خبر ⁄سياسي

معركة النزوح الكبرى.. 300 ألف يفرون من نيران المليشيات في الفاشر والأمم المتحدة تتدخل

معركة النزوح الكبرى.. 300 ألف يفرون من نيران المليشيات في الفاشر والأمم المتحدة تتدخل

متابعات – نبض السودان

حذرت مفوضية العون الإنساني  بولاية شمال دارفور من كارثة إنسانية وشيكة، مع تزايد أعداد النازحين من معسكر زمزم إلى مدينة الفاشر، عقب الهجوم العنيف الذي شنته مليشيا آل دقلو المتمردة على المعسكر، والذي وصفته الحكومة بـ”الوحشي”، مؤكدين أن نتائجه كانت مفجعة، حيث قُتل أكثر من 450 شخصًا، غالبيتهم من النساء والأطفال وكبار السن.

نزوح جماعي متسارع نحو الفاشر

كشف دكتور عباس يوسف آدم، مفوض العون الإنساني بشمال دارفور، أن النزوح الجماعي من معسكر زمزم باتجاه مدينة الفاشر بدأ منذ يوم السبت الماضي، متوقعًا أن يتجاوز عدد النازحين 300 ألف شخص، وسط توافد جماعي بأعداد كبيرة ومتزايدة.

وأشار د. آدم إلى أن هذا النزوح العكسي الكبير سيخلق ضغطًا غير مسبوق على المرافق العامة، خصوصًا في معسكر أبوشوك وفي مدينة الفاشر بشكل عام، موضحًا أن الوضع الإنساني متدهور أصلًا بفعل الحصار الطويل الذي تفرضه مليشيا الدعم السريع على المدينة، ما أدى إلى شح كبير في خدمات المياه والصحة والغذاء.

مطالبات عاجلة بتدخل المجتمع الدولي

وفي اجتماع احتضنه مقر صندوق إعانة المرضى بالفاشر بعنوان “مناصرة قضايا العنف المبني على النوع الاجتماعي والوضع الراهن بالولاية”، والذي نظم بالتنسيق مع وزارتي الصحة والرعاية والتنمية الاجتماعية وبدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان، شدد د. آدم على ضرورة أن يتحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل لوقف الانتهاكات، والعمل الفوري من قبل المنظمات الدولية ووكالات الأمم المتحدة لتدارك الوضع الإنساني المتفاقم.

وأكد أن استمرار الانتهاكات الحالية يؤسس لبيئة خصبة للعنف المبني على النوع الاجتماعي، داعيًا إلى تشكيل آلية رسمية تحت إشراف وزارة الرعاية والتنمية الاجتماعية، تختص بمناصرة ومتابعة هذه القضايا.

وزارة الرعاية: مركز للناجيات في الطريق

من جانبها، أعلنت دكتورة بدور آدم محمد، المديرة العامة لوزارة الرعاية والتنمية الاجتماعية، أن وزارتها شرعت في تنفيذ قرار رئيس مجلس السيادة القاضي بإنشاء مركز بالولاية لدعم الناجيات من العنف النوعي.

وأكدت استمرار التنسيق مع صندوق رعاية المرضى لدعم تنفيذ برامجه المختلفة، مشيرة إلى أهمية التقييم والمتابعة المستمرة لتلك الأنشطة بالتنسيق مع مفوضية العون الإنساني لضمان كفاءة الاستجابة للواقع المتدهور.

صندوق رعاية المرضى: العنف النوعي بلغ ذروته

أوضح أحمداي أحمد عزو، مدير صندوق رعاية المرضى بشمال دارفور، أن العنف القائم على النوع الاجتماعي في الولاية بلغ مستويات خطيرة في ظل الحرب الجارية، معلنًا انفتاح الصندوق على كافة الآراء والمبادرات التي تساهم في الحد من خطر العنف النوعي.

ودعا عزو المشاركين في الاجتماع إلى نقاش موسع وعميق للخروج بأفضل السبل لمواجهة هذا التحدي المتفاقم.

توصيات قوية من الاجتماع لمواجهة الوضع الخطير

شهد الاجتماع حضورًا واسعًا من ممثلي الأجهزة التنفيذية والعدلية والمنظمات والكوادر الطبية والإعلامية، حيث استعرضوا تقارير ميدانية مفصلة حول الوضع الإنساني الراهن، ومقترحات لحماية النازحين ودعم قضايا العنف المبني على النوع الاجتماعي.

وخرج الاجتماع بعدد من التوصيات أبرزها:

  • مواصلة جهود الدولة لتحقيق الاستقرار الأمني الشامل.
  • تشكيل آلية طوعية تعمل على وضع خطط وبرامج مناصرة قضايا العنف النوعي.
  • مراجعة لجان مراكز الخدمة لمنع الاستغلال غير الأخلاقي.
  • حماية المنظمات الوطنية والدولية من الاعتداءات المتكررة.
  • استمرار التنسيق الحكومي مع المنظمات لتبادل المعلومات وتفعيل الاستجابة الميدانية.

تدهور متسارع.. والمشهد الإنساني على المحك

تؤكد هذه التطورات أن الأوضاع في شمال دارفور تدخل مرحلة بالغة الخطورة، مع تصاعد التوترات والنزوح، وانهيار تدريجي للبنية التحتية للخدمات في الفاشر، وسط صمت دولي مقلق، وتباطؤ في الاستجابة الإنسانية المطلوبة.

nabdsudan.net