خبر ⁄سياسي

إشادة مسؤول عسكري مصري أسبق بـحماس تثير جدلا

إشادة مسؤول عسكري مصري أسبق بـحماس تثير جدلا

أثار حديث المدير الأسبق لإدارة الشؤون المعنوية بالجيش المصري، اللواء سمير فرج، حول دور حركة «حماس» في إحياء القضية الفلسطينية تفاعلاً «سوشيالياً»، وهو الحديث الذي جاء «بنبرة مغايرة للصادرة من المحللين العسكريين المصريين، أخيراً»، حسب مراقبين.

وظهر فرج في برنامج «على مسؤوليتي» مع الإعلامي أحمد موسى، مساء السبت، عبر فضائية «صدى البلد»، متحدثاً عمّا اعتبره «دور (حماس) في إحياء القضية الفلسطينية عبر (طوفان الأقصى)»، مؤكداً أن الجزائر فقدت مليون شهيد في دفاعها عن أرضها، في إشارة إلى الخسائر البشرية بسبب الحرب على غزة.

ولفت إلى أن ما حدث أعاد إحياء القضية الفلسطينية، ووضعها في الواجهة، بعدما كانت مهددة بالضياع، مشيداً بـ«القتال الشجاع من (حماس) على مدار 17 شهراً»، وصمود الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الإسرائيلي، الذي «فشل في تحقيق أهداف الحرب»، حسب تعبيره.

«المزيد من المرونة»

وفيما تحدث فرج عن «مرونة كبيرة» من «حماس» في المرحلة الماضية، فإن كلامه لم يخلُ من دعوة إلى «مزيد من المرونة في المفاوضات المقبلة، مع تأكيده استمرار رفض العراقيل التي تضعها إسرائيل بشأن مطالبتها بمغادرة الحركة لقطاع غزة».

ولاقى حديث سمير فرج تفاعلاً من متابعين مع ردود فعل متباينة بين مؤيد ومعارض لتصريحاته، حيث وصفه البعض بأنه «لا يُعبّر سوى عن رأيه الشخصي».

أعتقد أن اللواء سمير فرج رأيه لا يمثل سوى نفسه، وعلى المسؤولين عن الإعلام أن يجعلوه يرتاح ولا يعاود الظهور على الشاشات على الأقل خلال العام المقبل

— ماهر فرغلي (@maherfarghali) April 6, 2025

ورأى متابعون في المقابل أن ظهوره يحمل «رسائل معينة» تتضمن «التأكيد على الرؤية المصرية بألا مفر من المفاوضات باعتبارها الحل الوحيد».

سيادة اللواء سمير فرج عودنا دائما أن ظهوره يحمل رسائل معينة وفى السياسة كل وقت له كلام ومواقف ورسائل موجهة والآن الرسالة وجهت لحماس على مواقفها فى المفاوضات والمرونة المطلوبة منها فيما هو قادم والرسالة الأخرى لإس.رائيل وهى أنه لا مفر من المفاوضات وأن مصر لا ترى أى حل أخر سواها. pic.twitter.com/CIkjxjvSHF

— Nagwa Hussien (@Loveegypt99) April 6, 2025

وكذلك تحدث آخرون عن أهمية وجود «صوت موحَّد يُعبّر عن الموقف المصري في ظل التوقيت والظروف الصعبة».

وحسب الخبير في «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية»، الدكتور عمرو الشوبكي، فإن التصريحات تأتي في إطار «الثوابت الأساسية للدولة المصرية»، لكنها لا تعني بالضرورة التعبير عن الموقف الرسمي لمصر، باعتبار أن «فرج لديه وجهة نظر تخصّه لا تتعارض مع الرؤية المصرية».

ووصف الشوبكي الموقف من «حماس» بـ«الإشكالي» في «ظل التأكيد على الاعتراف بوجود المقاومة وأحقيتها في مواجهة الاحتلال بالطرق المسلحة والسلمية»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أنه بغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف مع ما حدث في «طوفان الأقصى»، فهو جدل موجود في الأوساط السياسية داخل مصر وخارجها.

صبي فلسطيني يسير بجوار أنقاض منزل في مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

ويشير أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الدكتور طارق فهمي، إلى اعتبار انتصار «حماس» معنوياً في المقام الأول، باعتباره كسراً للحاجز النفسي لعناصر الحركة عبر الهجوم المباغت الذي تم تنفيذه والصمود خلال الفترة الماضية، لكن في المقابل «كانت هناك خسائر كبيرة على الأرض، من تدمير للقطاع، وإنهاك للقدرة العسكرية للمقاومة الفلسطينية».

وأضاف فهمي لـ«الشرق الأوسط» أنه في مقابل الخسائر الكبيرة التي ألحقتها «حماس» بإسرائيل في الفترة الماضية، هناك مكاسب كبرى حققتها تل أبيب، لافتاً إلى أن «الحديث عن النصر والهزيمة يخضع لاعتبارات عدة وفق تقييم شامل لما حدث ونتائجه وتداعياته».

ووفق عضو الهيئة الاستشارية لـ«المركز المصري للفكر والدراسات»، الدكتور حسن أبو طالب، فإن تصريحات فرج تأتي وجهةَ نظر «تحمل نظرة متفائلة بعض الشيء في ظل أوضاع إنسانية صعبة»، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أن «الموقف الرسمي المصري مليء بالحسابات والأبعاد المُعقدة التي يتم وضعها في الاعتبار، لكن مصر تظل ملتزمة بالمبادئ الأساسية لثوابتها برفض التهجير والدفاع عن القضية الفلسطينية».

وأضاف أبو طالب أنه بغض النظر عن التوافق أو الاختلاف مع ما حدث في «طوفان الأقصى»، فإنها أعادت الانتباه العالمي للقضية الفلسطينية، وأثارت موجات من التعاطف في بلدان لم تكن تتفاعل مع القضية الفلسطينية بنفس درجة الاهتمام من قبل.

aawsat.com