السور الحديدي في جنين... حرب على الناس ورواياتهم

لم يكن دخول مخيم جنين ضمن الخطة. شبان المخيم وأهله وصحافيو المدينة قالوا إنه يمكن التسلل من خلف المستشفى، في جولة محفوفة بالمخاطر وصادمة للغاية.
بعد 25 يوماً، من العملية التي تعدّ تغييراً في اتجاه الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، وأُعطيت اسم «السور الحديدي»، دخلت «الشرق الأوسط» المخيم وكانت إسرائيل قد قتلت 26 فلسطينياً وجرحت آخرين، وهجّرت 20 ألفاً بالتمام والكمال هم كل سكان المخيم، بلا استثناء.
كان شيئاً لم تشهده الضفة الغربية في الانتفاضتين. ورغم أن كل الفلسطينيين اختبروا أشكال الحروب كافة، وغارات الطيران الحربي وتوغل الدبابات في قلب المدن، فقد بدا مخيم جنين شيئاً آخر.
المكان برمّته فارغ من كل شيء إلا الأكوام: أكوام حجارة، أكوام حديد، أكوام سيارات محترقة، أكوام رمل، ولا شيء سوى الأكوام.
الدمار هائل؛ بيوت مهدمة، وجدران متهاوية، وشوارع مجرَّفة، فيما رائحة الحرائق تفوح من كل زقاق، ولا أحد هنا. لا سلطة ولا ناس ولا مقاتلون. مضينا بحذر شديد فيما كانت طائرات «الدرون» التي يسميها الفلسطينيون «زنانات» تحوم فوق المخيم 24 ساعة في اليوم والليلة.
أنهينا جولتنا ولم نصدق أننا خرجنا سالمين من مصيدة الموت في مخيم جنين.
aawsat.com