم السريع بشكل ممنهج بغرض ترويع السكان من الإثنيات غير العربية، ولا ينبغي أن نسكت ونترك نساء دارفور وحدهن صامدات أمام كل هذه الانتهاكات، يجب ألا يفلت الجناة من العقاب مجددا”.
ونتج عن هذه الاغتصابات حمل وإنجاب، بينما لم تتمكن العديد من الفتيات الضحايا الحصول على الرعاية الطبية نتيجة إلى ضعفها أو بسبب الخوف من الوصمة الاجتماعية، وذلك بحسب التقرير الذي أعدته مجموعة مناصرة دارفور تحت عنوان “عاملوني كأني ما إنسان”.
وأوصى التقرير بضرورة تسريع تحقيقات المحكمة الجنائية في جرائم الحرب المدمرة في دارفور، إذ تشير الخطوات المتخذة اهتماماً محدوداً من المحكمة بالإقليم، مما يعزز الإفلات من العقاب، كما حث مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ مزيد من الخطوات لحماية المدنيين في إقليم دارفور.
وعرضت شبكة صيحة خلال المؤتمر الصحفي، مقاطع صوتية لثلاث نساء قلن إنهن تعرضن لاغتصاب جماعي لعدة مرات وأيام في مدينتي الفاشر وزالنجي من قبل مسلحي قوات الدعم السريع تحت تهديد السلاح، وهن يستنجدن بالمجتمع الدولي لمساعدتهن على الوصول إلى العدالة من الجناة.
تحديات “الجنائية”
من جهته، أبدى مسؤول فريق تحقيقات جرائم الحرب بدارفور في مكتب المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية، بوبودو ساتشي، حزنه الشديد لسماع استمرار الانتهاكات المروعة بحق المدنيين في إقليم دارفور.
وقال خلال مداخلة في المؤتمر الصحفي، إنهم كانوا يركزون تحقيقاتهم على ولاية غرب دارفور، لكنهم سيهتمون أيضا بما يحدث في ولايتي شمال وجنوب دارفور، وسيأخذ العنف القائم على النوع الاجتماعي والأطفال أولوية في عملهم، وفق توجيهات المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية.
وأضاف: “نقوم بعمل تطبيقات وبروفايلات عن المتهمين، لكننا نواجه تحديات حقيقية في تحديد الجناة والوصول إلى الضحايا في إقليم دارفور، ونحن منفتحون أمام أي جهة تستطيع مساعدتنا على هذا الجانب بما في ذلك منظمات المجتمع المدني”.
وذكرت المديرة الإقليمية لشبكة نساء القرن الأفريقي “صيحة” د. هالة الكارب أن الموارد المتاحة من المجتمع الدولي للعدالة ومناصرة الضحايا شحيحة، كما أن الدعم الموجه لمنظمات المجتمع المدني شحيح، في حين ينتظر منها كل هذا العمل.
3ayin.com