غدر في وضح النهار.. المليشيا تهاجم شركاء الأمس في كويم وتوقع خسائر فادحة

متابعات – نبض السودان
في تطور خطير على الأرض، شنت مليشيا الدعم السريع، صباح اليوم الإثنين، هجومًا مباغتًا على مجموعة من القوة المحايدة لحماية المدنيين في منطقة “كويم” بشمال دارفور، موقعة في صفوفها خسائر فادحة بالأرواح والممتلكات، رغم أن القوة المستهدفة كانت في مهمة إنسانية لاستقبال الفارين من مدينة الفاشر.
القوة المحايدة.. من مهمات الإغاثة إلى ساحة الاستهداف
تتكون القوة المحايدة من عناصر تتبع للطاهر حجر والهادي إدريس، وهما من القادة الموقعين على ميثاق نيروبي مع مليشيا الدعم السريع ذاتها، مما يجعل الهجوم بمثابة نكث صارخ للعهود وضربة قاسية لمبادئ التنسيق المشترك.
وفي بيان رسمي صادر عن “القوة المحايدة لحماية المدنيين”، أكدت فيه أن الهجوم تم رغم التنسيق المسبق مع قوات تحالف تأسيس، مشيرة إلى أن وحدتها كانت قد تحركت من منطقة طويلة في مهمة إنسانية لإنقاذ نازحين من الفاشر وضواحيها ومعسكر زمزم.
استشهاد جنود ونهب ممتلكات المدنيين
وجاء في البيان أن القوة التي تحركت لتأمين موجة النزوح الثانية، تعرضت لكمين غادر في منطقة “كويم”، أدى إلى استشهاد عدد من جنود التحالف التأسيسي، إضافة إلى نهب ممتلكات المدنيين، ووصفت الحادثة بأنها “تشكل سابقة خطيرة بعد حادثة الغدر في كبكابية“.
بيان القوة المحايدة: الهجوم طعنة في الظهر
نص البيان الذي نشرته “الطابية” تضمّن إدانة شديدة اللهجة من قيادة القوة المحايدة، حيث وصف الهجوم بأنه “الأخطر من نوعه“، وناشدت بتحقيق عاجل وشفاف في ما حدث، مطالبة قيادة الدعم السريع بالكشف عن المتورطين ومحاسبتهم.
وأكدت القوة المحايدة أنها ستواصل أداء مهامها الإنسانية رغم الاستهداف، مشيرة إلى أنها “تدفع الغالي والنفيس في سبيل حماية المدنيين من الحرب والمجاعة والموت المجاني“، في تعبير واضح عن تمسكها برسالتها رغم التحديات.
السياق السياسي والعسكري: رسائل مزدوجة وخروقات مقلقة
ويأتي هذا الهجوم في وقت حساس، حيث تزداد المخاوف من انهيار مبدأ الحياد في النزاع، خاصة وأن القوات المستهدفة تنتمي لفصائل سبق أن وقعت على اتفاقات تهدئة مع الدعم السريع.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة من الدعم السريع في منطقة “كويم”، قد تكون رسالة ضمنية بعدم وجود مناطق آمنة أو أطراف محايدة في ساحة المعركة، وهو ما يزيد من حالة الفوضى واللا يقين في الإقليم.
تحذير من انزلاق أكبر في دارفور
الحادثة أثارت موجة غضب داخل أوساط النشطاء والمجتمع المدني، الذين اعتبروا أن استهداف قوة إنسانية بمهمة إغاثية يضع علامات استفهام حول التزام الأطراف المسلحة بمواثيق الشرف الدولية، كما يهدد بإشعال موجة جديدة من الصراع الداخلي في دارفور.
ويحذر محللون من أن انهيار التنسيق بين الفصائل الموقعة على ميثاق نيروبي سيعقّد الجهود المبذولة لإنشاء ممرات إنسانية آمنة، ما يُنذر بـكارثة إنسانية أوسع نطاقًا في الإقليم المنكوب.
القوة المحايدة: لن نتراجع عن حماية المدنيين
اختتمت “القوة المحايدة لحماية المدنيين” بيانها بالتأكيد على مواصلة مسيرتها رغم التهديدات، موجهة رسالة قوية قالت فيها: “لن تثنينا الخيانات والغدر عن أداء واجبنا تجاه شعبنا“، ودعت المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لضمان حماية الجهود الإنسانية في مناطق النزاع.
nabdsudan.net