خبر ⁄سياسي

اول تعليق من الخارجية الامريكية حول تشكيل حكومة موازية في السودان

اول تعليق من الخارجية الامريكية حول تشكيل حكومة موازية في السودان

متابعات _ عزة برس

حذرت الولايات المتحدة، يوم الثلاثاء، من أن محاولات قوات الدعم السريع السودانية والجماعات المتحالفة معها لتأسيس حكومة في المناطق التي تسيطر عليها، بشكل موازٍ للحكومة المعترف بها التي يمثلها مجلس السيادة السوداني، تشكل تهديدًا خطيرًا قد يؤدي إلى “تقسيم” البلاد. وفي هذا السياق، أكدت حكومة الخرطوم أنها ستتخذ إجراءات مضادة لهذا التحرك، الذي اعتبرته “سابقة خطيرة” تهدد وحدة البلاد.

وفي تصريح خاص لقناة “الشرق”، أوضح متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية أن “جهود قوات الدعم السريع وحلفائها لتشكيل حكومة في المناطق التي يسيطرون عليها لن تسهم في تحقيق السلام والأمن في السودان”. وأكد أن هذه الخطوات تعكس عدم الاستقرار الذي قد يفاقم الأوضاع في البلاد، مما يستدعي تحركًا دوليًا عاجلاً للتصدي لهذه التحديات.

كما أشار المتحدث إلى أن “إنشاء حكومة في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع قد يؤدي إلى خطر تقسيم السودان بناءً على الوضع الراهن”. وأكد أن الحل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في السودان يكمن في إنهاء الأعمال العدائية بشكل فوري ودائم، مع توفير الفرص اللازمة لتشكيل حكومة مدنية وإعادة بناء البلاد على أسس سليمة.

الخرطوم تتوعد بالرد

من جهتها، أعربت وزارة الخارجية السودانية في بيان يوم الاثنين عن استنكارها لموقف الحكومة الكينية و”دعمها للحكومة الموازية التي تخطط مليشيات الإبادة الجماعية وجماعاتها التابعة للإعلان عنها في بعض الجيوب المتبقية لها”.

أكد البيان أن الحكومة السودانية ستستمر في اتخاذ الإجراءات اللازمة للرد على هذا “السلوك العدائي غير المسؤول”، مشددًا على أنه “سابقة خطيرة، وانتهاك كامل لميثاق الأمم المتحدة ومبادئ الاتحاد الإفريقي، ويمثل تهديدًا كبيرًا للأمن والسلام الإقليميين”.

وأضاف البيان أن “التمسك بهذا الاتجاه الخطير من قبل الرئاسة الكينية يعكس تجاهلها لقواعد القانون الدولي ومتطلبات السلم والأمن الإقليميين، بالإضافة إلى واجبات منع الإبادة الجماعية ومكافحة الإفلات من العقاب والإرهاب. كما يشير إلى عدم احترام كبير للمصالح الوطنية لكينيا في علاقاتها مع السودان، خاصة في الجوانب التجارية والمهمة”.

حثت حكومة السودان الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة وجميع المنظمات الدولية والإقليمية على “تعزيز جهودها لمواجهة هذا التهديد الجسيم للسلام والأمن في المنطقة”.

تصعيد جديد

وقعت قوات الدعم السريع اتفاقًا مع مجموعات سياسية وعسكرية متحالفة معها خلال مراسم سرية في العاصمة الكينية نيروبي، يوم السبت، بهدف تشكيل “حكومة للسلام والوحدة” في المناطق التي تسيطر عليها القوات شبه العسكرية.

بينما كان قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي” غائبًا عن مراسم التوقيع، حضر كل من قائدها الثاني عبد الرحيم دقلو وزعيم الحركة الشعبية عبد العزيز الحلو. وقد اعتبر محللون أن هذه الخطوة تمثل محاولة من قوات الدعم السريع لتشكيل حكومة تضم مجموعة من القوى السياسية والحركات المسلحة في مناطق نفوذها، تكون “موازية” للحكومة الحالية التي يقودها مجلس السيادة السوداني وتعمل من مدينة بورتسودان.

حصلت “الشرق” على نسخة من “الميثاق السياسي” الذي وقعه 24 كياناً وحزباً سياسياً وحركة مسلحة وتحالفات وشخصيات سياسية في السودان.

أفاد نجم الدين دريسة، المتحدث باسم تحالف القوى المدنية “قمم”، في تصريحات له لوكالة “الشرق”، بأن قوى سياسية ومنظمات المجتمع المدني وحركات مسلحة قد وقعت “ميثاقًا سياسيًا” في نيروبي بعد مشاورات امتدت لخمسة أيام.

كشف دريسة أن “الميثاق” يتضمن “علمانية وفيدرالية الدولة”، و”الوحدة الطوعية للسودان” و”حق الشعوب في تقرير مصيرها، في حال تعذر تحقيق الوحدة”، كما تضمن إقامة “جيش وطني برؤية جديدة”.

ليس من المتوقع أن تحظى هذه الحكومة، التي أثارت بالفعل مخاوف الأمم المتحدة، باعتراف واسع، لكنها تعكس مدى تدهور الوضع في البلاد نتيجة حرب أهلية مستمرة منذ حوالي عامين.

في وقت سابق من هذا العام، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على قائد قوات الدعم السريع المتهمة بارتكاب انتهاكات جسيمة، بما في ذلك “الإبادة الجماعية”.

أدت الحرب التي نشبت بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني في أبريل 2023 إلى مقتل عشرات الآلاف وتدمير مساحات واسعة من البلاد، مما دفع السكان في نصف مناطق السودان إلى الجوع، بينما تعاني العديد من المناطق من ظروف المجاعة

السودان نيوز

azzapress.com