دعم غربي اوكراني لقوات الدعم السريع يقابله تقدم ملحوظ للقوات المسلحة السودانية

في تطورات متسارعة على ساحة المعركة في السودان، تمكن الجيش السوداني من التقدم داخل العاصمة الخرطوم، حيث قال الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة، العميد نبيل عبد الله: “بحمد الله وتوفيقه قواتنا تحرز اليوم تقدماً كبيراً بالخرطوم، وذلك بتطهير كامل منطقة الرميلة والإمدادات الطبية والمنطقة الصناعية الخرطوم ودار سك العملة من شراذم مليشيا آل دقلو”، في وقت كشف مصدر عسكري، أن قوات سلاح المدرعات تقترب من السوق العربي في قلب الخرطوم.
على ذات الصعيد استعاد الجيش في ولاية الجزيرة مؤخراً مدن تمبول ورفاعة ةالحصاحيصا والكاملين والمحيريبا وسط ولاية الجزيرة وعشرات القرى – حيث قام رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول البرهان بزيارة العديد من تلك المناطق عقب تحريرها، واخرها أمس في شرق النيل (مسيد ود أبوصالح) – كما اقترب الجيش من كوبري سوبا بشرق النيل، بالتوازي مع تقارير تؤكد مقتل قائد كبير في قوات الدعم السريع بهجوم مسيّرة شمال الجزيرة. وأضاف المصدر بأن الجيش أجبر ميليشيا الدعم السريع الى الفرار إلى الخرطوم بعد معارك ضارية.
وقال المصدر أن الخطوة القادمة للجيش تتمثل في استعادة مدينة الخرطوم بالكامل ودحر الدعم السريع عنها بالكامل.
وبعد هذه التقدمات الأخيرة، استطاع الجيش السوداني الوصول للأجزاء الجنوبية الشرقية من ولاية الخرطوم، قادما من ولاية الجزيرة، لأول مرة منذ سقوط محافظة الجزيرة بيد قوات الدعم السريع، وتعد التقدمات الأخيرة للقوات المسلحة الأهم منذ بداية الصراع السوداني في أبريل من عام 2023.

وأجمع الخبراء، بأن هذه الانتصارات والتقدمات ستشكل مزيداً من الضغط على قوات الدعم السريع في طريق جبل الأولياء وهو المنفذ البري الوحيد لقوات الدعم السريع في طريقه نحو جنوب وغرب الخرطوم، وبأن المعارك في العاصمة الخرطوم ستكون عنيفة، في ظل المعنويات العالية عند القوات المسلحة.

وقال مستشار قوات درع السودان يوسف عمارة، في أحد التصريحات الإعلامية مطلع الأسبوع إن “الانتصارات التي حققها الجيش في الفترة الأخيرة، تمثّل دفعة كبيرة في المسار الكلي للعمليات في السودان”، مشيراً إلى أن قوات درع السودان أسهمت بدور كبير فيها عبر محاور شرق الجزيرة والبطانة.

ويوضح عمارة أن تلك القوات “تتوغل الآن داخل منطقة شرق النيل بولاية الخرطوم، وتعمل عبر جهود واسعة عملياتية وأمنية لتحرير المنطقة بالكامل، وذلك بتوظيف البعد الاجتماعي في العملية بحكم أن عدداً من الفاعلين في قوات درع السودان ينتمون لتلك المنطقة ويعلَمون جيداً تفاصيلها”.

ويضيف أنهم “يعملون على المشاركة الفاعلة بعد ذلك مع الجيش السوداني في تحرير إقليم دارفور، غربي البلاد، ثم العمل مع كافة الفصائل في مجالات إعادة الإعمار والإسهام في نشر السلم الاجتماعي”. أما عن انشقاق كيكل، فيقول عمارة، إنه “أثّر بشكل كبير في مليشيا الدعم السريع، وذلك بنزع غطاء التنوع الذي تدعيه”، كما تسبب “في تصدع قيادة المليشيا وأفقدها القدرة على استعادة توازنها بعد الهزائم العسكرية”.
العمل العسكري العظيم الذي تقوم به القوات المسلحة على الأرض يأتي بعد جهود كبيرة قامت بها القيادة وعلى رأسها القائد العام للقوات المسلحة عبد الفتاح البرهان، حيث تم العمل على تجميع كافة القوات المسلحة حول القوات النظامية لمحاربة التمرد.

الدعم الأوكراني لقوات الدعم السريع
يقول الخبير السياسي محمد عبداللطيف، إنه بعد سيطرة الجيش السوداني على الكثير من مواقع والنقاط لقوات “الدعم السريع”، بعد معارك عدّة في مناطق مختلفة بالسودان خلال الأسابيع الأخيرة في عام 2024، تم اكتشاف العديد من مخازن الأسلحة والتي تحوي على أسلحة أجنبية ومسيّرات مقدمة من أوكرانيا، حيث نشرت وسائل الإعلام الأوكرانية، تقارير تؤكد التواجد العسكري الأوكراني في السودان.
وأضاف عبداللطيف، أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها العثور على سلاح أو مقاتلين أو وثائق تثبت تورط جنود أوكرانيين في الصراع الدائر في السودان، حيث يعتقد الكثير بأن الحرب في السودان تحولت لصراع دولي على ثروات السودان، حيث يتم تغذية هذا الصراع من قوى خارجية وبأيدي جماعات من المرتزقة.
وكانت القوات المسلحة السودانية قد عثرت على جثة لمقاتل أوكراني بعد دخولها لمدينة ود مدني، لتأتي بعدها تصريحات متناقضة من قبل مسؤولين أوكران عن طبيعة تواجد قواتها في الأراضي السودانية ودعمها لقوات الدعم السريع، حيث صرح المستوى العسكري على لسان المتحدث باسم سلاح الجو الأوكراني بأن مدربي ومشغلي الطائرات بدون طيار من القوات المسلحة الأوكرانية يقدمون الدعم لقوات “الدعم السريع” بدعوة شخصية من حميدتي.
أما على المستوى السياسي والدبلوماسي، أكد السفير الأوكراني لدى السودان ميكولا ناهورني، أن بلاده لا تقدم اي شكل من اشكال الدعم لقوات “الدعم السريع”، واصفًا الحملة الإعلامية التي راجت في بعض المواقع الإعلامية السودانية حول دور مزعوم لبلاده في حرب السودان بأنها “ادّعاءات استفزازية ومفبركة”.
أما صحيفة “كييف بوست” الأوكرانية، فقد نشرت مقاطع فيديو، تظهر فيه القوات الأوكرانية وهي تجري عمليات خاصة داخل السودان ضد ما أطلقت عليهم الصحيفة “مرتزقة روس” وبعض الجماعات المحلية الحليفة لروسيا، وأقرت الصحيفة الأوكرانية حينها أن القوات الأوكرانية تنشط في السودان منذ أشهر.

صحيفة السوداني

kushnews.net