رغم الإسناد الخارجي لـ الدعم السريع.. خبراء: الجيش السوداني بات أقرب لتحقيق النصر

الخرطوم: باج نيوز
لفت التقدم الكبير الذي أحرزه الجيش السوداني في الخرطوم ضد ميليشيا الدعم السريع الأنظار من جديد إلى الوضع الميداني وتوزع النفوذ في البلاد. حيث تصدّرت أخبار سيطرة القوات المسلحة السودانية على القصر الجمهوري وبعض المناطق المحيطة به وسط العاصمة الخرطوم خلال الأيام الماضية العناوين في نشرات الأخبار خاصة بعد أن كان تحت سيطرت ميليشيا “الدعم السريع” لما يقارب العامين، واليوم استعاد الجيش السوداني أكثر من 90 % من العاصمة الخرطوم.
وبالنظر إلى الملف السوداني، يعتقد كثير من الخبراء بأن التدخل الخارجي لعب دوراً حاسماً بإطالة أمد الصراع، وتقليل فرص التوصل إلى حل سياسي، ويحقق توافق وطني وينهي الحرب، حيث حظيت ميليشيا “الدعم السريع” بدعم خارجي عسكري وسياسي مكنها من السيطرة على مساحات واسعة من البلاد. ولكن تقدم الجيش بالآونة الأخيرة يطرح عدّة تساؤلات حول تغيرات بطبيعة الدعم الخارجي لـميليشيا الدعم السريع، وبالتفاهمات الدولية بين الأطراف المتداخلة في الصراع السوداني.
الجيش السوداني يتقدم.. والدعم السريع يتراجع
في سياق ذو صلة، أعلن الجيش السوداني في 21 مارس الجاري، سيطرته على الوزارات والقصر الرئاسي في العاصمة الخرطوم، بعدما دخلته قواته من الناحية الشرقية، في تقدم عسكري مهم ضمن الحرب المستمرة منذ عامين بينه وبين ميليشيا الدعم السريع.
وذكرت القيادة العامة للقوات المسلحة في بيان لها: «توجت قواتنا اليوم نجاحاتها بمحاور الخرطوم؛ حيث تمكنت من سحق شراذم ميليشيا آل دقلو الإرهابية بمناطق وسط الخرطوم والسوق العربي ومباني القصر الجمهوري… والوزارات». وأضافت: «دمرت قواتنا بفضل الله وتوفيقه أفراد ومعدات العدو تدميراً كاملاً واستولت على كميات كبيرة من معداته وأسلحته بالمناطق المذكورة».
وشهد محيط القصر الرئاسي وسط العاصمة، معارك ضارية بين الجيش والدعم السريع، منذ 18 مارس، حقّق خلالها الجيش تقدماً لافتاً، وألحق خسائر فادحة بمليشيا الدعم، المتحصنة بالقصر والمؤسسات الحكومية والبنايات المحيطة.
ومنذ الشهر الماضي، كان الجيش قد استعاد العديد من المناطق في العاصمة الخرطوم، ولم تبق سوى مناطق محدودة تحت سيطرة الميليشيا، كان من بينها القصر الرئاسي.
وثائق جديدة تثبت الدعم العسكري الأوكراني للدعم السريع
في سياق ذو صلة، وبعد سيطرة الجيش السوداني على القصر الرئاسي، تداولت مواقع التواصل الإجتماعي صور مستندات مكتوبة بخط اليد باللغة الأوكرانية وهي عبارة عن توكيل رسمي مكتوب بخط اليد يمنح شخصاً آخر الحق في إستلام مستحقات مالية نيابة عن الموكل، الأمر الذي يعتبره الخبراء دليل أخر يضاف إلى الدلائل السابقة على التواجد الأجنبي للمرتزقة وبالأخص “الأوكران” داخل الأراضي السودانية ومشاركتهم بالقتال إلى جانب ميليشيا الدعم السريع.
