خبر ⁄سياسي

مقتل عشرة بينهم صحافي فلسطيني في غارة جوية على جنوب غزة

مقتل عشرة بينهم صحافي فلسطيني في غارة جوية على جنوب غزة

قال مسعفون ونقابة الصحافيين الفلسطينيين إن صحافياً فلسطينياً قُتل ومعه 9 أشخاص آخرين، اليوم الاثنين، وأُصيب العشرات عندما استهدفت غارة جوية إسرائيلية خيمة تستخدمها وسائل إعلام محلية في جنوب قطاع غزة.

وأظهرت لقطات مصورة أشخاصاً يحاولون إخماد النيران التي اندلعت في الخيمة في ساحة مستشفى ناصر في خان يونس خلال الساعات الأولى من صباح الاثنين، حسب وكالة «رويترز» للأنباء.

وأظهرت لقطات أخرى نُشرت على منصات التواصل الاجتماعي أن الخيمة احترقت تماماً إلى جانب الأثاث والمعدات بداخلها.

وانتشرت على نطاق واسع صور تُظهر صحافياً تشتعل فيه النيران وشخصاً آخر يحاول إنقاذه.

وأدى القصف الإسرائيلي على الخيمة داخل مجمع مستشفى ناصر إلى مقتل 10 أشخاص بينهم الصحافي، وإصابة العشرات بجروح خطيرة بعد اشتعال النيران في خيمتهم.

وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أنه استهدف حسن إصليح ووصفه بأنه «إرهابي يتخفى في العمل الصحافي» وعضو في كتيبة خان يونس التابعة لحركة «حماس».

وأوضح مسعفون أن إصليح، وهو صحافي فلسطيني معروف في غزة ويتابعه مئات الآلاف على مواقع التواصل، أصيب بجروح بالغة في الغارة.

وقالت إسرائيل إن إصليح شارك في هجوم «حماس» على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وقال الجيش: «خلال المذبحة وثق إصليح ونشر على مواقع التواصل مقاطع لأعمال نهب وحرق وقتل».

فلسطينيون يبحثون عن ناجين وسط أنقاض مبنى دمره قصف إسرائيلي في دير البلح بقطاع غزة في 7 أبريل 2025 (أ.ب)

وقال المسؤول في «حماس» ومدير المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة إسماعيل الثوابتة إن اتهامات إسرائيل لإصليح «باطلة»، وأنه لا ينتمي لأي حزب سياسي.

وأضاف لوكالة «رويترز»: «ادعاء الاحتلال بأن إصليح تسلل إلى الأراضي المحتلة وشارك في أحداث السابع من أكتوبر هو جزء من سياسة التشويه والتلفيق التي يتبعها الإحتلال لتبرير استهداف الصحافيين والعاملين في المجال الإعلامي».

وفي وقت لاحق شارك عشرات الصحافيين والأقارب في جنازة الصحافي القتيل حلمي الفقعاوي. وحمل زملاؤه جثمانه على محفة طبية مع وضع سترته الواقية من الرصاص الزرقاء فوقه.

وقال الصحافي عبد شعث: «صحينا على انفجار قريب منا وطلعنا من الخيمة كلنا لقينا في استهداف لخيمة زملائنا الصحافيين... لكن إحنا مستمرين... هنواصل في تأدية الرسالة ونقل الحقيقة للعالم كله وهذا واجب إنساني علينا».

ووفقاً لنقابة الصحافيين الفلسطينيين، رفعت وفاة الفقعاوي عدد الصحافيين الذين قُتلوا في الحرب الإسرائيلية على غزة إلى أكثر من 210 منذ أكتوبر 2023.

ونددت وزارة الخارجية والمغتربين التابعة للسلطة الفلسطينية بمقتل الفقعاوي، ووصفته في بيان بأنه «قتل خارج إطار القانون».

وأضافت: «هذا الاعتداء الوحشي يأتي ضمن سلسلة متصاعدة من الجرائم التي تطول الصحافيين بشكل مباشر في محاولة ممنهجة لإسكات الصوت الفلسطيني وتغييب الحقيقة».

وفي المجمل، قالت السلطات الصحية المحلية إن الضربات العسكرية الإسرائيلية أسفرت عن مقتل 30 فلسطينياً على الأقل في أنحاء قطاع غزة، الاثنين.

وكان الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل قال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» في وقت سابق اليوم: «ارتقى 12 شهيداً على الأقل بينهم عدد من الأطفال والنساء» (...) جراء غارات جوية إسرائيلية، «بينها استهداف مباشر لخيمة صحافيين»، مشيراً إلى وقوع عدد من الجرحى.

أشخاص يتفقدون الدمار في دير البلح وسط قطاع غزة في 7 أبريل 2025 بعد غارات جوية إسرائيلية ليلية (أ.ف.ب)

وقال الدفاع المدني في غزة إن غارة في دير البلح (وسط) قتلت 7 أشخاص، كما قُتل 3 أشخاص آخرين في غارة في شارع وادي العرايس في حي الزيتون في جنوب شرقي مدينة غزة.

في دير البلح، تلقّى العديد من النازحين الفلسطينيين رسائل نصية من الجيش الإسرائيلي تطالبهم بالإجلاء، متوعداً بتنفيذ غارات جوية على هذه المناطق، ردّاً على إطلاق صواريخ من غزة.

وكانت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، أعلنت أنها أطلقت، الأحد، «رشقة صواريخ باتجاه مدينة عسقلان» في جنوب إسرائيل، في حين أكّد الجيش الإسرائيلي أن 10 مقذوفات أُطلقت من غزة في اتجاه إسرائيل تمّ اعتراض بعضها.

وقال مسؤولون فلسطينيون إن أكثر من 50 ألف فلسطيني قُتلوا في الحرب الإسرائيلية على غزة.

واندلعت الحرب بعد أن هاجم آلاف المسلحين بقيادة حركة «حماس» مناطق في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023؛ ما أسفر وفقاً للإحصاءات الإسرائيلية عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة.

aawsat.com