خبر ⁄سياسي

نيالا في كماشة الموت.. خنادق وألغام تحاصر المدينة

نيالا في كماشة الموت.. خنادق وألغام تحاصر المدينة

نيالا -نبض السودان

كشفت مصادر محلية مطلعة عن تصعيد ميداني خطير تشهده مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، حيث أقدمت ميليشيا قوات الدعم السريع المتمردة على تنفيذ إجراءات عسكرية مكثفة تمثلت في حفر خنادق وزرع ألغام أرضية حول المدينة، في خطوة تهدف إلى منع تقدم الجيش السوداني واستعادة السيطرة على المدينة الاستراتيجية.

مخاوف المدنيين تتصاعد

وأفادت المصادر أن هذه الإجراءات العسكرية من قبل الميليشيا المتمردة أثارت موجة واسعة من القلق والغضب بين سكان المدينة، الذين يعيشون حالة من الرعب والخوف جراء احتمالية وقوع اشتباكات عنيفة أو انفجار الألغام المزروعة في المناطق المحيطة، ما يهدد أرواح المدنيين ويضعهم في دائرة الخطر المباشر.

خطة متحرك الصياد نحو نيالا

في سياق متصل، أعلن الجيش السوداني أن متحرك “الصياد”، وهو تشكيل عسكري كبير وصل مؤخرًا إلى ولاية كردفان، يستعد للتوجه نحو نيالا بهدف استعادة المدينة من قبضة الميليشيا المتمردة. ويقود هذا المتحرك العميد حسين جودات، قائد الفرقة 16 بنيالا، مما يشير إلى أن التحرك يحمل طابعًا استراتيجيًا عالي الأهمية للجيش السوداني.

نيالا تحت الحصار

تشير التطورات إلى أن مدينة نيالا، وهي من أكبر المدن في إقليم دارفور، أصبحت فعليًا تحت الحصار العسكري، حيث يسعى المتمردون إلى تحويلها إلى منطقة عسكرية مغلقة يصعب اختراقها عبر الخنادق المزروعة والألغام، وذلك لمنع أي تقدم محتمل لقوات الجيش.

قلق من انفجار الوضع الإنساني

ووسط التصعيد العسكري المتزايد، حذرت منظمات مدنية وحقوقية من تداعيات هذه الخطوات على الوضع الإنساني في المدينة، خاصة في ظل صعوبة تنقل السكان وتقييد حركة الدخول والخروج، مما ينذر بأزمة إنسانية خانقة في حال استمر هذا الوضع.

نيالا في قلب الصراع

لطالما كانت نيالا منطقة صراع محوري بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، لما تمثله من موقع استراتيجي حيوي في غرب السودان، ويُنظر إلى السيطرة عليها باعتبارها مفتاحًا لموازين القوة العسكرية في الإقليم.

استراتيجية الدفاع السريع.. إلى أين؟

يرى محللون أن زرع الألغام وحفر الخنادق يعكس رغبة ميليشيا الدعم السريع في تكريس نفوذها بالمنطقة عبر أدوات ترهيب وحصار، خاصة مع تزايد المؤشرات على نية الجيش السوداني استعادة المدينة خلال الأسابيع المقبلة، ضمن خطة عسكرية أوسع لاسترداد مدن إقليم دارفور.

خطر الألغام يهدد المدنيين

ويؤكد خبراء ميدانيون أن زرع الألغام الأرضية في المناطق المحيطة بالمدن السكنية يشكل خطرًا حقيقيًا على أرواح المدنيين، خاصة في حال عدم وجود خرائط دقيقة لهذه الألغام، ما يجعل إزالتها لاحقًا أمرًا بالغ التعقيد والخطورة.

سيناريوهات الأيام المقبلة

مع اقتراب تحرك متحرك الصياد بقيادة العميد جودات، تتجه الأنظار إلى نيالا باعتبارها ساحة مواجهة مرتقبة، فيما يُخشى أن يتحول المشهد إلى معركة طويلة الأمد تؤثر بشكل كبير على سكان المدينة ومحيطها.

nabdsudan.net