خبر ⁄سياسي

دعوات لتشكيل لجنة وطنية لحماية المدنيين في السودان

دعوات لتشكيل لجنة وطنية لحماية المدنيين في السودان

الخرطوم، 6 أبريل 2025 – أطلق رئيس الحركة الشعبية – التيار الثوري الديمقراطي، ياسر عرمان، دعوة لتشكيل لجنة وطنية لحماية المدنيين، في أعقاب تزايد الانتهاكات التي يتعرضون لها على يد طرفي النزاع العسكري في عدد من مناطق السودان.

وأتت دعوة عرمان مع اقتراب الحرب في السودان من إكمال عامها الثاني، دون أن يلوح في الأفق أملٌ في إيقافها، لإصرار الأطراف المتنازعة على مواصلة القتال حتى النهاية، أملاً في تحقيق نصر عسكري كامل.

ووجدت الانتهاكات التي يرتكبها الجيش والدعم السريع في عدد من الولايات انتقادات ورفضًا واسعين من قوى سياسية وأطراف دولية وجماعات حقوقية،نادت مرارًا بضرورة اتخاذ تدابير صارمة لحماية المدنيين.

وقال ياسر عرمان في بيان : “حان الوقت لتكوين لجنة وطنية تضم أكثر بنات وأبناء السودان نفوذًا في الداخل والخارج، للدفاع عن حقوق جميع المدنيين السودانيين في الحياة والأمن والإغاثة والسكن في جميع أنحاء البلاد”.

وأشار إلى أن اللجنة يجب أن تمثل التنوع السوداني ووحدة النسيج الوطني، وتقف ضد تقسيم السودانيين والسودانيات.

وأوضح عرمان أن الاعتداءات وجرائم الحرب ضد المدنيين تتصاعد دون رادع، ودون صوت قوي نافذ في داخل أو خارج السودان.

وأضاف: “ما حدث في منطقة الجموعية جنوب أم درمان ومايو والحزام جنوب الخرطوم، وضد المدنيين في الفاشر والأبيض وغيرها من المناطق،أمر يندى له جبين البشرية، في ظل خطاب كراهية متصاعد ودعاوى لتحويل الحرب لاستهداف مناطق جغرافية بعينها”.

وأفاد أن توجهات الحرب الإثنية والجهوية وخطاب الكراهية تجعل هذه الحرب موجهة بامتياز ضد كافة المدنيين السودانيين والنسيج الوطني، وهي حرب، قال إنها، لتمزيق وتفتيت السودان، ولن تنتج ديمقراطية أو عدالة اجتماعية مهما ادعى أصحابها والقائمون على أمرها.

وأردف عرمان بقوله: “فلترتفع أصواتنا وتنتظم جهودنا من أجل حماية المدنيين في الأبيض والفاشر ومايو والحزام ومنطقة الجموعية وكامل السودان، ولنقف ضد كل التوجهات الجهوية الجغرافية والإثنية لشن الحروب”.

واتهمت جماعات حقوقية أفرادًا في الجيش السوداني بتنفيذ إعدامات ميدانية بحق عدد من المواطنين في ولاية الجزيرة ومحليات ولاية الخرطوم التي استعادها مؤخرًا، بحجة تعاونهم مع الدعم السريع، وهي اتهامات رفض الجيش التعليق عليها.

وفي المقابل، تُتهم الدعم السريع بارتكاب انتهاكات واسعة ضد المدنيين في ولاية الجزيرة قبل إبعادها من المنطقة، علاوة على استمرارها في استهداف مدن الأبيض في شمال كردفان والفاشر بولاية شمال دارفور بالمدفعية الثقيلة، مما أدى الى مقتل أعداد كبيرة من المدنيين.

ومنذ نحو أسبوع، تشن الدعم السريع هجمات انتقامية ضد المواطنين في قرى الريف الجنوبي لمحلية أم درمان، تسببت في مقتل ما يزيد عن 100 شخص وتهجير الآلاف.

جبهة عريضة

وتعليقًا على دعوة تشكيل لجنة وطنية لحماية المدنيين في السودان، يقول القيادي في الحزب الشيوعي السوداني، صالح محمود، لـ”سودان تربيون” إن الانتهاكات التي يتعرض لها المدنيون تندرج تحت الجرائم الدولية الأكثر فظاعة في العالم، وهي الجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية وجرائم الحرب، متهمًا أطراف النزاع العسكري بالتورط في هذه الجرائم.

واقترح محمود تأسيس جبهة وطنية عريضة، والتي قال إنها ستكون فعالة في حماية المدنيين، لكونها تضم الرافضين للحرب وتفتيت السودان، وتدعو لوقف الاعتداءات وتطبيق العدالة ضد المتورطين في ارتكاب الجرائم، ومخاطبة الوضع الإنساني المتدهور.

وقال إن طرفي الحرب في السودان هما أدوات في أيدي قوى إقليمية ودولية لديها مصالح في استمرار الحرب وتقسيم السودان من أجل السيطرة على موارده.

بدوره، يقول المدافع عن حقوق الإنسان عبد الباسط الحاج إن الهجوم على المدنيين محظور بموجب القانون الدولي الإنساني، الذي يُلزم الأطراف المتنازعة بتوفير الحماية اللازمة وتفادي إيقاع أي ضرر تجاه المدنيين.

وأضاف الحاج في حديث لـ”سودان تربيون” أن الانتهاكات التي تمت في قرى “الجموعية” بمحلية أم درمان، هو استهداف واضح للمدنيين، لكون هذه القرى مواقع مدنية ولا وجود لأي قواعد عسكرية تابعة للجيش في هذه المناطق، وأن ما يجري هو هجوم متعمد لقتل وتهجير المدنيين من قبل قوات الدعم السريع.

وأشار إلى أن دعوة تكوين لجنة وطنية لحماية المدنيين مقبولة في حال توقف الدعم السريع عن الهجوم على المدنيين، إلا أنه عاد وقال: “لكن الدعم السريع تتعمد ويستهدف بشكل أساسي المدنيين”.

وتابع: “الدعم السريع غير مؤهلة لحماية المدنيين، والمبادرة معقولة، لكن واقع الحال خلاف ذلك بسبب الانتهاكات المستمرة. على سبيل المثال، حصار الفاشر واستهداف الأبيض بالمدافع، وهو نهج يُمارس بشكل واضح من قبل الدعم السريع… والفاشر الآن تموت جوعًا والدعم السريع يتعمد حصارها، وهناك مدن مثل الدلنج وكادقلي تتعرض كذلك لحصار خانق، يجب إجبار هذه القوات على فك حصار المدن ووقف استهداف المدنيين”.

sudantribune.net