خبر ⁄سياسي

إقالة علي يوسف تثير الجدل.. هل أصبحت الخارجية محرقة للوزراء

إقالة علي يوسف تثير الجدل.. هل أصبحت الخارجية محرقة للوزراء

متابعات -نبض السودان

أحدث القرار الذي أصدره رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان في 17 أبريل 2025 بشأن إعفاء وزير الخارجية علي يوسف ضجة كبيرة في وسائل الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي، وسط تباين كبير في ردود الأفعال بين مؤيدين ورافضين لهذا القرار. حيث لم يكمل الوزير سوى 6 أشهر في منصبه، وهو ما أثار تساؤلات عديدة حول الأسباب التي أدت إلى هذا القرار المفاجئ، خاصة وأنه كان يتوقع له أن يحدث تحولًا كبيرًا في إدارة ملف السياسة الخارجية السودانية.

ردود فعل واسعة وإعفاء وزراء في فترة قصيرة

القرار الذي جاء بعد إعفاء ثلاثة وزراء خارجية في أقل من عام، فتح الباب على مصراعيه للأسئلة حول أسباب هذه الأزمة المتكررة. إذ تساءل البعض إن كانت المشكلة تكمن في أداء الوزراء أنفسهم، أو في العلاقة المعقدة بين الوزراء ومجلس السيادة، أو في الظروف المحيطة بالدولة والعلاقات الخارجية التي تشهد تدخلات من أطراف إقليمية مثل الإمارات.

معايير دقيقة لاختيار علي يوسف

من الواضح أن اختيار السفير علي يوسف وزيرًا للخارجية كان بناءً على معايير دقيقة، حيث تنافس مع عدد من المرشحين لهذا المنصب. ويُذكر أن السفير حسين عوض الذي سبق يوسف في المنصب، شهدت فترته تناقضات مع القيادة، وهو ما أدى إلى إقالته في وقت مبكر. لكن السفير علي يوسف كان يملك سجلًا حافلًا في مجال الدبلوماسية، حيث قاد جهودًا ناجحة في استخراج البترول مع الشركة الوطنية الصينية للنفط، كما عمل سفيرًا للسودان في بروكسل لدى الاتحاد الأوروبي.

كثرة اللقاءات والتصريحات الإعلامية تُضعف رصيد الوزير

من أبرز الانتقادات التي وجهت للسفير علي يوسف هي كثرة اللقاءات الإعلامية التي أجراها منذ تعيينه، الأمر الذي أثر على استقراره في منصبه. كان يوسف يرى نفسه المنفذ الأول للسياسة الخارجية، وأصر على استقلاليته الشخصية والمهنية، ما جعله يواجه صعوبة في التكيف مع تعدد مراكز اتخاذ القرار في الحكومة السودانية، وخاصة مع قرار مجلس السيادة بعودة بعض السفراء دون التشاور معه.

إنجازات رغم التحديات

ورغم هذه التحديات، نجح السفير علي يوسف في إحداث تغيرات ملموسة في وزارة الخارجية، حيث عمل على تعزيز النشاط الدبلوماسي، وأعاد الحيوية والثقة للجهاز الدبلوماسي من خلال تنظيم جلسات للاستماع لقضايا العاملين وتحسين الأوضاع الوظيفية، بالإضافة إلى تفعيل أداء السفارات في الخارج وتوسيع هيكل العاملين في الوزارة.

تفعيل العلاقات الدولية: من موسكو إلى القاهرة

على الصعيد الدبلوماسي، لعب يوسف دورًا مهمًا في تعزيز العلاقات السودانية مع العديد من الدول، حيث قام بزيارات استراتيجية إلى موسكو وطهران، وأعاد تنشيط العلاقات مع الصين. كما نجح في تحسين العلاقات مع مصر من خلال تبادل الزيارات بين وزيري الخارجية للبلدين، بالإضافة إلى إشراك السودان في مؤتمرات مهمة مثل مؤتمر ميونخ للأمن.

خلافات حول الأولويات وأساليب العمل

لكن، ورغم هذه الإنجازات، كانت هناك خلافات واضحة بين السفير علي يوسف والقيادة التنفيذية في الدولة بشأن أساليب العمل وأولويات السياسة الخارجية، خصوصًا في ملف ترشيح السفراء للمحطات الخارجية، مما جعله يعاني من صدامات مع بعض الأطراف، وخاصة فيما يتعلق بتعدد مصادر اتخاذ القرار.

من هو الوزير القادم؟

الآن، وبعد الإقالة المفاجئة لعلي يوسف، يتساءل الكثيرون: من هو الوزير القادم؟ وتشير التقارير إلى أن السفير عمر الصديق، سفير السودان في الصين، قد يكون أحد المرشحين البارزين لهذا المنصب. كما يُذكر اسم السفير حسين الأمين، وكيل وزارة الخارجية، الذي يحظى بعلاقات قوية مع القيادة السودانية ويعتبر خيارًا مقبولًا من مختلف الأطراف.

 

nabdsudan.net