خبر ⁄سياسي

الأول.. من أسماء الله الحسنى

الأول.. من أسماء الله الحسنى

الخرطوم=^المندرة نيوز^

ورود اسم الله عزوجل (الأول) في القرآن الكريم والسنة الشريفة:

ورد هذا الاسم في قوله تعالى: ” الْأَوَّلُ وَالْآَخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ” [الحديد:3].

وهذا الاسم أيضاً ورد في السنة الصحيحة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” اللهم أَنت الأولُ فليس قبلك شيء، وأنت الآخِرُ فليس بَعدَك شيء، وأنت الظَّاهِرُ فليس فوْقَك شيء، وأنت الباطِنُ فليس دُونَك شيء، اقْضِ عنا الديْنَ وأغْنِنا من الفقرِ ” [مسلم].

حقوق العباد مبنية على المشاححة وحقوق الله مبنية على المسامحة:

بالمناسبة: ” من أخذ أَموال الناس يُريدُ أَداءها أدَّى الله عنه ” [البخاري].

أي وَفَقه لوفاء الدين، إذا ملكت رغبة صادقة أن تؤدي هذا الدين.

” من أخذ أَموال الناس يُريدُ أَداءها أدَّى الله عنه ” أي وفقه برزق وفير مكنه أن يفي دينه.

” ومن أخذ أَموال الناس يُرِيدُ إِتْلافها ” [البخاري] أن هذا غني، لا أرد له الدين ” أتلفه الله ” تتوقع الحديث أتلفها، أتلفه.

أيها الأخوة: ” يُغْفَرُ للشهيد ” الذي قدم أثمن ما يملك، قدم حياته.

” يُغْفَرُ للشهيد كلُّ ذَنْب إلا الدَّيْنَ ” [مسلم].

لأن حقوق العباد مبنية على المشاححة، بينما حقوق الله مبنية على المسامحة.

أيها الأخوة الكرام، اسم ” الأول ” الله جل جلاله أول، أي هذا الاسم يعني مطلق القبلية، الله عز وجل علمه مطلق، رحمته مطلقة، كيف؟

أحياناً قاضٍ، يحكم ألف حكم، عشرة أحكام غير عادلة، لا عن قصد، ولكن عن خطأ، ونقص معلومات، عند البشر هذا القاضي الذي حكم ألف حكم، من هذه الأحكام عشرة أحكام غير عادلة يسمى عند الناس عادلاً، لأن الإنسان ليس مطلقاً، أما الإله لو ظُلم عصفور في ملكه ليس عادلاً، عدل مطلق، رحمة مطلقة، حكمة مطلقة، غنى مطلق، قدرة مطلقة.

من معاني الأول:

1 ـ الله مطلق القبلية ليس قبله شيء، ولا بعده شيء:

لذلك الله عز وجل هو ” الأول ” بمعنى أن هذه الكلمة تعني أنه مطلق القبلية، ليس قبله شيء، ولا بعده شيء، تعني أيضاً أنه مطلق القبلية، وعالي الشأن والفوقية، المعنى الأول.

2 ـ الله الأول على كل ما سواه، المتقدم على كل ما عداه:

معنى آخر: الله ” الأول ” على كل ما سواه، المتقدم على كل ما عداه، وكل ما سوى الله بعد الله، فإذا كنت مع ” الأول ” فأنت الأول، إذا كنت مع ” الأول ” أنت المتفوق، أنت الحر، أنت عزيز النفس، أنت الذي تشعر أنك محسوب على الله.

مرة سمعت كلمة عالم جليل رحمه الله توفي رحمه الله، ذهب إلى لندن لإجراء عملية، فجاءت اتصالات غير معقولة، هذه الاتصالات لفتت نظر الإذاعة البريطانية أجرت معه لقاء، سألته ما هذه المكانة التي حباك الله بها؟ طبعاً اعتذر، وتواضع كثيراً فلما ألحت عليه قال: لأنني محسوب على الله.

المؤمن محسوب على الله فمن حُسب على جهة أرضية انتهت مكانته عند الله عز وجل:

المؤمن محسوب على الله، ليس محسوباً على جهة أرضية، والإنسان حينما يحسب على جهة أرضية انتهى، المؤمن شخصية فذة، تعني مرتبة علمية، وتعني مرتبة أخلاقية، وتعني مرتبة جمالية، المؤمن رقم صعب.

أي إنسان مبلغ من المال مهما كان كبيراً، بهذا المبلغ يغير قناعاته فهذا المبلغ ثمنه، ولمجرد أن يكون للإنسان ثمن انتهى، المؤمن رجل مبدأ، المؤمن رجل قيم، المؤمن محسوب على الله.

لذلك لمجرد أن يحسب المؤمن على جهة أرضية انتهت مكانته عند الله.

الله عز وجل وجوده أزلي أبدي:

أيها الأخوة، الله ” الأول ” على كل ما سواه، المتقدم على كل ما عداه، وكل ما سوى الله بعد الله، الله ” الأول ” بمعنى آخر، لأن بديهيات العقل تقول إن المُوجد قبل الموجود، وإن المُحدث قبل الحادث، وإن الخالق قبل الخلق، وإن المدبر قبل المدَبر، وإن الرازق قبل الرزق ” الأول ” الله عز وجل.

بل في بعض الأحاديث:

” كانَ اللَّهُ ولم يكن شيءٌ قَبْلَهُ ” [البخاري].

almndranews.com