الشارع السوداني يغلي.. شاحنات الوقود تفضح دعم الأمم المتحدة للميلشيا تمويه أم تورط

أثار مقطع فيديو متداول على منصات التواصل الاجتماعي جدلًا واسعًا في السودان، حيث أظهر شاحنات تحمل شعار الأمم المتحدة وهي تعبر عبر مدخل “أدري” الحدودي مع تشاد، متجهة إلى مناطق تسيطر عليها قوات الدعم السريع.
الفيديو أثار تساؤلات كثيرة حول الجهة المسؤولة عن إرسال هذه الإمدادات، وما إذا كانت الأمم المتحدة متورطة في دعم قوات التمرد أم أن هناك جهات استغلت شعارها لتمرير الوقود.
إمدادات غامضة واتهامات بالتواطؤ
في ظل استمرار الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، شكلت شاحنات الوقود التي ظهرت في الفيديو مصدر قلق واسع، حيث اعتبرها البعض دليلًا على تواطؤ بعض المنظمات الدولية في إمداد الدعم السريع بالوقود، ما يمنحه القدرة على الاستمرار في عملياته العسكرية.
ووصف ناشطون هذه الخطوة بأنها “رسوب أخلاقي خطير”، متهمين منظمات دولية وإقليمية بـتمويل التمرد عبر دعم لوجستي غير مباشر، مما يسهم في استمرار الحرب والمزيد من المعاناة الإنسانية في السودان.
الأمم المتحدة في دائرة الشك.. هل تم استغلال شعارها؟
أحد أكبر الأسئلة المطروحة حاليًا هو ما إذا كانت الأمم المتحدة على علم بهذا الأمر، أم أن جهات مجهولة استغلت شعارها لتسهيل مرور الإمدادات إلى قوات الدعم السريع.
في حال ثبوت تورط الأمم المتحدة أو إحدى وكالاتها في إدخال هذه الشاحنات، فقد يؤدي ذلك إلى أزمة دبلوماسية بين السودان والمنظمة الدولية، خاصة في ظل الانتقادات المتزايدة لدورها في الأزمة السودانية.
أما إذا كان الشعار قد استُخدم دون إذن رسمي، فهذا يشير إلى وجود جهات تعمل في الخفاء لإيصال الإمدادات إلى الدعم السريع، ما يستدعي تحقيقًا دوليًا ومحليًا لمعرفة الفاعلين الحقيقيين وراء هذه العملية.
هل هناك تورط لدول الجوار؟
فتح هذا الفيديو الباب أمام تساؤلات أوسع حول مصادر دعم قوات الدعم السريع، خاصة فيما يتعلق بالإمدادات القادمة من تشاد وليبيا، حيث أشارت تقارير سابقة إلى أن الحدود السودانية مع هذه الدول أصبحت ممرًا رئيسيًا لتدفق الأسلحة والوقود والمساعدات اللوجستية للمتمردين.
ويرى محللون أن الدعم اللوجستي الذي يحصل عليه الدعم السريع لم يكن ليتم دون تواطؤ جهات إقليمية أو غض طرف عن عمليات التهريب، وهو ما يتطلب موقفًا حاسمًا من الحكومة السودانية لوقف أي تدخلات خارجية قد تؤثر على مسار الحرب.
مطالب بتحقيق عاجل وقرارات حاسمة
في ظل تصاعد الغضب الشعبي، يطالب السودانيون الحكومة الانتقالية والجيش السوداني باتخاذ قرارات صارمة لمنع تدفق أي إمدادات لقوات الدعم السريع، وفتح تحقيق عاجل حول هوية هذه الشاحنات ومن يقف وراءها.
ومن بين الإجراءات التي يطالب بها السودانيون:
- فتح تحقيق رسمي مع الأمم المتحدة لمعرفة ما إذا كانت متورطة في إرسال هذه الشاحنات.
- تشديد الرقابة على الحدود السودانية مع تشاد وليبيا لمنع تهريب الوقود والإمدادات لقوات الدعم السريع.
- ممارسة ضغوط دبلوماسية على الدول المتورطة في دعم التمرد، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.
- توضيح رسمي من الأمم المتحدة حول الحادثة، وتحديد الجهة المسؤولة عن هذه الشاحنات.
تدور عدة فرضيات حول ما حدث، من بينها:
- دعم غير مباشر من منظمات دولية: إذا ثبت أن الأمم المتحدة أو إحدى وكالاتها كانت على علم بإدخال الوقود، فقد يكون ذلك جزءًا من جهود إغاثية تحولت إلى دعم عسكري غير مباشر.
- استخدام شعار الأمم المتحدة للتمويه: قد تكون جهات غير معروفة وضعت شعار الأمم المتحدة على الشاحنات لتمريرها دون تفتيش.
- تورط جهات إقليمية في تهريب الوقود: بعض التقارير تشير إلى أن مناطق سيطرة الدعم السريع تحصل على إمدادات عبر الحدود السودانية مع تشاد وليبيا، ما يثير تساؤلات حول مدى ضلوع دول الجوار في دعم قوات التمرد.
صدمة وغضب في الشارع السوداني
أحدث الفيديو صدمة واسعة في السودان، حيث اعتبره الكثيرون دليلًا جديدًا على تآمر بعض الجهات ضد استقرار البلاد. كما أعرب السودانيون عن استيائهم من ضعف الرقابة على الحدود، مطالبين بحسم هذا الملف بشكل فوري.
ويظل السؤال الأهم مطروحًا: هل ستتحرك الحكومة السودانية والمجتمع الدولي لكشف الحقيقة، أم أن هذه الحادثة ستمر دون مساءلة؟.
nabdsudan.net