مكالمة مسربة بين دقلو والحلو تفجر صدمة داخل صفوف التمرد وتكشف عن خلافات حادة

متابعات- نبض السودان
فجّرت مكالمة هاتفية مسرّبة بين الهارب عبدالرحيم دقلو، قائد مليشيا الدعم السريع، وزعيم الحركة الشعبية عبدالعزيز الحلو، ردود فعل صاخبة داخل صفوف قوات الجيش الشعبي، وكشفت تفاصيل خطيرة عن الانقسامات العميقة داخل المتمردين في دارفور ومناطق جنوب كردفان.
تسريب المكالمة.. استجداء دقلو ومراوغة الحلو
بحسب التسريبات التي نشرتها مصادر تابعة لدقلو، فقد ناشد المتمرد دقلو قائد الجيش الشعبي عبدالعزيز الحلو بإرسال قوات عسكرية عاجلة إلى الفاشر، لإنقاذ فلول مليشيات الدعم السريع المحاصرة، لكن الحلو رد بطلب مهلة للتشاور مع قيادة ما يسمى “هيئة قيادة الجيش الشعبي”.
الرفض الضمني للحلو أعاد تسليط الضوء على الانقسام الإثني والسياسي داخل قواته، حيث تحفظ عدد من القادة الميدانيين على التحالف الجديد مع مليشيا دقلو، خاصة بعد ما وصفوه بـ”فشل التحالف في مناطق نفوذ الحركة”، ورفض المكونات الإثنية للجيش الشعبي وجود مليشيات الدعم السريع في جبال النوبة.
استخبارات الحلو تحذر من “فخ نيالا”
وفي تطور خطير، رفضت استخبارات الجيش الشعبي دعوة دقلو لعبدالعزيز الحلو لزيارة مدينة نيالا، التي تخضع لتوترات أمنية متصاعدة، مشيرة إلى أن الدعوة مدفوعة الأجندة من الإمارات. واعتبرت مصادر استخباراتية مقربة من الحلو أن “نيالا تقع فوق صفيح ساخن”، محذرة من أن ظهور الحلو في هذه المدينة قد يُشعل موجة احتجاجات ضخمة خاصة من أبناء المساليت في الخارج، الذين يعتبرون دقلو متهمًا رئيسيًا في جرائم الإبادة الجماعية بدارفور.
إحباط وغضب من دقلو.. “دفعنا ملايين وما نفع”
المكالمة المسرّبة كشفت كذلك عن حالة إحباط شديدة يعيشها عبدالرحيم دقلو بعد تردد الحلو في تلبية طلب الدعم، حيث نقل عنه قوله لمقربين:
“الزول ده مافيهو فايدة.. دفعنا ليهو ملايين الدولارات وماعايز ينجدنا إلا بعد يرجع لضباطو”.
ووجه دقلو اتهامًا صريحًا للحلو بأنه سرب خبر زيارة نيالا عمدًا لإفشالها، مؤكدًا أن الخطة كانت تعتمد على زيارة خاطفة تركز على التأثير الإعلامي وليس الخطاب السياسي، لكن التسريب أفشل المخطط برمّته.
ذاكرة الهزيمة تطارد الحلو بعد 30 عامًا
في خلفية المشهد، هناك ذكريات دامية تطارد عبدالعزيز الحلو وتمنعه من التورط في معارك دارفور إلى جانب الدعم السريع، إذ تعود الذاكرة إلى ثلاثين عامًا مضت، حين شارك الحلو في عملية عسكرية كارثية إلى جانب القائد يحيى بولاد ضد الجيش السوداني، وانتهت بهروب الحلو وتركه جنوده لمحرقة ميدانية مروّعة.
ويبدو أن الحلو لا يرغب في تكرار سيناريو الفشل والانهيار نفسه، خصوصًا في ظل التصدع الواضح داخل مليشيات الدعم السريع، ورفض قطاع واسع من كوادر الجيش الشعبي الزجّ بأنفسهم في “مقامرة خاسرة يقودها دقلو”، كما وصفها أحد قادة الحركة.
تصدعات في صفوف الحلفاء.. هل اقترب الانفجار؟
التسريبات تضع التحالف الهش بين الحلو ودقلو في مواجهة حقيقية مع التفكك والانهيار، في ظل تشكيك القيادات في أهداف التحالف، وظهور اتهامات متبادلة بالخيانة وسوء النية.
وبينما تعوّل مليشيا دقلو على دعم نوعي من قوات الجيش الشعبي، تبدو قيادة الحركة الشعبية منقسمة وغير واثقة من الرهان على شريك غارق في الهزائم، ومحاصر محليًا ودوليًا.
nabdsudan.net