قيادي في الحرس: مولنا انفصاليي إسبانيا لاغتيال بختيار ومعارضين

أثار قيادي بارز سابق في «الحرس الثوري» جدلاً واسعاً بتصريحاته حول تورط قواته في اغتيال معارضين إيرانيين بارزين في أوروبا خلال الثمانينات والتسعينات، إذ كُلفت منظمة «إيتا» الانفصالية في إقليم الباسك الإسباني بتنفيذ هذه العمليات.
وأوضح محسن رفيق دوست في مقابلة صحافية حذفت لاحقاً أن إيران مسؤولة عن عمليات اغتيال منفصلة في أوروبا، طالت رئيس الوزراء الإيراني الأسبق شاهبور بختيار، والفريق غلام علي أويسي، قائد القوات البرية في الجيش الإيراني، وهو من أقارب شاه إيران الذي أطاحت به الثورة الإيرانية في 1979، وكذلك اغتيال شهريار شفيق، نجل شقيقة الشاه أشرف بهلوي بعد شهور من الثورة في باريس.
وأقام «الحرس الثوري» في 24 فبراير (شباط) الماضي مراسم لتكريم رفيق دوست تحت عنوان «رفيق الثورة».
وقال رفيق دوست في حوار مع موقع «إيران أوبزرفر» الإخباري إنه أمر شخصياً بقتل عدة معارضين إيرانيين يقيمون في الخارج. كما اعترف بدور قائد «الحرس الثوري» الأسبق، الجنرال محسن رضائي، أحد الأعضاء البارزين في «مجلس تشخيص مصلحة النظام».
وتطرق إلى محاولة باءت بالفشل لاغتيال بختيار في 1980، مشيراً إلى أنه شخصياً كان «قائد» العملية التي استهدفت آخر رئيس وزراء في عهد الشاه محمد رضا بهلوي، وأن أنيس نقاش كان المنفذ المباشر للاغتيال تحت إمرته.
وأوضح رفيق دوست أنه التقى وزير الخارجية الفرنسي حينذاك في باريس في محاولة للإفراج عن أنيس نقاش، متحدثاً عن تهديد المسؤولين الفرنسيين بتفجير سفارة بلاده أو اختطاف طائرة مدنية، حال لم يطلق سراحه.
وشغل رفيق دوست منصب وزير «الحرس الثوري» خلال الحرب الإيرانية - العراقية، قبل إلغاء الوزارة ودمجها بوزارة الدفاع.
وقتل شهبور بختيار وغلام علي أويسي في فرنسا؛ حيث تم قتل بختيار طعناً بالسكين في منزله بباريس عام 1991، وأويسي في 1984.
وقضى أمين عام الحزب الديمقراطي الكردستاني عبد الرحمن قاسملو الذي قُتل على يد المخابرات الإيرانية في يوليو (تموز) 1989 في العاصمة النمساوية فيينا.
وطالت أيضاً زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني صادق شرف كندي، حيث قتل وثلاثة آخرون بإطلاق النار في مطعم «ميكونوس» في برلين عام 1992.
وقال رفيق دوست أيضاً إن قوات «الحرس الثوري» مسؤولة عن مقتل المعارض للحكومة فريدون فرخزاد، الذي اغتيل عام 1992 في المنفى بألمانيا. وهو الشقيق الأصغر للشاعرة فروغ فرخزاد، والذي طالما ألقت طهران باللوم على معارضين إيرانيين بالوقوف وراء اغتياله.
وأشار رفيق دوست في اعتراف نادر إلى تمويل مجموعة «باسك» الانفصالية في إسبانيا، التي نفذت عمليات اغتيال لصالح إيران مقابل مبالغ مالية.
وأوضح رفيق دوست أن «عادةً ما كان شبان الباسك ينفذون المهام دون أن يتركوا أي أثر خلفهم، وطلبوا دفع أموال مقابل هذه الجرائم، ودفعنا الأموال لرجل دين مصري مقيم في ألمانيا».
ورفضت وسائل الإعلام المؤيدة للحكومة تصريحات رفيق دوست، وذلك بما يتماشى مع الموقف الرسمي للحكومة الذي ينفي تورطها في تلك الاغتيالات، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية.
وأثارت المقابلة جدلاً واسعاً بين الأوساط السياسية وعلى وسائل التواصل الاجتماعي منذ نشرها السبت.
ونقلت وكالات إيرانية عن مكتب رفيق دوست قوله في بيان مقتصب بشأن المقابلة، الاثنين، إنه «خضع في السنوات الماضية لعملية جراحية في الدماغ، وترتبت عليها آثار جانبية، مما قد يجعله يخطئ في تذكر بعض الذكريات والأسماء. وعليه، لا يمكن اعتماد التصريحات المذكورة من الناحيتين القانونية والتاريخية».
aawsat.com