خبر ⁄سياسي

مصر تدعو إلى عودة سفن الشحن لعبور قناة السويس

مصر تدعو إلى عودة سفن الشحن لعبور قناة السويس

دعت الحكومة المصرية إلى «ضرورة عودة سفن الشحن العالمية للمرور عبر قناة السويس» مرة أخرى، في ضوء أعمال التطوير التي تنفذها بالمجرى الملاحي للقناة.

وأكد رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، خلال لقائه مع عدد من السفراء الأجانب، الأربعاء، أن «التطورات الإقليمية، وانعكاسها على أمن الملاحة في البحر الأحمر، تعكس أهمية قناة السويس للعالم، وتأثيرها على حركة التجارة الدولية».

وتشكو مصر من تأثير التوترات في البحر الأحمر، على إيرادات قناة السويس، وقدّر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في أكثر من مناسبة، خسائر بلاده بسبب تهديدات حركة الملاحة والتجارة الدولية بنحو «7 مليارات دولار العام الماضي». (الدولار الأميركي يساوي 51 جنيهاً في البنوك المصرية).

وصعّدت «جماعة الحوثيين» في اليمن من هجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2023، بدعوى التضامن مع الفلسطينيين في غزة.

وحسب «مجلس الوزراء المصري»، الأربعاء، شدّد مدبولي على أهمية قناة السويس عالمياً، وقال إن «التطورات الإقليمية أكدت تأثيرها على حركة التجارة الدولية»، منوهاً بأن «الأشهر الماضية شهدت تحسناً في أمن الملاحة بالبحر الأحمر، مع توقف الهجمات على السفن المارة، منذ ديسمبر (كانون الأول) الماضي».

يُشار أنه بعد فترة هدوء مطلع العام الحالي، أعاد «الحوثيون» تهديد السفن الإسرائيلية المارة بالبحر الأحمر، في مارس (آذار) الماضي، ما دفع الولايات المتحدة لشنّ هجمات جوية على الحوثيين، للحدّ من تصعيد الجماعة اليمنية.

وذكرت هيئة قناة السويس المصرية، في مارس الماضي، أن «نحو 166 سفينة، قامت بتعديل مسار رحلاتها للعبور بالقناة، بدلاً من طريق رأس الرجاء الصالح، منذ بداية فبراير (شباط) الماضي»، وقالت إن ذلك «يعكس مدى تأثير الأوضاع في منطقة البحر الأحمر، على معدلات عبور السفن».

ودعا رئيس الوزراء المصري، السفراء الأجانب، إلى «نقل حجم التطوير في القناة، وتحسن حركة الملاحة، إلى دولهم»، بالإضافة إلى «جهود دعم وتحسين خدمات الملاحة البحرية»، كما أكد ضرورة «العمل على عودة سفن الشحن العالمية، عبر قناة السويس».

وطالب مدبولي، السفراء الأجانب بـ«حث شركاتهم الوطنية، على الاستثمار في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، في ضوء ما توفره من مزايا وحوافز للمستثمرين»، وفق «مجلس الوزراء».

رئيس الوزراء المصري خلال لقائه مع عدد من السفراء الأجانب في مقر هيئة قناة السويس (مجلس الوزراء المصري)

و«سيستفيد الاقتصاد العالمي كثيراً من عودة الملاحة بحرية في قناة السويس والبحر الأحمر، وليس الاقتصاد المصري فقط»، بحسب الأمين العام المساعد الأسبق لـ«منظمة الوحدة الأفريقية»، السفير أحمد حجاج، بقوله إن «حركة التجارة عبر قناة السويس تفيد الاقتصاد العالمي»، بعدّه القناة أرخص ممر بحري لنقل السلع في العالم.

وهناك دول ما زالت مترددة بشأن أمان مرور الشاحنات والسفن عبر البحر الأحمر، على وقع التوترات الإقليمية، وفق حجاج، الذي قال لـ«الشرق الأوسط» إن «القاهرة تكثف جهودها الدبلوماسية واتصالاتها لتشجيع تلك الدول، على استئناف حركة عبور السفن بقناة السويس مرة أخرى، والتأكيد على سلامتها، وتطور الخدمات المقدمة».

ودفعت هجمات «الحوثيين» على السفن المارة بالبحر الأحمر، شركات الشحن العالمية الكبرى لإيقاف عملياتها في قناة السويس، كما اضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وعدّ حجاج أن «دول أوروبا، وأميركا اللاتينية، ستكون أكثر الدول استفادة من عودة حركة الملاحة البحرية لقناة السويس لطبيعتها، لانعكاسها المباشر على اقتصاد تلك الدول، وانخفاض الأسعار بها»، مشيراً إلى أن «استمرار هجمات (الحوثيين) سيضر بمستقبل الدول المشاطئة للبحر الأحمر، ومن بينها مصر».

جانب من مرور السفن في قناة السويس المصرية (مجلس الوزراء المصري)

اقتصادياً، تُشكل قناة السويس مصدراً رئيساً للعملة الصعبة، ودعم الموارد الاقتصادية، وفق الخبير الاقتصادي المصري، وليد جاب الله، الذي قال إن دعوة الحكومة المصرية لاستعادة حركة مرور السفن بالقناة مرة أخرى «أمر طبيعي» لتنمية عوائدها، وعلى اعتبار أن القاهرة ليس لها يد في التوترات الإقليمية، وتتحمل أعباء اقتصادية بسبب استمرارها.

ويتوقف جاب الله مع جهود الحكومة المصرية لتطوير الملاحة في قناة السويس والخدمات البحرية بها، وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «الحكومة المصرية ضخت استثمارات كبيرة لتعزيز إيرادات القناة، بتنفيذ مشروع ازدواج المجرى الملاحي، لزيادة نسبة استيعاب السفن المارة»، إلى جانب «تقديم خدمات ملاحية متنوعة لتعزيز تنافسية المجرى الملاحي».

وخلال لقائه السفراء الأجانب، أشار رئيس الوزراء المصري، الأربعاء، إلى «مشروعات تطوير قناة السويس، ومنها تنفيذ أعمال ازدواج المجرى الملاحي، خلال السنوات الماضية».

ويرى جاب الله أن عودة معدلات الملاحة البحرية لطبيعتها «سيترتب عليها انخفاض في تكلفة تداول السلع عالمياً، وبالتالي سيعود ذلك بالنفع على حركة التجارة الدولية»، مشيرا إلى أن «القاهرة تبذل جهوداً دبلوماسية، لتأمين حركة الملاحة مرة أخرى».

وقبل الحرب على قطاع غزة، سجلت قناة السويس أرقاماً قياسية في 2023 بـ«تحقيق أعلى معدل عبور سنوي للسفن العابرة بنحو 26434 سفينة»، وفق إحصاءات هيئة قناة السويس.

aawsat.com