وكانت وسائل التواصل الاجتماعي، قد تداولت في وقت سابق، صورا لجثة جندي أوكراني في ود مدني بعد تحرير المنطقة من قبل قوات الجيش السوداني. وبحسب المصادر، فإن الجندي الأوكراني كان من مشغلي المسيرات الإنتحارية، ضمن صفوف الدعم السريع.
وبعد سيطرة الجيش السوداني على الكثير من النقاط التابعة للدعم السريع خلال الأسابيع الأخيرة من 2024، تم اكتشاف العديد من مخازن الأسلحة التابعة للدعم السريع والتي تحوي على أسلحة أجنبية ومسيّرات مقدمة من أوكرانيا، أتت بعد المعارك في محور “ود الحداد”.
خبراء: الجيش السوداني بات قريباً من النصر
وبحسب خبراء عسكريين فإنه على الرغم من الدعم الخارجي الكبير الذي تتلقاه ميليشيا الدعم السريع عسكرياً وسياسياً ولوجستياً، إلا أن التقدم الميداني الأخير للجيش في العاصمة ومناطق أخرى يوحي بأن انتصار الجيش السوداني بات قاب قوسين أو أدنى ويرسم ملامح نهاية الحرب.
في السياق ذاته، أكد رئيس أركان الجيش السوداني السابق الفريق أول هاشم عبد المطلب بحديث صحفي، بأن استعادة الجيش السوداني السيطرة على القصر الجمهوري تؤكد أن النصر بات قريبا، مضيفًا بإن سيطرة الجيش على القصر هو انتصار عسكري ورمزي للسيادة السودانية على مليشيا الدعم السريع.
حيث أن تقدم الجيش السوداني في ود مدني، وخرطوم بحري، ومن ثم الدخول للعاصمة الخرطوم وتحرير مواقع سيادية فيها يشير إلى تحقيق الجيش نجاحات استراتيجية هامة ضمن خطة محكمة لتحقيق النصر.
وبحسب مصادر عسكرية، في الجيش السوداني فإنه هناك فعلاً خطط عسكرية جاهزة لتحرير المناطق الأخرى في العاصمة وكل أنحاء البلاد والتقدم يجري وفق الخطة وبكفاءة عالية.
اعتراف رسمي أوكراني بمساندة الدعم السريع
وكان الممثل الخاص لأوكرانيا في الشرق الأوسط وأفريقيا مكسيم صبح، خلال مقابلة له مع صحيفة “العربي الجديد”، في فبراير الماضي، قد صرّح بأن “بعض المواطنين الأوكرانيين يشاركون في الصراع بشكل منفرد، ومعظمهم إلى جانب قوات الدعم السريع. ومعظم المقاتلين الأوكران هم من المتخصصين التقنيين”. مضيفاً: بأن “أوكرانيا لا تعتبر في الوقت الحالي أي طرف من الأطراف المتحاربة في السودان كياناً شرعياً.. كما أنها تدعم تشكيل حكومة مدنية مستقلة غير مرتبطة بأي جماعات شبه عسكرية”. معرباً عن استعداد بلاده لأن تصبح مورداً بديلاً للأسلحة للبلدان الراغبة في الدفاع عن سيادتها.
وكان المتحدث الرسمي باسم سلاح الجو الأوكراني إيليا يفلاش، في الـ 7 من يناير الماضي، قد كتب عبر صفحته على فيسبوك، بأن مدربي ومشغلي الطائرات بدون طيار من القوات المسلحة الأوكرانية يقدمون الدعم لقوات الدعم السريع، بدعوة شخصية من حميدتي. وبحسب يفلاش فإن: “كييف ملتزمة بأكثر من 30 عقدا عسكرياً في أفريقيا، والسودان هو أحد هذه الدول، وتحديداً مع قوات الدعم السريع”.
وكانت وسائل الإعلام الأوكرانية وعلى رأسها صحيفة “كييف بوست” منذ مطلع الـ2024، قد نشرت تقارير تؤكد التواجد العسكري الأوكراني في السودان.
Bajnews.net