انقلابيو اليمن متهمون بتعميق الفوضى الأمنية في إب
بعد 10 أيام من عثور السكان على جثة شخص مجهولة الهوية في الطريق الدائري لمدينة إب اليمنية، حيث مركز المحافظة التي تحمل الاسم نفسه، قُتل طفل في نزاع بين اثنين من الباعة في مديرية يريم الواقعة في شماليّ المحافظة، في صورة تعكس اتهامات السكان للحوثيين بتعميق الفوضى الأمنية في المحافظة.
وأفادت مصادر محلية بأنه تم العثور على جثة مشوهة ملقاة على الطريق الدائري لمركز المحافظة الواقعة على بُعد 193 كيلومتراً جنوب صنعاء، حيث تمكنت أسرة الضحية من التعرف عليه من خلال ملابسه، وتبين أنه يدعى جمال الكامل من منطقة شرعب السلام، ويعمل بائعاً في أحد الأسواق.
وبالتزامن مع ذلك، شهدت مديرية يريم اشتباكات بين مسلحين في أحد الأسواق، ما أدى إلى مقتل طفل وإصابة شخصين آخرين إصابتهما بليغة، وفق ما ذكرته مصادر محلية.
وتقول مصادر سياسية تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، إنه ومع إدراك الحوثيين تزايد نقمة السكان على سلطتهم في المحافظة المختلفة عنهم مذهبياً، شرعوا في تعميق الفوضى الأمنية خشية انتفاضة شعبية وتهاوي نظام حكمهم على غرار ما حدث في سوريا. وبينت المصادر أن مَن يرعى هذه الفوضى هو أبو علي الكحلاني، الحارس الشخصي السابق لزعيم الحوثيين، المعين مسؤولًا عن الأمن في المحافظة.
ويؤكد سياسيون في المحافظة أنه رغم محاولات التغيير المذهبي التي تنفذها الجماعة الحوثية ومحاولة تجنيد طلاب الجامعات والدفع بأعداد كبيرة من المسلحين إلى أطراف المحافظة على خطوط التماس مع القوات الحكومية، فإن الجماعة رأت أن إرباك الوضع الاجتماعي من خلال تعميق الفوضى سيمنع أي تحركات شعبية في مواجهتها.
عشرات الحوادث
ذكرت مصادر محلية في محافظة إب أن 47 شخصاً قُتلوا وأصيبوا في حوادث جنائية شهدتها المحافظة خلال شهر يناير (كانون الثاني) الماضي بفعل الفوضى الأمنية التي تعيشها مديرياتها.
ووفق هذه المصادر، قُتل أكثر من 28 شخصاً، وأصيب 22، بينهم أطفال ونساء، في حوادث جنائية متفرقة.
وبحسب هذه البيانات، قُتل نحو 12 شخصاً على ذمة نزاع على أراضٍ وخلافات شخصية، كما قُتل 7 نتيجة العبث بالسلاح، و6 قتلوا لأسباب غير معروفة، وحادثتا قتل على يد عناصر حوثية، وحادثتا قتل مرتبطة بالعنف الأسري، وحادثة قتل على ذمة قضية ثأر. وتوزعت حوادث الإصابة بين 14 حالة نتيجة خلافات على أراضٍ ونزاعات شخصية ونزاعات محلية، و6 حالات عبث بالسلاح، وثلاث حالات إصابة برصاص عناصر حوثيين.
وفي مديرية العدين غرب المحافظة، شُيِّع الشاب سليمان غوبر بعد شهر من مقتله على يد زميله في العمل بمدينة إب بجوار المخبز الذي كان يعمل فيه قبل أكثر من شهر.
يأتي هذا فيما وسّعت الجماعة الحوثية من سيطرتها الأمنية على جامعة المحافظة، وفرضت مسؤولاً مخابراتياً يدعى أشرف القادري (رئيس الملتقى الطلابي) في عضوية مجلس الجامعة، حيث يتولى هذا الكيان مهام مراقبة الطلاب والأساتذة ومدى التزامهم بتوجهات الجماعة الحوثية، ونشر أفكارهم، والدفع بالطلاب للالتحاق بمعسكرات التدريب على استخدام الأسلحة.
ومنذ سيطرة الحوثيين على محافظة إب، حوّلوا جامعتها إلى مركز للترويج لأفكارهم السلالية والتغيير المذهبي، وتوج ذلك بتحويل أجزاء منها إلى مواقع للتدريب على حمل السلاح واستقطاب الطلاب للالتحاق بجبهات القتال.
aawsat.com