الشبكة الشبابية للمراقبة المدنية: السودان تحول لساحة حرب لأجندات دولية متنافسة
جنيف: 28 فبراير 2025: راديو دبنقا
قالت هناء التجاني، نائب الأمين العام للشبكة الشبابية للمراقبة المدنية، إن السودان تحول إلى ساحة حرب لأجندات دولية متنافسة.
وقالت، في حديث لراديو دبنقا حول مشاركتها في اجتماعات مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة يوم الخميس، إنها تناولت في إحاطتها تورط أطراف دولية في الصراع بالسودان، مشيرة إلى أن وجود شبكات عسكرية أجنبية من شأنه تعقيد جهود السلام، وبينت أن الدول المجاورة تتحرك وفق تحالفات متغيرة. وأكدت أن الأطراف الأجنبية تواصل توسيع نفوذها.
وشددت هناء التجاني على ضرورة إنشاء قنوات مستقلة للمساعدات الإنسانية تتضمن الوصول إلى المستهدفين عبر قنوات آمنة بعيداً عن استغلال الأطراف المتحاربة.
وشارك في جلسة الحوار التفاعلي المعزز حول تقرير المفوض السامي لحقوق الإنسان يوم الخميس 50 دولة وجهة دولية و33 من منظمات المجتمع بجانب وزير العدل السوداني.
توثيق الانتهاكات
ووصفت هناء التجاني تقرير المفوض بالشامل، وقالت إن الشبكة الشبابية شاركت بدعوة من المجلس. وأضافت” قدمنا احاطة استناداً على تقاريرنا الموثقة مبينة إن المشاركة كانت فرصة لتوثيق الانتهاكات وتعزيز أوضاع حقوق الإنسان. ولفتت الانتباه إلى تصاعد العنف والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وسقوط الضحايا المدنيين. وقالت إن انتهاكات قوات الدعم السريع تشمل الاعتداءات ضد المدنيين في الجزيرة والنيل الأبيض ومعسكر زمزم بجانب تدمير محطات الكهرباء، والتجنيد القسري للأطفال، واستخدام الاغتصاب كسلاح حرب. كما تشمل انتهاكات القوات المسلحة الغارات الجوية والهجمات البرية في كردفان وقصف مناطق مدنية في نيالا، بجانب تنفيذ اعدامات جماعية وقصف عشوائي للأسواق والاحياء. وقالت إن الحركة الشعبية شمال شنت قصفا مدفعيا على كادوقلي مما أدى لسقوط قتلى وجرحى.
وظلت جميع أطراف الصراع تنفي ارتكابها انتهاكات ضد المدنيين.
مطالبات
وطالبت المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات لوقف إطلاق النار، وعقوبات على الدولة التي تدعم أطراف الحرب بالأسلحة بجانب حماية المدنيين والإغاثة بقيادة سودانية.
وشددت على ضرورة اتخاذ إجراءات ملموسة ضد العنف الجنسي، وإنشاء آلية دولية لمحاسبة المسئولين عن الجرائم. وأكدت ممثلة الشبكة انها قدمت تحليل الشبكة لدور الفاعلين الدوليين في إطالة أمد الحرب.
ووصفت هناء التجاني الاستجابة الدولية إزاء ما يجري في السودان بأنها غير كافية، مشيرة إلى أن غياب المساءلة عن الجرائم يؤدي لاستمرار الانتهاكات.
وطالبت بجهد دولي لوقف تدفق الأسلحة، ووقف الحرب. وشددت على مواجهة شرعية اعلام الحرب ووضع إطار سياسي شامل ودعت الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي لمضاعفة الجهود من اجل إحلال السلام، مطالبة برقابة دولية للتحقيق وكشف الفاعلين.
تحركات تكرس لتفكيك البلاد
وحول تحركات طرفي الحرب على الصعيد السياسي، قالت نائبة الأمين العام للشبكة السودانية إن تعديلات الوثيقة الدستورية التي جرت في بورتسودان، وميثاق السودان التأسيسي الذي جرى التوقيع عليه في نيروبي يكرسان تفكك البلاد، ويعززان الانقسام ويجعلان الحرب جزءاً ثابتا من المشهد. ونوهت إلى استمرار تفاقم معاناة الشعب وقمع المتطوعين والمناضلين من أجل العدل. وعلى الرغم القمع أشارت هناء إلى استمرار المبادرات في عملها باتخاذ هياكل بديلة.
من جانبها قالت ندى الناشف نائب المفوض السامي لحقوق الإنسان في الإحاطة التي قدمتها إنابة عن الخبير المستقل لحقوق الإنسان في السودان رضوان نويصر إن ما يجري في السودان حرب على البشر على اساس الهوية. وحذرت الإحاطة من تنامي البعد العرقي للصراع وتنامي خطاب الكراهية.
وقال الخبير خلال الإحاطة إن رسائله للجيش والدعم السريع بشأن وقف الحرب والانتهاكات قوبلت بأذان صماء مبيناً أن كل طرف يتهم الآخر. وأكد أن منظمات المجتمع المدني جزء من الحل لهذا الصراع ولا يمكن تجاهل أصواتهم، مشيرا إلى استمرار الرقابة والتضييق على المجتمع المدني واستخدام تدابير الطوارئ لإسكات أصواتهم.. وأكد تواصل الاعتقالات ضد الجهات الفاعلة في المجتمع المدني بسبب انتماءاتهم المفترضة. وأضاف: “ليس هنالك حلا عسكريا لهذه الحرب وإن الحل يجب أن يكون سياسيا مع المساءلة والاهتمام بمعالجة جذور الأزمة.
ودعا للهدنة في شهر رمضان المعظم، وشدد على ضغوط على الأطراف لحماية المدنيين وتسهيل وصول المساعدات.
قلق
بدورها أعربت عدد من الدول الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة عن قلقها إزاء الانتهاكات الواسعة خلال الحرب الدائرة بواسطة طرفي الحرب والقوات المتحالفة معهما. واستنكرت الدول والمنظمات خلال الجلسة المخصصة للسودان الانتهاكات التي شملت أعمال القتل والعنف الجنسي والاغتصاب الجماعي بجانب تجنيد الأطفال والاعدام بإجراءات إيجازية فضلاً عن القصف الجوي والمدفعي. كما استنكرت الأطراف استهداف المتطوعين ومنسوبي المجتمع المدني والصحفيين بالاعتقال والانتهاكات.
dabangasudan.org