19 وفاة ومئات الإصابات بالكوليرا في مدينة كوستي

عاين– 21 فبراير 2025

انتشر وباء الإسهال المائي الحاد “الكوليرا” بشكل متسارع في مدينة كوستي بولاية النيل الأبيض جنوبي السودان، وسُجلت وفيات ومئات الإصابات، وسط مساعي من السلطات الصحية لمحاصرته.

وقال مصدر ذو صلة لـ(عاين) إن الوفيات جراء الكوليرا في كوستي ارتفعت إلى 19 حالة حتى ظهر اليوم الجمعة، مقابل أكثر من 600 حالة إصابة، بينما أعلنت وزارة الصحة ولاية النيل الأبيض أمس الخميس، أن عدد الوفيات بالكوليرا بلغت 9 حالات، و500 حالة إصابة.

ويستمر وصول حالات إصابة جديدة إلى مستشفى كوستي التعليمي، حيث امتلأ مركز العزل الخاص بالكوليرا، وخُصِّص قسم الطوارئ والإصابات في مستشفى كوستي والذي امتلأ هو الآخر، ما دفع المرضى إلى تلقي الرعاية الطبية وهم مستلقيين على الطريق العام أمام المستشفى، في حالة إنسانية حرجة وفق المصدر.

وأُغْلِقَت المدارس وبعض محال بيع الأطعمة، وبدء حملة تطعيم فموي في مدينتي كوستي وربك بولاية النيل الأبيض، ضمن مساعي السلطات الصحية لمحاصرة وباء الكوليرا.

كارثة صحية

وتروي مشاهد في مستشفى كوستي التعليمي معاناة كبيرة، إذ يتكدس المرضى ومرافقوهم داخل ساحة المستشفى ومحيطها، بينما يتلقى آخرون الرعاية الطبية من على ظهر السيارات، ومستقلين على الأرض.

وأطلق أصحاب الصيدليات وتجار الأدوية مبادرة لمساعدة المرضى بتوفير المحاليل الوريدية بسعر المصنع، وذلك ضمن مساع أهلية لتخفيف وطأة الكارثة الصحية في كوستي.

الانتشار السريع للكوليرا يرجح أنه بسبب شرب المواطنين من مياه النيل وقنوات الري مباشرة بعد انقطاع الإمداد المائي

 مصدر طبي

وقال مصدر طبي في المدينة لـ(عاين) إن الكوليرا ظهرت في كوستي وربك قبل نحو شهر ونصف، وكانت حالات محدودة وتحت السيطرة، لكن انفلت الوضع على نحو سريع خلال يومي الأربعاء والخميس من هذا الأسبوع، ويرجح السبب إلى شرب المواطنين من مياه النيل وقنوات الري مباشرة بعد انقطاع إمداد مياه الشرب، نتيجة الانقطاع الكامل للتيار الكهربائي منذ تعرض محطة التوليد الحراري أم دباكر للاستهداف بطائرات مسيرة.

وشدد أن هيئة المياه في ولاية النيل الأبيض، لم تشغل المولدات الاحتياطية في محطات مياه الشرب لضمان استمرار إمداد مياه الشرب إلى المواطنين، وهو قصور كبير لا ندري أسبابه، وساهم في هذه الكارثة الصحية.

وتشهد ولاية النيل الأبيض انقطاعاً كاملاً في التيار الكهربائي منذ أسبوع، نتيجة طائرات مسيرة ضربت محطة أم دباكر في ربك وهي أحد أكبر محطات التوليد الحراري للكهرباء في السودان، وتتهم قوات الدعم السريع بتنفيذ هذا الهجوم.

ويعيش السكان في كوستي وربك أكبر مدينتين في ولاية النيل الأبيض، حالة من الرعب، والتزموا الحجر المنزلي خشية وباء الكوليرا الذي يتفشى بصورة سرعة، وفق ما أفاد به الصادق الحسن أحد مواطني ربك لـ(عاين).

وقال الحسن “أُغْلِقت المدارس وبعض المحالات التجارية خاصة المطاعم والكافتريات، وظللننا داخل منازلنا؛ لأن الخروج به مخاطر كبير، فالوباء منتشر بصورة مخيفة”.

الوضع الصحي في كوستي حرج للغاية وهناك جهود رسمية وشعبية لمحاصرة وباء الكوليرا

 متطوع بكوستي

من جهته، قال محمد جمال وهو متطوع في غرف الطوارئ بولاية النيل الأبيض لـ(عاين) إن الوضع الصحي في كوستي حرج للغاية، لكن ليس بالحجم الذي يُتَدَاوَل في وسائل التواصل الاجتماعي التي شابها تضخيم كبير، فبلغت الوفيات نتيجة الكوليرا حتى نهاية يوم أمس الخميس 13 حالة، و573 حالة إصابة.

وأضاف “هناك إصابات ووفيات داخل الأحياء السكنية لم نتمكن من حصرها، لكن نحن بصدد الوصول إليها وإحصائها، ونحن بحاجة إلى عمل توعوي كبير للوقاية من وباء الكوليرا”.

وتابع “هناك جهود كبيرة مبذولة من أتيام وزارة الصحة ولاية النيل الأبيض، والمنظمات الطوعية، بغرض محاصرة وباء الكوليرا، وهي ليست بجديدة على كوستي، لكن هذه المرة لم يتم التعامل معها بالجدية والوعي الكافي”.

3ayin.com