خبر ⁄سياسي

توقف عمليات نقل رفات قتلى حرب السودان للمقابر العامة

توقف عمليات نقل رفات قتلى حرب السودان للمقابر العامة

عاين- 11 مارس 2025

قال مسؤولون في منظمات دولية ومحلية، إن عمليات نقل رفات قتلى الحرب المستمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع في العاصمة السودانية توقفت إثر تدهور الوضع الأمني وتعرض سياراتها المخصصة لنقل الموتى للنهب أكثر من مرة فيما تشير إحصائيات هذه المنظمات إلى أن خمسة آلاف جثة لا تزال موجودة في العراء إما متحللة، أو قُبرت بطرق عشوائية داخل المنازل والشوارع والساحات العامة.

ويشير المسؤولون في هذه المنظمات إلى أن القوات المسلحة السودانية لم تبتدر نقاشات جدية حول عمليات نقل الرفات ودفنها في المقابر العامة، على الرغم من سيطرتها على أكثر من خمس مدن رئيسية خلال الشهرين الماضيين بولايات الجزيرة وسنار والخرطوم بحري شمال العاصمة السودانية وعشرات القرى.

ملف مسكوت عنه

دفن ضحايا المعارك العسكرية في البيوت والشوارع والمرافق العامة والساحات سيما في العاصمة السودانية حيث استعرت المعارك العسكرية بقوة خلال الأسابيع الأولى من القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وتوقفت الإحصائيات التي كانت تجريها اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالتزامن مع توقف برامج نقل الرفات.

الأطراف العسكرية أجبرت بعض المتطوعين في دفن الجثث الملقاة على الشوارع للعمل أيضا في دفن جثث العسكريين

عامل بجمعية الهلال الأحمر السوداني

وقال مصدر محلي عمل مع جمعية الهلال الأحمر السوداني لـ(عاين): إن “الحكومة السودانية المدعومة من الجيش لم تتحمس حيال مشروع نقل ودفن الجثث المجهولة أو المعروفة من خلال التي دفنت في المنازل والشوارع بسبب عدم وجود ممرات آمنة”.

وأضاف: “طُرحت عليها هذه المهمة أكثر من مرة، لكنها لم تعط إجابات واضحة”. مضيفا: أن” الأطراف العسكرية أجبرت بعض المتطوعين في دفن الجثث الملقاة على الشوارع للعمل أيضا في دفن جثث العسكريين.

توزيع أكياس الجثث

ويوضح المصدر الذي رافق متطوعي جمعية الهلال الأحمر السوداني،  بأن المنظمات الدولية العاملة مع طرفي الحرب في السودان وزعت أكياس الجثث على المستشفيات الواقعة في خطوط النار في العاصمة السودانية والفاشر وولاية الجزيرة.

بينما صرح مسؤول في منظمة إنسانية دولية في مقابلة مع (عاين): “عندما تعثرنا في عملية دفن الجثث ونقل الرفات إلى المقابر العامة نتيجة الوضع الأمني وانعدام الممرات الآمنة وتعرض الفرق التطوعية للخطر اكتفينا بتوزيع أكياس الجثث على المستشفى الواقعة في المناطق الساخنة، حتى تُحفظ على نحو آمن”.

في أروقة الجمعيات الطوعية المحلية والوكالات الدولية يعتقدون أن عملية نقل الجثث لم تعد أولوية لدى الطرفين المتنازعين مع اشتداد القتال في العاصمة السودانية، وأبلغ متطوع من جمعية الهلال الأحمر السوداني مشترطا عدم نشر اسمه (عاين) أن هناك حالة من التجاهل حيال عملية نقل الجثث ودفنها في المقابر العامة مع سيطرة الجيش على ولاية الجزيرة والخرطوم بحري وسنار كان ينبغي الحديث عن هذا الأمر؛ لأن أغلب الجثث دفنت بشكل طارئ وبطرق عشوائية غالبيتها لم تحصل على الأكفان.

وأضاف: “عندما بدأ مشروع نقل ودفن الجثث في المقابر العامة في الشهور الأولى للحرب خصصت اللجنة الدولية للصليب الأحمر سيارات لهذا الغرض نهبت في العاصمة السودانية أثناء عمل فريق المتطوعين”.

وأضاف: “لتفادي نهب السيارات خصصت الصليب الأحمر عربات التوك توك، والتي أيضا نهبت بواسطة المسلحين، ثم جاءت مرحلة نقل ودفن الجثث بواسطة عربات الكارو وأيضا جرى نهبها من المسلحين”.

وتابع: “الآن توقف برامج نقل ودفن الجثث من شوارع العاصمة السودانية إلى المقابر العامة”.

مهمة شاقة ومطلوبة

ويرى عضو المجموعة السودانية لضحايا الاختفاء القسري المحامي عثمان البصري، أن عملية نبش القبور متكاملة مع لجنة الطب الشرعي والعدلي مع الوضع في الاعتبار أن هناك حاجة إلى جلب فريق من الخارج متخصص في هذا المجال.

وتابع: “الدولة يجب أن توفر المقابر الجماعية لضحايا حرب 15 أبريل 2023 على أن تكون هناك عملية كبيرة؛ لأن هذه القضية تحتاج إلى تسليط الضوء”.

ويقول البصري لـ(عاين): إن “بعض الجثامين دفنت بطريقة عشوائية، ويجب التعامل معها بأخذ عينة من الـ DNA.”

3ayin.com