خبر ⁄سياسي

من الخراب إلى الكبرياء.. القصر الجمهوري في مشهد جديد

من الخراب إلى الكبرياء.. القصر الجمهوري في مشهد جديد

متابعات – نبض السودان

بدأت اليوم لجنة حصر الأضرار بالقصر الجمهوري أولى خطواتها العملية بإطلاق أعمال النظافة داخل حرم القصر الجمهوري في الخرطوم، تمهيدًا لبدء مرحلة الصيانة وإعادة الإعمار، وذلك ضمن خطة شاملة تهدف لإعادة القصر إلى سيرته الأولى كرمز للسيادة والعزة والكبرياء الوطنية.

مؤتمن الياس: البداية الفعلية لإعادة الحياة إلى رمزية الدولة

وأكد الأستاذ مؤتمن الياس، رئيس لجنة حصر الأضرار بالقصر الجمهوري، أن أعمال التنظيف تمثل المرحلة الأولى من إعادة إعمار القصر بعد الأضرار التي لحقت به جراء اعتداءات المليشيا المتمردة، موضحًا أن هذه الخطوة تجسد عزم الدولة على إعادة مؤسساتها المركزية للعمل واستئناف أداء واجباتها الوطنية، في ظل الإنجازات الميدانية التي تحققها القوات المسلحة والقوات المساندة لها يومًا بعد يوم.

وقال مؤتمن الياس: “إن البدء في نظافة القصر ليس فقط عملًا تقنيًا، بل هو رمز لإعادة الاعتبار للسيادة الوطنية، وتجديد لعهد الدولة مع شعبها بأن تعود مؤسسات الحكم إلى العمل من قلب الخرطوم مهما كانت الصعاب.”

مشاركة واسعة من ولاية الخرطوم لإنجاح المشروع

شاركت ولاية الخرطوم بشكل فعّال في إطلاق الحملة، حيث وفّرت الآليات والمعدات الثقيلة إلى جانب الموارد البشرية من عمال وفرق فنية مختصة بالمجالات البيئية والهندسية، وذلك لضمان انطلاقة قوية نحو الترميم وإعادة التأهيل.

وأكد مسؤولو الولاية أن هذه المشاركة تعكس التزام حكومة الولاية بالمساهمة في عملية إعادة البناء الوطني، بدءًا من القصر الجمهوري، باعتباره القلب الرمزي لإدارة الدولة السودانية.

توجيهات سابقة من مجلس السيادة دفعت نحو انطلاق المشروع

وكان الأمين العام لمجلس السيادة، الفريق الركن الدكتور محمد الغالي علي يوسف، قد وجّه في وقت سابق، وتحديدًا خلال زيارته الأخيرة للقصر الجمهوري بالخرطوم، بضرورة الشروع الفوري في تنظيف القصر وإعادة تأهيله بما يليق بمكانته التاريخية والدستورية.

وتأتي هذه التوجيهات ضمن استراتيجية المجلس لإعادة ترتيب مؤسسات الدولة وتأهيل مقارها الحيوية، لا سيما في المناطق التي شهدت مواجهات أو أضرار مباشرة خلال الفترة الماضية.

القصر الجمهوري.. ذاكرة الدولة وحصن رمزي

يعد القصر الجمهوري السوداني أحد أهم الرموز السيادية في البلاد، وواجه منذ اندلاع التمرد الأخير أضرارًا بالغة نتيجة المواجهات مع المليشيات الخارجة عن القانون، وهو ما دفع السلطات إلى تشكيل لجنة لحصر الأضرار والشروع في تأهيله لاستعادة مكانته باعتباره واجهة الحكم ومقر اتخاذ القرارات المصيرية.

ويُنتظر أن يتم عقب مرحلة التنظيف البدء في تقييم تفصيلي للبنية الإنشائية للقصر ومكوناته التاريخية والإدارية، تمهيدًا لانطلاق أعمال الصيانة وإعادة الإعمار الشاملة التي تشمل التجهيزات الأمنية، المرافق الخدمية، والأبنية ذات الطابع التراثي.

رسالة سياسية وميدانية قوية

ويُنظر إلى هذا التحرك ليس فقط كجزء من إعادة بناء المؤسسات، بل كرسالة سياسية قوية تؤكد على عودة الدولة إلى مركزها الرمزي في الخرطوم، في ظل التقدم العسكري والانتصارات الميدانية المتلاحقة ضد التمرد.

ويرى مراقبون أن انطلاق أعمال النظافة في القصر الجمهوري يمثل مرحلة مفصلية في استعادة الدولة لسيطرتها على العاصمة ومرافقها الحيوية، وهو ما سيعزز من ثقة المواطنين في عودة الاستقرار المؤسساتي وتهيئة المناخ لمرحلة سياسية جديدة.

nabdsudan.net