سودانيون في مصر يحتفلون باسترداد الخرطوم ويبحثون العودة

وكالات _ عزة برس
أعلن الجيش السوداني عن استعادة السيطرة على العاصمة الخرطوم من “قوات الدعم السريع”، التي كانت تحت سيطرتها منذ بداية النزاع الداخلي قبل نحو عامين. هذا التطور الهام أدى إلى زيادة عدد السودانيين في مصر الذين يعبرون عن رغبتهم في العودة إلى وطنهم، وفقًا لمشرفين على مبادرات العودة في القاهرة. يشير هذا التغيير إلى تحول كبير في الوضع الأمني والسياسي في السودان، مما يفتح آفاقًا جديدة للعديد من الأسر التي كانت قد نزحت بسبب الصراع.
تفاعل أفراد الجالية السودانية في مصر مع الانتصارات الأخيرة للجيش، حيث احتفلوا في بعض شوارع العاصمة المصرية مساء الأربعاء. وقد شهدت منصات التواصل الاجتماعي تفاعلاً واسعًا، حيث عبر السودانيون والمصريون عن فرحتهم بعودة الخرطوم إلى سيطرة الجيش، مما يعكس الأمل المتجدد في استقرار البلاد. هذه الاحتفالات تعكس أيضًا الروابط القوية بين الشعبين السوداني والمصري، حيث يتشاركون في مشاعر الفخر والأمل في مستقبل أفضل.
منذ بداية العام الحالي، حقق الجيش السوداني تقدمًا ملحوظًا في عدة ولايات، حيث تمكن من استعادة السيطرة على مناطق حيوية واستراتيجية. بدأت هذه الانتصارات من مدينة “ود مدني”، عاصمة ولاية الجزيرة، ثم تواصلت لاستعادة عدد من المقرات الحيوية في الخرطوم، بما في ذلك مقر القيادة العامة، البنك المركزي، ومقر جهاز المخابرات الوطنية، وصولًا إلى مطار الخرطوم. هذه الإنجازات تعكس الجهود المستمرة للجيش في استعادة الأمن والنظام في البلاد، مما يساهم في تعزيز الاستقرار في المنطقة.
في إطار احتفالات السودانيين بعودة العاصمة الخرطوم، تجمع العشرات من أفراد الجالية السودانية في بعض شوارع القاهرة مساء الأربعاء، حيث قاموا بالاحتفال واستعراض الأغاني الوطنية السودانية، وسط تفاعل من المصريين.
تشير الإحصاءات الرسمية إلى أن “القاهرة استقبلت حوالي مليون و200 ألف سوداني بعد الحرب”، بالإضافة إلى ملايين آخرين من السودانيين الذين يقيمون في مصر منذ سنوات.
تفاعل المواطنون المصريون على وسائل التواصل الاجتماعي مع انتصارات الجيش واستعادته للعاصمة الخرطوم من سيطرة “الميليشيا”.
مع استعادة العاصمة الخرطوم ومرافقها الحيوية، زادت أعداد السودانيين الراغبين في العودة من مصر، بحسب ما أفاد مؤسس مبادرة “راجعين لبلد الطيبين”، محمد سليمان، وهي مبادرة للعودة الطوعية مدعومة من السفارة السودانية في القاهرة. وأوضح أن “أعداد العائدين قد تضاعفت بعد استعادة القصر الجمهوري قبل أسبوع”.
ذكر سليمان، في تصريحات له لـ”الشرق الأوسط”، أن “عدد العائدين وصل إلى 3000 شخص يومياً، يتم نقلهم برًا بواسطة حوالي 60 حافلة، تنطلق من عدة أحياء في القاهرة إلى مدن في شمال السودان، عبر المعابر الحدودية بين البلدين”.
يوجد بين مصر والسودان ممران بريان هما “أرقين” و”أشكيت”، حيث يعتمد كلا البلدين عليهما في التجارة ونقل الأشخاص.
تبدأ رحلات المبادرة من حافلات نقل الركاب في أحياء “فيصل” و”عابدين” و”إمبابة” في محافظتي الجيزة والقاهرة، متجهة إلى وادي حلفا في شمال السودان، حسبما أوضح سليمان، مشيراً إلى أن هناك “تسهيلات عديدة تقدمها الحكومتان السودانية والمصرية لذوي الاحتياجات الخاصة وذوي الدخل المحدود”.
قال سليمان إن “العديد من الأسر العائدة تتوجه نحو مدن الخرطوم وأم درمان وود مدني”.
بالإضافة إلى المبادرات الطوعية للعودة، هناك ترتيبات من الحكومة السودانية لإعلان “العودة المجانية للسودانيين المقيمين في الخارج”، بعد أن استعاد الجيش السيطرة على الخرطوم. وقد أشار محمد جبارة، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بجمعية الصداقة السودانية – المصرية، إلى أن “بعض الجهات الحكومية بدأت أيضًا في توفير الحافلات لتسهيل عودة النازحين وإجراءات عودتهم”.
أعلنت الحكومة السودانية في شهر فبراير الماضي عن تسهيلات للمغتربين العائدين، تتضمن “إعفاءً من الرسوم الجمركية عند نقل الأثاث والأدوات المنزلية والأجهزة الشخصية”.
بالإضافة إلى الطرق البرية للعودة، توجد تسهيلات عبر الخطوط الجوية، وفقاً لما ذكره جبارة لـ«الشرق الأوسط»، حيث أشار إلى أن «الخطوط الجوية الوطنية في السودان أعلنت هذا الأسبوع عن استئناف رحلاتها المباشرة بين القاهرة وبورتسودان، مما يزيد من فرص عودة السودانيين من مصر». وأضاف أن «ظهور قائد الجيش بطائرته الخاصة في مطار الخرطوم بعد تحريره، وتوجهه إلى القصر الجمهوري، يحملان رسالة تطمينية بإمكانية استئناف الرحلات الجوية إلى مطار العاصمة السودانية قريباً».
تعود دوافع عودة السودانيين من مصر إلى استمرار إغلاق المدارس السودانية، كما يشير محمد جبارة، حيث أوضح أن “الكثير من الأسر تسارع في اتخاذ قرار العودة حتى تتمكن من إلحاق أبنائهم بالعام الدراسي في السودان، الذي بدأ في العديد من الولايات”.
أغلقت السلطات المصرية في يونيو الماضي مدارس سودانية إلى أن يتم توفير الشروط القانونية اللازمة لممارسة النشاط التعليمي، ولم يتم السماح بعودة النشاط التعليمي إلا في مدرسة “الصداقة” التابعة للسفارة السودانية.
اخبار الخرطوم اخبار حلفا الجديدة اخبار مصر اخبار ود مدني التشكيل الوزاري الجيش السودان قوى الحرية والتغيير
azzapress.com