عاين ترصد انسحابات مكثفة للدعم السريع من جنوب الخرطوم

عاين- 26 مارس 2025

تشهد مناطق جنوب الخرطوم انسحابات كثيفة لقوات الدعم السريع، في ظل مخاوف وسط السكان من هجمات انتقامية على المدنيين تصاحب تلك الانسحابات.

ونقل منسوبون للدعم السريع لـ(عاين)، أن توجيهات عسكرية صدرت من قيادات في الدعم السريع لجميع منسوبيها بمغادرة الخرطوم على وجه السرعة، وأنهم غير مسؤولين عمن يخالف تلك التعليمات، وذلك على خلفية مهلة من الجيش قبل دخوله تلك المناطق- طبقاً لحديثهم.

ويحرز الجيش السوداني  تقدما هذه الأيام في عدد من المحاور في العاصمة السودانية الخرطوم التي سيطر على وسطها بالكامل، ويتقدم باتجاه جنوب المدينة الخاضع لسيطرة قوات الدعم السريع منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.

ونقل شاهدان لـ(عاين) من منطقة مايو جنوبي الخرطوم، مشاهدتهم أعداداً كبيرة من قوات الدعم السريع على متن مركبات مختلفة محملة بالأغراض بمعية أسرهم في طريقهم للانسحاب من الخرطوم في اتجاه مناطق حواضنهم الاجتماعية غربي البلاد.

وأشار الشاهدان، إلى أنهما كانا يقصدان سوق منطقة مايو وهو سوق كبير تعرض فيه السلع بما فيها التموينية، وعند وصولهم وجدوا حالة من التوتر لم يتمكنوا بسببها من دخول السوق وشراء السلع، فعادوا دون تمكنهم من دخول السوق الذي لم يتمكن التجار فيه من إجراء عمليات البيع والشراء. ويعزو الشاهدان حالة التوتر في السوق؛ للانساحبات الكبيرة لهذه القوات من المنطقة.

وفي سوق الدخينات جنوب الخرطوم بمحلية جبل أولياء، لفت شهود قابلتهم (عاين) إلى وجود قوات من الدعم السريع وهي في طريقها للانسحاب في اتجاه جسر جبل أولياء تمهيداً للخروج من ولاية الخرطوم.

وفي كثير من الأحياء في مناطق جنوب الخرطوم شوهد عناصر الدعم السريع، وهم يخلون المساكن التي كانوا قد احتلوها قسراً، وهم يحملون أمتعة على متن سيارات غالبها منهوبة من المواطنين خلال فترة الحرب.

ورصد مراسل لـ(عاين) في منطقة جنوب الخرطوم، إلى تكثيف الكثير من عناصر الدعم السريع لعمليات الصيانة للسيارات التي يقودونها تمهيداً للانسحاب، بجانب حالة من التوتر.

وطبقاً لإفادات سكان لـ(عاين)، فإن مناطق جنوب الخرطوم تشهد انسحابات مكثفة لمنسوبي الدعم السريع من مناطق جنوب الخرطوم، كجنوب الحزام (مايو)، بالإضافة لمناطق الكلاكلات على متن مركبات، كما شوهد آخرون، وهم يسحبون شنطهم على الأرصفة، ويمضون راجلين في اتجاه جبل أولياء.

مخاوف

ويتخوف كثير من سكان مناطق جنوب الخرطوم من عمليات انتقامية من قبل منسوبين للدعم السريع قبل أو أثناء فترة الانسحاب مستندين على حالة الانفلات الأمني التي تشهدها مناطق واسعة في جنوب الخرطوم وحالات المداهمة الليلية والنهارية للمنازل ومطاردة المدنيين في الشوارع أثناء ذهابهم أو عودتهم من الأسواق وهي أفعال تزايدت بصورة ملحوظة.

 ومؤخراً- وبحسب مراسل (عاين)، ظهرت مجموعات مسلحة تجوب شوارع الأحياء نهاراً وتنهب المنازل، كما ظهرت مجموعات تطرق أبواب المنازل خلال ساعات الليل والنهار واقتحامها عند فتح أصحابها أبوابهم، وهذه الظاهرة جعلت السكان يلجأون إلى إطفاء الأنوار واتخاذ ذلك حيلة بأن حالة الظلام تدل على عدم وجود سكان في المنزل، باعتبار أن الناهبين المسلحين يقصدون المنازل المأهولة بالسكان، وينتظرون لدقائق بعد طرق الأبواب على أمل فتحها من قبل قاطنيها لمداهمتهم.

اختفاء السلع وغلاء الأسعار

وأشار أحد السكان بمنطقة الدخينات إلى أن سوق البلدة خلا يوم أمس الثلاثاء من كثير من السلع التموينية مثل السكر والدقيق والزيت، وأن السلع المتوفرة وهي محدودة غالية الثمن، وأشار  إلى أن حوالي (٤) حبات فقط من الطماطم سعرها (٣) آلاف جنيه.

وارتفع سعر كيلو الدقيق في أحد المحلات بجنوب الخرطوم إلى (٨) آلاف جنيه، بينما خلت بقية المحلات من كثير من السلع، ومن بينها السكر والدقيق، فيما لم تتوفر سلعة الخبز.

3ayin.com