السعودية تنزع 400 ألف لغم وتعيد الأمل لليمنيين

في خضم الحرب اليمنيَّة، التي دخلت عامها العاشر، برزت الألغام الأرضيَّة كواحدةٍ من أخطر التهديدات التي تواجه المدنيِّين؛ بسبب زراعتها بلا خرائط، أو أنظمة واضحة، وقد تحوَّلت إلى كابوس يهدِّد حياة الأبرياء، ويقيِّد حركة النازحين، ويعيق جهود الإغاثة والتنمية.

وفي مواجهة هذا الخطر، أطلقت المملكة مشروع «مسام»، وهو مبادرة إنسانيَّة تهدف إلى نزع الألغام الأرضيَّة من اليمن وتأمين المناطق الملوَّثة بها؛ ممَّا يجعلها واحدةً من أبرز الجهود الإغاثيَّة السعوديَّة الرَّامية إلى حماية المدنيِّين وإعادة بناء المجتمعات المتضرِّرة.

وبحسب الإحصاءات الرسميَّة، نجح «مسام» حتَّى الآن في نزع أكثر من 400,000 لغم وعبوة ناسفة، وتطهير آلاف الكيلومترات من الأراضي السكنيَّة والزراعيَّة والطُّرقات، إضافة لإعادة تأهيل مئات المناطق الملوَّثة؛ ممَّا ساهم في تسهيل عودة النازحين إلى منازلهم.وتتسبَّب الألغام في مقتل وإصابة الآلاف سنويًّا، خاصَّةً من الأطفال والنساء الذين يشكِّلون الفئة الأكثر ضعفًا، وبفضل جهود «مسام»، انخفضت أعداد الحوادث النَّاتجة عن انفجار الألغام بشكل ملحوظ في المناطق المستهدَفة.

وتمكَّنت مئات العائلات من العودة إلى ديارها بعد تطهير مناطقها من الألغام.

وتمكَّن المزارعُون في محافظتي الحديدة، وشبوة من استئناف زراعة أراضيهم التي كانت مهجورةً؛ بسبب الألغام.

وساهم تطهير الطرق في تسهيل إيصال المساعدات الإنسانيَّة إلى المناطق النائيَّة؛ ممَّا عزَّز جهود الإغاثة وساهم في تحسين ظروف المعيشة للعديد من الأُسر.ويستخدم «مسام» أحدث التقنيات العالميَّة في نزع الألغام، مثل أجهزة الكشف الدقيقة والمتطوِّرة؛ ممَّا يسرِّع من عمليَّة تحديد أماكن الألغام وإزالتها.

كما يعتمد المشروع على فرق مدرَّبة ومزوَّدة بخبرات دوليَّة.

وفي تصريح سابق لمدير عام مشروع «مسام»، أسامة القصيبي، أكَّد أنَّ: «التزامنا الإنساني تجاه الشعب اليمني ثابت، وسنواصل العمل حتَّى تصبح اليمن خاليةً تمامًا من الألغام.

نجاحنا يُقاس بحياة كل شخص تم إنقاذه وأرض استُعيدت».

جريدة المدينة

kushnews.net