خبر ⁄سياسي

عراقجي يزور كابل لتعزيز العلاقات الإيرانية الأفغانية

عراقجي يزور كابل لتعزيز العلاقات الإيرانية  الأفغانية

أعرب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الأحد، عن أمله في توسيع العلاقات بين إيران وأفغانستان بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين.

والتقى عراقجي مع نظيره الأفغاني أمير خان متقي، حيث عقدا جلسة مباحثات في مقر وزارة الخارجية الأفغانية، كما توجه لمقر رئيس الوزراء، محمد حسن أخوند، وذلك خلال أول أول زيارة رسمية إلى كابل منذ عودة حركة «طالبان» إلى السلطة. وناقش الجانبان القضايا ذات الاهتمام المشترك وسبل تعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والثقافية.

وأفادت وكالة «إرنا» الرسمية بأن زيارة عراقجي على رأس وفد رفيع المستوى تركز على تعزيز العلاقات الاقتصادية مع أفغانستان. بينما أفاد محمد حسين رنجبران، مستشار وزير الخارجية الإيراني بأن ملفي «المهاجرين» والخلافات بشأن «مياه نهر هيرمند» تصدرا مباحثات عراقجي ومتقي.

وشدد عراقجي على أهمية العلاقات بين البلدين، مشيراً إلى أن «إيران وأفغانستان تتمتعان بعلاقات تاريخية وثقافية عميقة، وقد حافظتا على روابط قوية على مر السنين»، وحض على تعزيز التنسيق والتعاون بين البلدين، لافتاً إلى أنه «أصبح ضرورة ملحة لمواجهة التحديات المشتركة، وتحقيق مصالح الشعبين في هذه المرحلة».

وأضاف: «العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين وصلت إلى مستوى جيد، ونطمح إلى تعزيزها بشكل أكبر لتحقيق المصالح المشتركة». كما أعرب عن تطلعه إلى توسيع التعاون في المجالات الثقافية والاقتصادية.

ومن جانبه، قال متقي إن «إيران وأفغانستان دولتان جارتان تتقاسمان تاريخاً طويلاً من التعاون»، وأعرب عن أمله في أن تؤدي هذه الزيارة إلى تحسين مستوى العلاقات الثنائية.

وكان مسؤولون أفغان في استقبال عراقجي لدى وصوله إلى مطار كابل، بحسب المشاهد التي بثّها التلفزيون الإيراني الرسمي.

ورافق عراقجي وفد يضم ممثلين عن وزارات مختلفة وفريق اقتصادي وتجاري، وعدد من التجار والمستثمرين الإيرانيين، بهدف بحث فرص تعزيز التعاون الاقتصادي مع أفغانستان. وقال رنجبران إن 15 تاجراً رافقوا وزير الخارجية.

ونقلت «إرنا» عن مسؤولي غرفة التجارة الإيرانية، قولهم إن «صادرات إيران إلى أفغانستان تعادل ضعف صادراتها إلى 15 دولة أخرى؛ ما يجعلها شريكاً اقتصادياً رئيسياً في المنطقة».

عراقجي يلتقي رئيس وزراء أفغانستان محمد حسن أخوند في كابل (أ.ب)

ونقلت الوكالة عن ذاكر جلالي، المدير السياسي الثالث بوزارة خارجية «طالبان»، قوله إن زيارة عراقجي «تمثل خطوة إيجابية نحو تعزيز علاقات البلدين وفرصة لبلوغها مرحلة جديدة». وأوضح أن «المصالح المشتركة السياسية والاقتصادية والأمنية بين أفغانستان وإيران تشكل أساساً لتعزيز التعاون الثنائي».

وتتشارك إيران وأفغانستان المتجاورتان حدوداً طويلة تمتدّ على أكثر من 900 كيلومتر... والحركة عبرها غير منضبطة؛ ما يمثّل تحدّياً أمنياً لطهران، بيد أن إيران التي أبقت سفارتها مفتوحة في كابل خلال تغيّر النظام في أغسطس (آب) 2021 في أفغانستان لا تعترف بحكومة «طالبان». ويتولى القيادي السابق في «فيلق القدس»، حسن كاظمي قمي، منصب المبعوث الإيراني إلى كابل. ومنذ استيلاء الحركة على الحكم، زاد تدفّق المهاجرين الأفغان إلى إيران بشكل ملحوظ. وتسعى طهران إلى احتواء هذا التدفّق، وقد طردت منذ العام الماضي أعداداً كبيرة من اللاجئين الأفغان، وشيّدت جداراً على الحدود؛ ما شكّل مصدر توتّر بين البلدين. وذكرت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن أكثر من 6 ملايين لاجئ أفغاني يعيش في إيران، وفق الأرقام التي قدّمها السفير الإيراني أمير سعيد إيرواني إلى الأمم المتحدة في ديسمبر (كانون الأول).

وقال نوذر شفيعي، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة طهران، لوكالة «إرنا» إن إيران «تمثل شريكاً مهماً لأفغانستان في ظل العقوبات الدولية المفروضة على (طالبان) والعلاقات المتوترة مع باكستان».

aawsat.com