الموت البطيء.. أسرى الحرب يروون فصولا من الجحيم داخل معتقلات المليشيا

الخرطوم – نبض السودان
كشف عدد من الأسرى المحررين حديثًا من سجون المليشيا المتمردة عن معاناة إنسانية قاسية تعرضوا لها خلال فترة احتجازهم، حيث خرجوا بأجساد هزيلة أنهكها الجوع والعطش، وعقول مثقلة بذكريات التعذيب والحرمان.
جاءت هذه الإفادات خلال استطلاع أجرته وكالة السودان للأنباء (سونا) مع مجموعة من الأسرى الذين تم تحريرهم مؤخرًا ونُقلوا إلى مستشفى القطينة بولاية النيل الأبيض لتلقي العلاج.
شهادات من داخل الجحيم
روى الناجون تفاصيل مروعة عن أساليب التعذيب التي تعرضوا لها، بما في ذلك الضرب المبرح، والحرمان من الطعام والماء لفترات طويلة، فضلًا عن الإهانات والإذلال النفسي.
وأكد العديد منهم أنهم فقدوا زملاء لهم داخل المعتقلات بسبب الجوع والعطش، بينما شهدوا حالات إعدام وتصفيات جماعية.
الدكتور محمد علي الجزولي، الذي اعتقل في مايو 2024 بعد انضمامه للقوات المسلحة، تحدث عن تنقله بين عدة سجون، حيث عانى من معاملة قاسية وحرمان من الطعام والماء لعدة أيام، ما أدى إلى وفاة عدد كبير من الأسرى.
أما حمدان عمر مارشال، الذي اعتقل في يناير 2024، فقد وصف مشاهد مرعبة شهدها داخل المعتقلات، حيث تم تصفية الأسرى بطرق وحشية، مؤكدًا أن الكثير منهم أُعدموا بدم بارد وألقيت جثثهم في الآبار.
معاناة امتدت لأشهر طويلة
من جانبه، قال الأسير العوض حسن، الذي اعتقل منذ اليوم الأول للحرب، إنه تنقل بين عدة معتقلات، من بينها سوبا، الرياض، الاحتياطي المركزي، ومدرسة بجبل أولياء، حيث كانت الظروف غير إنسانية، والطعام شبه معدوم، والإهانة دائمة.
وأكد أنه لولا تدخل القوات المسلحة، لكان مصيرهم الموت جوعًا وعطشًا.
كما تحدث الأسير محمد عكاشة عبد الله عن اعتقاله في أبريل 2023، واحتجازه لأكثر من عام ونصف في سجون متفرقة، حيث عانى من ظروف سيئة للغاية، مع شح الطعام والمياه وتدهور الأوضاع الصحية.
عودة الأسرى.. جرح لم يندمل
تمكن الأسرى الناجون أخيرًا من الوصول إلى مدينة القطينة، حيث يتلقون الرعاية الصحية اللازمة، لكن ذكريات ما تعرضوا له ما تزال تلاحقهم.
وأجمعوا جميعًا على شكر القوات المسلحة التي حررتهم، مؤكدين تطلعهم إلى استعادة حياتهم والانتصار على المليشيا المتمردة التي نكلت بهم لعدة أشهر.
nabdsudan.net