خبر ⁄سياسي

انتقادات الإعلام العبري للسياحة الإسرائيلية بسيناء لا تجد صدى في مصر

انتقادات الإعلام العبري للسياحة الإسرائيلية بسيناء لا تجد صدى في مصر

في الوقت الذي انتقد فيه الإعلام العبري تدفق السياح الإسرائيليين إلى سيناء، رغم حساسية الأوضاع والخلافات المتصاعدة مع القاهرة بشأن الحرب في غزة، فإن مسؤولين مصريين أكدوا لـ«الشرق الأوسط» أن «مصر لا تكترث لمثل هذه الأمور وتفصل بين السياحة والسياسة».

وشنت صحيفة «يديعوت أحرونوت» هجوماً على السياح الإسرائيليين الذين وصلوا إلى سيناء حديثاً لقضاء عطلة «عيد الفصح» اليهودي، حيث الشواطئ الذهبية والمياه الزرقاء، في حين تحدثت تقارير بتل أبيب عن أن نحو 40 ألف إسرائيلي عبروا الحدود من منفذ طابا - نصفهم من عرب 48 - رغم تحذير السفر الصارم الصادر من مجلس الأمن القومي الإسرائيلي.

وعادة ما يكون «عيد الفصح» في إسرائيل، الذي يُعدّ من أقدس الأعياد في التقويم اليهودي، «عطلة عامة لمُدة»؛ حيث استمرت هذا العام لمُدة 7 أيام، تنتهي السبت 19 أبريل (نيسان) الحالي.

ونقلت «يديعوت أحرونوت» عن المدير الإسرائيلي لمعبر طابا الحدودي مع سيناء، نيسيم حزان، أنه خلال الشهر الحالي «مر 26 ألف إسرائيلي من خلاله نحو مصر، وعاد 31 ألف إسرائيلي ممن غادروا قبل شهر من طابا ودهب ونويبع».

وأشارت الصحيفة إلى أن ذلك يأتي في وقت تضغط فيه إسرائيل من خلال الأميركيين لنقل سكان غزة إلى سيناء، فضلاً عن تقارير في إسرائيل تتحدث عن تخوفات وخلافات بين القاهرة وتل أبيب بشأن زيادة الوجود العسكري المصري في سيناء الذي تعدّه مصر لتأمين حدودها، بينما تفسره إسرائيل على أنه تهديد لها وخرق لاتفاقية السلام بين البلدين.

يفضل الإسرائيليون قضاء عطلة «عيد الفصح» في طابا ونويبع حيث المياه الزرقاء والشواطئ الذهبية (محافظة جنوب سيناء)

رئيس «الإدارة المركزية للمنشآت الفندقية والمحال والأنشطة السياحية» في وزارة السياحة المصرية، محمد عامر، قال لـ«الشرق الأوسط» إن «السلطات المصرية تفصل فصلاً تاماً بين السياحة والأمور السياسية، ولا تتأثر السياسات السياحية في البلاد بأي خلافات أو حساسيات تثيرها القضايا السياسية».

وشدد على أن «القاهرة تتعامل مع السياحة وفق المنطق والقانون الذي ينص على أنها نشاط اقتصادي وخدمة تقدمها الدولة لجميع زوارها دون تفرقة ما دام أن هناك علاقات رسمية وطبيعية بينها وبين الدول القادم منها السياح».

تجدر الإشارة إلى أن الإعلام العبري نقل عن مسؤولي الجانب الإسرائيلي من معبر طابا أن «المعبر يسير بسرعة في كلا الاتجاهين. وأن المصريين يعاملون العابرين الإسرائيليين إلى سيناء عبر المعبر الحدودي معاملة جيدة».

ومع هذا فقد أصدر مجلس الأمن القومي في تل أبيب تحذيراً شديداً من المستوى الرابع، وهو الأشد، بعدم السفر إلى سيناء بسبب ما وصفه بـ«المخاوف من منظمات مسلحة وخاصة (حماس) قد تنفذ هجوماً ضد الإسرائيليين هناك».

الإعلام العبري يؤكد أن الإسرائيليين العابرين من منفذ طابا يلقون معاملة طيبة من المصريين (رويترز)

لكن رئيس «جمعية مستثمري طابا ونويبع للسياحة»، سامي سليمان، أكد لـ«الشرق الأوسط» أن «التحذيرات والانتقادات الصادرة في إسرائيل ضد تدفق الإسرائيليين لمصر ليس لها أي سند من الواقع»، مشدداً على أن «مصر آمنة تماماً، حتى إنه تم إلغاء التفويج الذي كان يحدث من قبل، أي أنه لم يعد يتحرك السياح في أفواج وحافلات تحت حراسة مشددة، وأصبحت الحافلات السياحية في سيناء وعموم البلاد تسير دون حراسة لأن مستوى الأمان مرتفع».

وأوضح أنه «يتم التعامل مع السياح من إسرائيل مثلهم مثل السياح من أي دولة، ولا تمييز خاصاً لهم، حيث يتم استقبال الجميع من كافة الدول وتقديم نفس مستوى الخدمة والضيافة دون النظر إلى جنسياتهم»، مؤكداً أن «حركة تدفق الإسرائيليين إلى سيناء كبيرة وخاصة في العطلات الخاصة بهم».

وأفاد الإعلام العبري بأن الإسرائيليين يدخلون إلى سيناء دون ترتيبات خاصة، لكن الأماكن التي تقع مراكزها السياحية في القاهرة والإسكندرية وأسوان والأقصر، ليس لها مدخل سوى بتأشيرة سياحة بعكس سيناء التي لا تحتاج لتأشيرة عند دخولها من معبر طابا.

وتنص اتفاقية السلام بين إسرائيل ومصر على عدم حاجة دخول الإسرائيليين إلى سيناء، وخاصة طابا ونويبع ودهب، إلى تأشيرات، لكن في حال رغبتهم الدخول إلى أي مناطق أخرى في مصر يلزمهم الحصول على تأشيرات سياحية من السلطات المصرية.

وبحسب التقارير الصحافية الإسرائيلية، فقد أوقفت السفارة المصرية في تل أبيب إصدار التأشيرات منذ مقتل ثلاثة إسرائيليين في الإسكندرية، العام الماضي.

aawsat.com