السودان وقطر: أخوة راسخة ومبادئ التزام أخلاقي يصنع المستقبل

بقلم : احمد حسن الفادني
في عالم تتقاطع فيه المصالح وتتباين فيه التوجهات، تظل العلاقات التي تبنى على الأخوة الصادقة والمبادئ الأخلاقية الثابتة هي الأقدر على الصمود والنماء. من بين هذه العلاقات النموذجية، تجيئ علاقة جمهورية السودان ودولةقطر نموذج يحتذى في التأخي والتضامن والتكامل المبني على القيم والمواقف النبيلة.
إذ نجد دولة قطر هي كانت وما زالت تساند السودان شعبا و حكومة وتسعى دائما لاستقرار و أمن السودان كيف لا وهي التي رعت مؤتمرات و جلسات الصلح و السلام في دارفور فكانت من انجح المفاوضات السياسية على مستوى العالم العربي و العالم
#جذور الأخوّة وأساس الثقة:
تعود علاقة السودان وقطر إلى عقود من الزمن، نسجتها روابط العروبة والإسلام والمصير المشترك ولم تكن مجرد علاقات دبلوماسية تقليدية بل كانت وما تزال علاقة أخوة وتقدير واحترام متبادل. قطر لم تتأخر يوما عن دعم السودان في مواقفه الصعبة التي مر بها رغم تغيير المواقف السودانية وايضا لم يتردد السودان في الوقوف إلى جانب قطر في مختلف المحطات و المخاطر التي واجهتها وخاصة في الحصار الذي فرض عليها من قبل اخوتهم في الدم (المقاطعة الخليجية).
وهذا التلاحم يعكس فهما عميقا لمفهوم الأخوة السياسية والاقتصادية والإنسانية، حيث تتجلى المصالح المشتركة في اطار من الالتزام الاخلاقي الذي يسمو فوق الحسابات و المفاهيم الضيقة.
#مبادئ الالتزام الأخلاقي:
حجر الأساس للتعاون الثنائي وهذا هو ما يميز العلاقة بين البلدين بالتزامهما بمبادئ أخلاقية ثابتة في تعاملهما على المستويين الرسمي والشعبي. في وقت تتغير فيه الولاءات بتغير المصالح، تظهر قطر والسودان مثالا نادرا على الالتزام بالقيم و الاعراف اذ لم تنس قطر يوما السودان، حتى في أحلك الظروف، وكانت في مقدمة الدول التي قدمت الدعم في مجالات التعليم والصحة والتنمية كما قدمها السودان من قبل فقيمة رد المعروف ثابتة ومأصلة بينهما.
قدمت قطر انوذجا في الإيثار والتضامن بدعمها الكبير للسودان اثناء الحرب في وقت عز فيه الدعم من أقرب الاقربين وأثبتت أن الأخوة ليست شعاراً بل ممارسة فعلية وفتحت ابوابها مشرعة للشعب السوداني واتاحت فرص العمل لابنائه الخلص التي ضاقت بهم الأرض .
تعاملت قطر باحترام راقي وذلك باحترام السيادة والقرار الوطني مع السودان كشريك لا كمجال نفوذ وهو احترام عز نظيره في العلاقات الدولية اليوم.
#دعوة للتحفيز والبناء على هذا الأساس:
إن العلاقة بين السودان وقطر ليست فقط إرثا يجب المحافظة عليه بل هي فرصة حقيقية للبناء والتكامل في المستقبل. فالسودان بثرواته الزراعية والمعدنية والبشرية، وقطر بإمكاناتها الاقتصادية وخبرتها التنموية يمكن أن يشكلا معا نموذجا عربيا ناجحا في التعاون المثمر المستند على المبادئ والقيم المشتركة.
وها نحن اليوم، نسير نحو تجاوز المحن، نحتاج إلى أن نستلهم هذا النموذج في صياغة علاقاتنا الداخلية والخارجية. وايضا نحتاج إلى أن نجعل من الاخلاق أساسا متينا للسياسة الداخلية و العلاقات الخارجية ، من خلال مبدأً الوفاء في الشراكات ، ومن الأخوة منصة قوية منيعة لنهضة البلدين.
ونختم قولنا وحديثنا عن علاقة السودان وقطر
بإن السودان وقطر يجسدان معا معنى الأخوة الحقيقية والالتزام الاخلاقي في ابهى صوره.علاقة مبنية على الصدق والدعم والاحترام، يجب ان نعتز بها ونعمل على تطويرها في شتى المجالات و المسارات، فهي ليست فقط مصدر فخر بل هي اساس لمستقبل مشرق ينطلق إلى فضاءات اوسع من التقدم والنهضة.
فلنحافظ على هذه العلاقة، ولنحفز الأجيال الجديدة لتبني ذات المبادئ، لان الاخلاق اذا كانت أساس السياسة اصبحت العلاقات أقوى والتنمية أعمق والمستقبل أكثر إشراقا و وضوحا.
azzapress.com