التزام أممي بعملية سياسية ليبية شاملة

فيما استهل مجلسا النواب و«الدولة» اجتماعهما في القاهرة الأحد، لحسم الخلافات العالقة بينهما حول مشاريع القوانين المنظمة للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المؤجلة، جددت البعثة الأممية التزامها بعملية سياسية ليبية «شاملة».
وقال «المجلس الأعلى للدولة» إن الجلسة التشاورية مع مجلس النواب في القاهرة «تستهدف مناقشة المرحلة المقبلة، ووضع أسس توافقية راسخة لإحياء العملية السياسية، بما يتيح العودة إلى شرعية الصناديق، ومنح الشعب الليبي حقه الأصيل في تقرير مصيره، وصولاً إلى انتخابات تعيد للدولة هيبتها».
وأوضح أن الجلسات الحوارية ستمتد على مدار يومين، تحت رعاية مصرية ممثلة بمجلسي الشيوخ والنواب، بينما أعلن أعضاء مشاركون في اجتماع القاهرة، أنهم بدأوا خلال جلسة مغلقة، عقب افتتاح أعماله، في مناقشة نتائج اللجان الثنائية بين مجلسي النواب و«الدولة»، في ملف المناصب السيادية، والحكم المحلي، والمسار الأمني.
وكان محمد تكالة رئيس مجلس «الدولة»، قد عدّ مشاركة فريقه في اجتماع القاهرة، بمثابة «تأكيد على التزامه الجاد برسم معالم مسار سياسي أكثر فاعلية، وتعزيز روح المصالحة، ونبذ الخلافات والحسابات الضيقة والاصطفافات التي أرهقت البلاد والعباد».
في غضون ذلك، التقى رئيس «مجلس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات» عماد السايح في طرابلس، نائبة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا، ستيفاني خوري. وتم خلال اللقاء، بحث مواقف الأطراف السياسية الليبية من العملية الانتخابية، ومناقشة التحديات التي تواجه مشروع الدعم الدولي المقدم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لدعمها.
بدورها، أدانت لجنة الأمن القومي بمجلس «الدولة»، الاعتداء المسلح الذي تعرض له نائب رئيسها عبد العاطي أبو كتيف، مشيرة إلى «تهديده المباشر بالقتل وإطلاق النار عليه»، أثناء أدائه لمهامه الرسمية بمدينة زليتن السبت الماضي.
وبعدما حملت الجهات الأمنية المعنية مسؤولية الحادث، طالبت بتوضيح ملابساته بشكل عاجل، ودعت النائب العام والجهات القضائية المختصة لفتح تحقيق فوري وشفاف.
وأكد نيكولا أورلاندو سفير الاتحاد الأوروبي، لدى لقائه بطرابلس، مع نائب الدبيبة ووزير الصحة رمضان أبو جناح، التزام الاتحاد الأوروبي بالمساعدة في تعزيز خدمات الرعاية الصحية الأولية لجميع الليبيين في جميع أنحاء البلاد، معرباً عن تطلعه لتعزيز التنسيق الاستراتيجي والتقني في الأشهر المقبلة.
من جانبه، قال رئيس «المجلس الرئاسي»، محمد المنفي، إنه أطلع الرئيسة الجديدة لبعثة الأمم المتحدة، حنا تيتيه، خلال لقائهما مساء السبت، بحضور نائبيها ستيفاني خوري، وأنيس تشوما، على رؤيته بشأن الخروج من حالة الانسداد السياسي، مشدداً على أهمية «الملكية الليبية للعملية السياسية، بالتعاون مع جميع الأطراف بهدف الوصول إلى رؤية موحدة تحقق تطلعات الشعب الليبي، وتنتهي إلى إجراء الانتخابات العامة، مع إيلاء مسألة بناء الدولة الأولوية والأهمية التي تستوجبها بما يضمن تنفيذ مخرجات العملية السياسية الشاملة».
وأوضح أنهما بحثا استمرار التعاون مع الاتحاد الأفريقي والشركاء الإقليميين والدوليين، والعمل على وقف التدخلات السلبية التي تؤثر على المشهد السياسي وتعرقل الاستقرار في مختلف أنحاء البلاد.
كما بحث المنفي، مع شبكة الأحزاب السياسية الليبية، الخطوات العملية التي اتخذها «المجلس الرئاسي» في مختلف المسارات لحل القضية الليبية، إلى جانب عمل البعثة الأممية، ودور الأحزاب في العملية السياسية والمساهمة في الخروج من حالة الانسداد السياسي، ودفع الجهود نحو تحقيق الاستقرار في البلاد من خلال انتخابات نزيهة وشفافة يشارك فيها جميع الليبيين.
بدورها، جددت تيتيه، التزام البعثة بالعمل مع الأطراف الليبية كافة «لتيسير عملية سياسية شاملة يقودها ويملك زمامها الليبيون، بغرض الوصول لإجراء الانتخابات الوطنية، وتوحيد وتعزيز مؤسسات الدولة، والسعي نحو تحقيق الاستقرار والازدهار للشعب الليبي».
كما ناقشت مع سفير روسيا، أيدار أغانين، الأحد، أهمية المصالحة الوطنية، بوصفها عاملاً أساسياً لدعم عملية سياسية يقودها ويمتلكها الليبيون.
من جهتها، شجعت ستيفاني خوري نائبة تيتيه، المواطنين المؤهلين، ولا سيما النساء والشباب «على اغتنام الفرصة والتسجيل للتصويت في المرحلة الثانية لانتخابات المجالس البلدية في 62 بلدية»، وعدتها «خطوة مهمة أخرى نحو تحقيق حوكمة محلية شرعية ومسؤولة، وتعزيز الممارسات الديمقراطية». وأشادت، بجهود المفوضية لضمان تسجيل الناخبين من خلال عملية شفافة وآمنة وشاملة، بوصفها ركيزة أساسية للعملية الانتخابية.
بموازاة ذلك، أعلن «الجيش الوطني»، مساء السبت، مداهمة اللجنة الأمنية المشتركة، بالتعاون مع قوة العمليات الخاصة التابعة لقواته البرية، أحد مواقع الهجرة غير الشرعية في مدينة القطرون بجنوب البلاد، في إطار الحملات الموسعة لفرض الأمن ومكافحة الظواهر الإجرامية.
aawsat.com